أدم وحواءعام

” قسوة الأدب”



قسوة القلوب
بقلم: أحمد مجدي
كيف يرونك ولا يرون الحزن في عينيك!
يقرأؤون كلماتك ولا يُدركون منها سوى روعة المجاز وقوة التعبير.
جمال تشبيهاتك التي خرجت منك ككرة من الألم ورأوها هم تمام الفن والأدب.

منذ متى وأنت تكتب أيها الصغير، منذ متى اعتبرتَ تلك الكلمات مقالًا أو قصة أدبية تكتبها ككل من يكتب.
أنت لا تكتب، أنت ترتجع ما بداخلك بشكل أحرف تأخذ شكلًا فنيًا وهي الأسى بعينه.

تُعطي أوراقًا بريئة ما أذاقه إياك الكون من جراح، علَّها تُريحك قليلًا… وليتها تفعل!
تُعيد قراءة ما تكتبه كطفلٍ يتصفح مجلة الشُعراء؛
هو لا يفهم ما كُتِب فيها ولا يستطيع تفسير كيف فعلوا ذلك من الأساس.

تُعجبك جملة كتبها الكهل الذي أصبحه عقلك، وتعجبك لفظة خرجت من قلبك الذي لا يزال يتعلم النُطق.
تكتُب فضائح روحك وتظن أنك الآن ككتاب مفتوح للجميع، وتغفل عن كون كلمات الكتاب مُشفرة بلغة غير اللغة وبعقلٍ يعمل كالماكينات القديمة.

الأدب حقًا قاسي، تمامًا ككل الفنون؛ يعطيك السم وسط أكواب العسل، الحزن وسط إبداع المعاني، يجعلك تستمتع بالدماء التي ملأت لوحةً لجريمة قتل بشعة.
يوقظ الموتى من جراحك التي جار عليها الزمان واعتقدت خبوها واستحالتها رمادًا لن يشتعل مجددًا.

يُحَوِلُ القلم بين يديك إلى آلة حادة، يمكنك نبش القبور والقلوب وما هو غير ممكن الوصول إليه.
يمكنك القتل والتأثير.
يمكنك أيضًا البكاء بالكلمات، والضحك بالنقاط، والتألم بعلامات التعجب.

الأدب يجعلك واقفًا تتلقى التحيات وهي تعني لك العزاء. 
تعازي روحك المقتولة داخل النص.

إقرأ أيضا

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock