عاممقالات

فانوس رمضان بهجة مصرية الهوية .

فانوس رمضان بهجة مصرية الهوية
بقلم الإعلامية / هبه عبدالجواد 

تفصلنا أيام عن شهر رمضان الكريم وحينما يقترب هذا الشهر يعم الفرح علينا جميعاً وكلاً منا يتذكر طفولته وأول مايرد إلى خاطرنا هو فانوس رمضان الرمز الأساسي المعبر عن هذا الشهر الكريم ، أكاد أجزم أن كلاً منا وهو يقرأ كلماتى الآن تذكر فانوس طفولته فكم من بهجة حملناها فى قلوبنا قبل أن نحمل هذا الفانوس فى أيدينا فما قصة هذا الفانوس الرمضاني ومن أى عصر أتى إلينا فانوس رمضان ؟!!

روايات عديدة تتردد عن فانوس رمضان كل الروايات ترجع إلى العصر الفاطمي .


فيقال أنه عند وصول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي من الغرب إلى مصر خرج الأهالي ليلاً فى موكب كبير إلى أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة حاملون في أيديهم الفوانيس الملونة والمشاعل لإستقبال الخليفة وقد كان فى الخامس من رمضان عام ٣٥٨ هجرياً 
فأصبحت عادة مرتبطة بالشهر الكريم .

وهناك رواية أخرى أن الخليفة الفاطمي أمر بإنارة الشوارع بالفوانيس طوال الشهر الكريم وأمر أئمة المساجد بتعليق الفوانيس أمام المساجد وكذلك المنازل لتصبح عادة رمضانية كل عام .

وأما الرواية الأخرى وهى محببة لقلبي لأن سببها المرأة فيقال أن المرأة كان لايسمح لها بالخروج إلا فى شهر رمضان فكانت تخرج من منزلها بصحبتها غلام يسبقها فى السير حاملاً بيده الفانوس لإضاءة الطريق لها والتنبيه بأن هناك إمرأة فيبتعد الرجال ويفسحون لها الطريق حتى يستطيعن السير بحريتهم . 
ومن هنا إرتبطت ظاهرة الفوانيس أيضاً بهذا الشهر الكريم .

ورغم إختلاف الروايات فكلها تعود للعصر الفاطمي وعادة توارثتها الأجيال جيل بعد جيل ومع تطور الأجيال والعصور تطور أيضاً فانوس رمضان من حيث الشكل والصناعة

فانوس رمضان بهجة مصرية الهوية

إقرأ أيضا 

فسوف أطرح لكم فى سطوري التالية تطورات الفانوس الرمضاني من مصر إلى الصين .

تطورت صناعة الفانوس منذ بدايته حتى عصرنا هذا فهى صناعة قائمة طوال العام يبدع فيها العاملون بها للتحديث والتنويع فى شكل الفانوس المصري ليتم عرضه فى شهر رمضان ،ومن المؤكد أن القاهرة العامرة هى المنبع الرئيسي لصناعة فانوس رمضان فتشتهر مناطق الأزهر والسيدة زينب بوجود ورش تصنيعه كمنطقة الربع وحي الغورية وبركة الفيل التى كانت ولازالت الأميز فى تلك الصناعة فتجد فى تلك المناطق عائلات مشهورة بوراثتها لصناعة الفوانيس وترى أن تلك الصناعة موروثا مصريا تتبادله الأجيال جيلا وراء جيل . 

وفى ظل هذا الإبداع المتوارث عبر العصور نجد تطوراً كبيراً فى شكل الفانوس فبدأ كعلبة من الصفيح بداخلها شمعة ثم تطور ليصبح صفيحاً مع زجاج لزيادة الإنارة ثم فتحات فى هذا المجسم حتى تستمر الشمعة لمدة أطول ولا تنطفأ ، ثم أبدع المصريون فى تلوين الزجاج ونقش المعدن المستخدم ليطل علينا فانوس رمضان كقطعة ديكورية رائعة ربما نحتفظ بها فى منازلنا للزينة فأنا شخصياً مجذوبة بتلك التحف الرمضانية المبهرة .

حقيقة أن هناك أنواع معروفة بالإسم كفانوس الملك فاروق الذى صنع خصيصا لإحتفال القصر الملكى بعيد ميلاد الملك فاروق وصنع ٥٠٠ فانوسا ليزين بهم القصر فى هذا الاحتفال 

فانوس رمضان بهجة مصرية الهوية

إقرأ المزيد

وهناك أيضاً فانوس البرلمان الذى يشبه الفانوس الذى كان معلقاً بالبرلمان المصري فى الثلاثينيات من القرن الماضي وهنا نتوقف سوياً على أمرٍ مهم أيضاً تميز فيه المصريون وهو ربط الفانوس بميولهم واتجاهاتهم السياسية والاجتماعية فكما كان لديهم فانوس فاروق كان لديهم فى الأعوام السابقة فانوس السيسي ورموزا أخرى من الرموز العسكرية وكان لدينا فانوس الكابتن حسن شحاته والمنتخب المصري ومن المؤكد هذا العام سيكون لدينا فانوس أسطورة الكورة محمد صلاح فهكذا دائماً هم المصريون مميزون بنكهاتهم وعاداتهم المتطورة معهم فسنظل نبهر العالم ببصماتنا كمصريين.

تطور الفانوس منذ القدم من الصفيح الى المنقوش والزجاج الملون الى الفانوس المضيء بالبطاريات حتى غزت الصين سوق صناعة الفوانيس بفوانيسها التى تشبه لعب الأطفال والناطقة بأجمل أغانى رمضان والمروجة أيضاً لشخصيات كارتونية أو كروية أو سياسية كما ذكرت .

وإذا تحدثنا عن الفانوس فلا ننسي أبداً ذكر أغانيه الجميلة التى ارتبطت به منذ ظهوره
وهى (وحى ياوحوي ) 

فما هو أصل هذه الأغنية وما معناها ؟! 


حقيقة أن هذه الأغنية يرجع أصلها إلى العصر الفرعوني (وحوي يا وحوي ) هى كلمة فرعونية معناها ذهب أو رحل فتعنى قد ذهب شعبان وأتى رمضان . وكلمة ( أيوح) تعنى القمر أو الهلال فقد كانت تغنى تحية للقمر ومنذ العصر الفاطمي أصبحت تحية لهلال شهر رمضان وهذا الأغنية أصلها فى اللغة الفرعونية (قاح وى واح وى إحع ) وترجمتها فى اللغة العربية أشرقت أشرقت ياقمر وارتبطت عامة بالليالي القمرية ومنذ العصر الفاطمي صارت عادة رمضانية .

فانوس رمضان بهجة مصرية الهوية

كذلك أغنية( حالو ياحالو)

 هى أغنية يتغنى بها الأطفال بعد الإفطار ليطلبوا بها أنواع الحلوى الرمضانية من الأهل والأقارب فأصبحت هى الأخرى مرتبطة بطواف الأطفال فى رمضان بعد الإفطار حاملين الفوانيس متغنيين بها سيراً فى شوارع مصر بأزقتها وحاراتها .

ربما الحديث لا ينقطع عن مباهج فانوس رمضان ومايحمله من سعادة لمجرد رؤيته وفخرا لنا أن فانوس رمضان مصرى الهوية فهو ثقافة موروثة مصرية نقلت للعالم العربي بأكمله من خلال بلادنا الجميلة كانت اول البلدان بعدنا فلسطين ثم سوريا ثم سائر الدول العربية 
فانوس رمضان بهجة مصرية الهوية

إقرا أيضا


وسيظل الفانوس المصرى المصنوع من المعدن سواء صفيح أو نحاس هو الأصل وهو الثابت مهما طرأت عليه من تغييرات سيظل أفضل وأجمل فانوس هو فانوس ورش حى الأزهر والسيدة وأقيم فانوس رمضانى ذلك الذى يحمل بصمات أيدى صنايعية مصر حاملاً معه إسم مصر فى جملة صنع فى مصر .
رئيسة قسم صحتك بالدنيا / نهى علي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock