أخبار وفنعام

“داليدا”أيقونة الغناء العربية والعالمية


"داليدا"أيقونة الغناء العربية والعالمية

كتبت
     دعاء سنبل

” داليدا” وُلدت من أبوين إيطاليين في 17 يناير 1933 م ،في القاهرة بحي شبرا وهو حي من الأحياء الشعبية حيث نشأت وترعرعت فيه ، أهلها هاربين مثلهم مثل معظم الأجانب في حينها من الحروب والفقر وكانت داليدا تحلم  بالشهرة والفن منذ نشأتها،
 أسمها الحقيقي  “يولاند كريستينا”


والدها عازف كمان شهير في فرقة الأوبرا المصرية،وكان شديد في معاملتها ويرفض خروجها إلا للمدرسة أو الكنيسة فقط، وقد توفي وهي في الثانية عشر من عمرها.

 داليدا تمتعت بجمال متميّز كصوتها الأكثر من الرائع  وقوام ممشوق  مما دفعها في المشـاركة في مســابقة جمال مصــر في عام 1955م ، ولم تخبر والدتها حينها ، لأنها واثقة من رفضها ، فى هذا الوقت اشتغلت سكرتيرة بشركة أدوية ، فازت بلقب ملكة جمال مصر، وكان عمرها 21 عاماً ، وكانت الجائزة زوجين من الحذاء من الذهب .

داليدا حالفها الحظ بالصدفة لتأخذ دور الممثلة البريطانية Joan Collins في فيلم
Le Masque de Toutankhamon للمخرج الفرنسي Marco de Gastyne عملت كدوبلير  لصالح السينما المصرية و هو فيلم ناطق باللغة العربية .

داليدا قامت بالتمثيل في فيلم يوسف وإخوانة Joseph and his brothers في نفس العام أمام الممثل “عمـر الشـريف” وكان أسمه في تلك الفترة “ميشيل شلهوب”
داليدا شاركت بأربعة أفلام مصرية من إخراج يوسف شاهين وكلها ناطقة باللغة العربية :

  كأس وسيجارة في عام 1955م، وفيلم قناع توت عنخ آمـــون  في نفس العام 1955م ، و يوسف وإخوانه ،و فيلمها الرابع  اليوم السادس الذي مثلته قبل إنتحارها بعام  تقريباً في عام  1986م.

داليدا واصلت طريق  الغناء  والشهرة العالمية ، لأنها تجيد الغناء  ب  9 لغات ،  بدأ مشوارها للعالمية  عندما ألتقت بالنجم الكبير “بول براينر” الذي نصحها بالتوجه إلى باريس والبحث عن فرصة أكيدة تنطلق بعدها أخذت بالنصيحة  وسافرت بالفعل لتحقيق ذاتها وحلمها .
داليدا هناك بباريس وجدت الأمور تسير لها بدون أي عقوبات ، حيث نصحها “رولان بيرجية ” ، أحـد أشهر الفنانيين الفرنسيين في تلك الحقبة ، بأن تسجل بصوتها أغنية “غريب في الجنة ” ، التي تعد من أشهر الأغاني الفرنسية في ذلك الوقت ، للمطربة الفرنسية الشهيرة “غلوريا لا مــو ” . 
داليدا وجدت فرصة للغنـــاء في مربع ليلى ثم تعاقدت مع مربع آخـــــــــر , وظهرت من بعد ذلك على غلاف مجلة “سـينما العالم ” ، وبدأت تتسلل الإبــتــسامــة إلى حياتها ، فإذا بها بعد وقت قصير تغني على خشبة الأولمبيا “أكبر وأقدم مسرح الغناء في العالم “وبعد عام واحـــد على هذا الحدث أصبحت داليدا كما عرفت عالمياً  من أفضل المطربات والفنانات الفرنسيات التي باتت الجماهير تطلب أغانيها بإستمرار بكثرة من الإذاعات الوطنية .








إقرأ أيضا
يحتفل جوجل اليوم بعنبرة سلام الخالدي




ومن أشهر أغانيها العربية :
حلوة يابلدي، سلمى ياسلامة، يالله بينا يالله، جميل الصورة،أحسن ناس
ومن أشهر أغانيها الغربية :
Le temps des fleurs، Je Suis Malade، Ti Amo، Paroles




داليدا وصلت شهرتها وشعبيتها إلى جميع أنحاء العالم وأجتمعت بأشهر وأكبر الشخصيات الفنية العربية والأجنبية.
داليدا بالرغم من هذا النجاح، لم يصل الفرح لقلب داليدا ولم يكن هذا النجاح يعني شـــــيء في حياتها الخاصة ، إذ أنها واجهت الموت ثلاث مـرات حين أنتحـــــر ثلاثة من عشـــــاق لها  تباعاً ، في وقت كانت تحتاج فيه إلى حياة خاصة وموفقة لكي تتوازن حياتها ، لكن  هذا الحلم لم يتحقق لها . ضحايا داليدا دفعوها الى محاولة اللحاق بهم إنتحــاراً أيضًا  في 3 من مايو لعام 1987م ،حيث عثر عليها جثة هامدة في منزلها في حي مونمارتر الباريسي الراقي بعد تناولها كمية كبيرة من الحبوب المنومة وإلى جانبها ورقة صغيرة كتبت عليها ” سامحوني .. فالحياة أصبحت بالنسبة لي مستحيلة “
ماتت صاحبة الصوت الغجري والأول من نوعه الذي دمج بين الشرقي والغربي  دون أن تحقق أبســط أحلامها وهو حلم الأمـــومه .

داليدا بعد وفاتها حدث خلاف بين مصر وفرنسا بشأن مكان دفنها ومثواها الأخــير  وقال أحــــد المسؤولين الفرنسيين حينها لو أعطتنا مصر منارة الإسكندرية التاريخية ، مقابل دفن داليدا بمصر، لرفضنا هذا الطلب .











داليدا إمرأة غير تقليدية بصوت مميز ، عاشت أسيرة “العشق الممنوع” وقتلت نفسها من شدة الوحدة تاركة تراث رائع من أغنيات عن الحب والعشق والشغف، وهي تجسد واقعاً مغايراً لنهاية حياتها التراجيدية.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock