عاممقالات

فانوس رمضان



فانوس رمضان

بقلم / ريما السعد 
يعد فانوس رمضان أحد المظاهر الشعبية الأصلية في مصر ، والاحتفال بشهر رمضان الكريم ، حيث نرى الفوانيس معلقة على واجهات المحلات والفنادق ، واستخدم الفانوس على مر العصور لإضاءة الطرقات المؤدية إلى المساجد وعلى منازل العائلة والأصدقاء .
ويذكر أيضاً أنه واحد من الفنون الفلكلورية التي نالت اهتمام الفنانين والدارسين ، حتى أن البعض قام بدراسة أكاديمية لظهوره وارتباطه بشهر الصوم وتحويله إلى قطعة جميلة من الديكور العربي في الكثير من البيوت المصرية الحديثة

مواضيع ذات صلة 

أصل الفانوس 


أول من عرف فانوس رمضان هم المصريين وذلك يوم دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة ، وكان ذلك في يوم الخامس من رمضان عام 358 هجري .
إذ أمر القائد جوهر الصقلي فاتح القاهرة بأن يخرج الناس لاستقبال الخليفة وهم يحملون الشموع والمشاعل والفوانيس الملونة لإنارة الطريق أمامه، وهكذا بقيت الفوانيس تضيء الشوارع حتى آخر شهر رمضان ، لتصبح عادةً يلتزم بها كل سنة ويتحول الفانوس رمزاً وتقليداً مجبباً في شهر رمضان .

فانوس رمضان

ومن أحد القصص أيضاً يذكر أن أحد الخلفاء الفاطمين أراد أن يضيء شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان فأمر شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها

وتروى قصة آخرى أنه خلال العصر الفاطمي ، لم يكن يسمح للنساء بترك بيوتهن إلا في شهر رمضان وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود سيدة في الطريق كي يبتعدوا

ويبقى الفانوس رمز خاص بشهر رمضان خاصةً في مصر وانتقل هذا التقليد من جيلٍ إلى جيل ويقوم الأطفال الآن بحمل الفوانيس في شهر رمضان والخروج إلى الشوارع وهم يغنون ويؤرجحون الفوانيس قبل رمضان ببضعة أيام ، وأصبح كثير من الناس يعلقون الفوانيس الملونة في الشوارع وأمام البيوت والشقق وحتى على الشجر

فانوس رمضان


ويرجح البعض أن أصل الفانوس قد ارتبط بوجود المسحراتي الذي كان يسير في الشوارع وبين الحارات ليوقظ الناس ليتناولوا سحورهم ، وأن ذلك المسحراتي كان يسير مصطحباً معه ابنه يحمل فانوساً للإنارة ، حيث لم تكن الشوارع كلها مضاءة بالقناديل

انتقلت فكرة الفانوس المصري إلى أغلب الدول العربية ، وأصبح جزء من تقاليد شهر رمضان لا سيما في دمشق وحلب والقدس وغيرها

إقرأ مواضيع ذات صلة 

معنى كلمة فانوس 


هي كلمة أغريقية تشير إلى إحدى وسائل الإضاءة وفي بعض اللغات السامية يقال فيها فناس ، ويذكر أن الفيروز أبادي مؤلف القاموس المحيط ، أن المعنى الأصلي للفانوس هو ( النمام) 
ويرجح صاحب القاموس تسميته بهذا الاسم إلى أنه يظهر حامله ليلاً وسط الظلام

صناعة الفانوس 


يذكر أن صناعة الفوانيس صناعة موسمية ، إلا أنها مستمرة طوال العام اذ يتفنن صناعها في ابتكار أشكال ونماذج جديدة مختلفة ، وتخزن ويتم عرضها للبيع في رمضان الذي يعد موسم رواج هذه الصناعة 
وبقيت صناعة الفانوس تتطور عبر الأزمان حتى ظهر الفانوس 
الكهربائي الذي يعتمد في إضائته على البطارية واللمبة بدلاً من الشمعة


فانوس رمضان

وتعد مدينة القاهرة المصرية من أهم المدن الإسلامية التي تزدهر فيها صناعة الفوانيس، وهناك مناطق معينة مثل منطقة تحت الربع القريبة من حي الأزهر والغورية ومنطقة بركة الفيل بالسيدة زينب من أهم المناطق التي تخصصت في صناعة الفوانيس.
و مع مرور السنوات تغيرت أشكال الفانوس وتبدلت وأصبح نادرا ما نرى طفلا يمسك بالفانوس التقليدي الزجاجي الملون، المحتضن للشمعة المضيئة.
نرجو أن كون أفدناكم أعزائي القراء ونتمنى متابعتنا بكل جديدمن موقعنا مجلة سحر الحياة 


فانوس رمضان

إقرأ أيضا 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock