عاممقالات

الدراما التركية والهندية و إثارة غرائز الشباب

الدراما التركية والهندية و إثارة غرائز الشباب

بقلم / هبة سلطان

 الدراما هي كلمة يونانية، معناها الفعل في قلب الحدث، وقد أشيع خطأ أن كلمة دراما تعني الحزن والكآبة، إلا أن الدراما هي فن انقسم إلى نوعين كوميديا وتراجيديا، بالعربي فن الملهاة والماساة، واندرج تحت فن الكوميديا ما عرف باسم الكوميديا السوداء وهي استخراج الضحك من قلب المأساة، وقد أبدع الكثير من الفنانين في مجال الدراما، خاصة الدراما المصرية، وصنفت على أنها رائدة الدراما العربية، لما قدمته من فن عالج الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية ليس فقط في مصر، بل في الدول العربية أجمع، إلا أنه في الآونة الأخيرة ظهر ما يسمى بالغزو الفكري والثقافي الذي تمثل في الدراما التركية والهندية، وعلى الرغم من فقرها الفني والفكري والإنتاجي أيضا إلا من رحم ربي، إلا أنها حققت نجاحا جماهيريا في المجتمعات العربية، بالرغم من بعدها التام عن عادات وتقاليد الشعوب العربية. 


أقرا أيضآ:

نور عبد المجيد لاسكالا

أسطورة جيش التيراكوتا الصينى

الدراما التركية والهندية و إثارة غرائز الشباب


الدراما التركية وإثارة غرائز الشباب


 ظهرت الدراما التركية كقوة ناعمة، بعد اختفاء شبح الدراما المكسيكية المدبلجة، وقد نجحت في السيطرة على عقول وغرائز الشباب خاصة في المجتمعات العربية، ربما لما يعانيه الشباب تارة من البطالة وقلة ذات اليد، أو ربما إرتفاع نسبة العنوسة، أو ربما لقصص حب أغلبها وهمي أو فاشلة لعدم قدرة الشباب علي تكاليف الزواج وتحمل المسؤولية، وإن اجتمعت كل هذه الأسباب، تجعل من الدراما التركية تأخذ مكانة، وهذا لم يكن محض الصدفة ولكن جاء بدراسة أحوال مجتمعاتنا، لفرض السيطرة على الشباب، وإعادة أمجاد الخلافة العثمانية مرة أخري، وقد اعتمدت الدراما التركية على تزوير أحداث تاريخية كما في حريم السلطان، أو أرطغرل، وقصص حب مأخوذة من أفلام السينما المصرية في الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي،ومشاهد إغراء لجذب عدد كبير من فئة الشباب، فأين ما يقدم من فكر في الدراما التركية.



الدراما التركية والهندية و إثارة غرائز الشباب


 الدراما الهندية وإثارة غرائز الشباب 


انتشرت بصورة كبيرة الدراما الهندية ، وعرضها على الفضائيات،على الرغم من فقرها في الأداء التمثيلي والفكري، وكانت نسبة المشاهدة والمتابعة لهذه الدراما عالية عند الشباب، خاصة بعد اختفاء الدراما التركية من الفضائيات، وكأن هذه المسلسلات هي ملاذهم الوحيد، أو نوع من الهروب من واقع يكشف كل يوم عن وجهه القبيح، قامت جهات دينية بالتحذير من انتشار المفاهيم الخاطئة والعادات السيئة التي تعرضها الدراما الهندية، لما تسببه من انتشار الخيانة الزوجية، وإقامة علاقات محرمة بين فئة الشباب بزعم الحرية. 

يظل السؤال لماذا تصر القنوات الفضائية علي شراء مسلسلات الدراما التركية والهندية ؟ علي الرغم من معرفة الأهداف السياسية، وعلي الرغم أيضا من عودة الدراما المصرية بقوة ومنافستها الدراما السورية.



رئيس قسم المقالات / غادة عبدالله


نائب قسم المقالات / هبة سلطان


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock