شعر وحكاياتعام

ما غابت عن البالِ :




غابت عن العين ما غابت عن البالِ
ديارُ أهلي وأعمامي وأخوالي


هذي جراحُ النّوى في البعد نازفةٌ
ما طابَ عيشٌ على بؤسٍ وترحالِ

ولا يُراوِدُني في غربتي أملٌ
فالقومُ لاهونَ رهنَ القيلِ والقالِ

تكرّشوا ولسانُ الحالِ يفضحُهُمْ
لا شيءَ يجمعُهم الّا رضا الوالي

القدسُ ضيّعها من أسلموا خَوَراً
ما في يديهم لمُحتلٍّ ومُحتالِ

قد أدمنوا النّومَ حتّى ضاقَ ليلُهُمُ
فلا يُفيقون الّا بعدَ زلزالِ

في كُلّ يومٍ بنو صُهيونَ تصفعُهمْ 
يسطو عليهم لصوصُ النّفطِ والمالِ

وما رأينا شعوباً داؤها وَسَنٌ
إلّا وفاقوا على حُمقٍ وإذلال

ما هذهِ الصّورةُ الشّوها لِأمّتنا
هلّا تغيّرتِ من حالٍ الى حالِ

خصمٌ يعيثُ فساداً في دياركمُ
وأنتمُ في ثنايا التيهِ كالآلِ

فما نَعِمتمْ بأرضٍ في تخاذلكم
أورثتُمُ الذّلّ في صَمتٍ لأجيالِ

أتاهمُ ( ترامبُ ) عدّ القدسَ مغنمهُ
فأمطروهُ بأموالٍ وأنفالِ

ويذرفون دموعَ الحزنِ من ألَمٍ
وإن خلَوْا مُلِّكتهمْ ذاتُ خُلخالِ

هم كالنّعامِ أمامَ الخصمٍ قد جبُنوا
كأنّما قُيّدوا قهراً بأغلالِ

لكنّهمْ في قِراعِ الأهلِ مأسدَةٌ
كم من نساءٍ ضحاياهم وأطفالِ

يا قومُ عودوا فقد أودت جهالتُكمْ
بكُلّ ما عَزّنا من مجدنا الخالي

الفجرُ آتٍ فلا تنجيكُمُ عِلَلٌ
يا من ربعتُم بليلٍ في الحمى الغالي

شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock