أدم وحواءعام

وريقات أربعينية


وريقات أربعينية

الوريقة الخامسة و العشرون
بقلم د. غادة فتحي الدجوي

الصور بتتكلم… بدأت هذه الوريقة أمس و توقفت باكملها الْيَوْمَ و لم أكن اعلم ان الْيَوْمَ به بقية الموضوع .. انها الاقدار نعم الاقدار الطيبة رسمت صورة الْيَوْمَ و ستعرفوها في اخر الوريقة ، أمس و انا أقود سيارتي و استمع الي الراديو كان برنامج ” اتفقنا” و كانت بتتكلم المذيعة عن الذكريات و الصور و ما تحمله، و وجدتني قلبا و عقلا و كأني ذهبت إليّ دولاب أمي التي تضع فيه شنطة الصور نعم ” شنطة الصور” لم يكن زمان لدينا مفهوم الألبوم الكبير ، ما زلت أتذكر عّم سامي المصورات علي ناصية شارعنا ، كنّا نعطي له الأفلام فيقوم بتحميلها و وضعها في ألبوم صغير بلاستيكي يحمل اسم الإستديو كنوع من أنواع الدعايا و تقوم أمي بتجميع هذه الصور و الألبومات البسيطة في شنطة في الدولاب… 


تري كم منكم لديه هذه الشنطه.. فليحضروها و يتصفحها و سيجد الابتسامة كما فعلت الان ذهبت بالفعل بجسدي هذه المرة لأمد يدي و أمسك بشنطة الصور و اخرج كم الحب الذي تحتويه، و تذكرت كان أبي يهوي التصوير دون ان يري ما يصوره ، فيمسك بالكاميرا و يرفعه يده من الشباك بيصوروا داخل البيت فجاه او صور كثيرة دون النظر الي العدسة حتي نتفاجأ جميعا باللقطات و تذكرت عيد ميلاد أبي و هذا هو العيد ميلاد الوحيد في بيتنا و الغرض منه ليس المباهاه المبالغ فيها كهذه الايام ،؟بل ليتجمع العائلتان و الأصحاب و الأحباب من اول الْيَوْمَ و ربما ليوم بعده للتعالي الضحكات و تحكي الحكايات و نلعب سويا كل جيل علي حدا ، و أبي كان ذو ثقافة عالية علاوة علي صوفيته و له مريديه الذين يحتفلون معنا ، كان يوم به كل أحداث العالم… و كانت أمي تذهب كل الأطعمة و تقوم بعمل الحلويات و التورتات و العصائر بأيديها و قلبها…

 بدأت أشاهد الصور ببساطتها و برأتها و بالموجات التي الأن نسخر منها و لكن وقتها كانت و لا أحلي.. صور أبيض و أسود لكن بها ألوان الفرحة التي كانت تكتمل بصوت أمي و جدتي العذب عند الغناء و أبي يقوم بتسجيل الأغاني علي البيك أب القديم و كأنه يقول للعالم هذه زوجتي و حبيبتي…

إقرأ أيضا وريقات أربعينية انتي بمائة راجل



هذه مشاهد في صور ورقية، و لكن هناك صور لا يراها الا نحن و هي مواقف مصورة في عقلنا كنّا فيها لكن لم نلتقطهاباللكاميرا فتذكرت عندما كنت أعمل في التدريس وكنت في بداية حياتي و شهادتي كانت دبلوم معلمات و لأني لست جامعية فكانت الفرص تطير من أمامي كنت أظن هذا وقتها و لكن انها أيضا الاقدار .. 

و قررت ان اكمل دراستي الجامعية و التحقت بكلية الإعلام جامعة القاهرة و كانت النتائج تأتي علي هيئة رسالة علي التليفون المحمول و أخر رسالة في أخر فصل دراسي و التي أخبرتني بأني حصلت علي البكالوريوس جاءتني و انا امشي في الشارع فتوقفت دقات قلبي و انا اتصفح الرسالة و لم أشعر بجسدي وهو يرقص في الشارع و ابكي و أضحك و كأني أحلق في السماء و لم تصور هذه اللحظة كاميرات لكن قلوب و عيون من حولي في الشارع سجلتها و عقلي و وجداني عندما يتذكر هذه الصورة يرقصان و كأن اللحظة الأن… و رغم توالي الشهادات بعدها الإ أن صورة النجاح في البكالوريوس لها مذاق خاص..

إقرأ المزيد وريقات أربعينية


أحبتي ، أمس وقفت هنا و الان رجعت من الخارج و وجدتني أفتح الوريقة باكملها بصورة حية الْيَوْمَ وثقتها بقلبي و عقلي و وجداني قبل ان تلتقطها عدسة الكاميرا، تعرفت علي شخصية رقيقة من اقل من سنة و بقت التكنولوجيا هي مكان اللقاء ، و دوما أتابعها و أفرح بإنجازاتها لانها شرف لكل إمراءة مصرية عربية صاحبة إرادة مهما تقلبت عليها الحياة فتجد لنفسها مكان ” د. مها نور” عرفتها و اكتب وريقاتي في سحر حياتها و لكن لأول مرة الْيَوْمَ نلتقي وجها لوجه و تبادلنا الحديث الغير محدد المعالم و لكن تسوقنا الكلمات و الضحكات و المشاعر ، و التقطنا صورة لأول لقاء و ارتديت سوار” مبادرة زراعي خط أحمر ” 

وريقات أربعينية

و الحقيقة هذا السوار لمحاربي السرطان الرائعون و الرائعات و لكني إنتابني شعور أخر عندما وضعتها في يدي ، و كأنها تقول زراع المرأة الذي ينوب عن جسدها و عقلها خط أحمر ، و كأنها تدافع عن كل سيدات العالم و تقول خط أحمر لكل من لا يحترم كيان الأنثي الذي خلقه الله سبحانه و تعالي.. اعلم ان السوار ليس لهذا المعني و لكن صدقوني هذا ما شعرت به ، ففتحت الكامير لألتقط صورة للسوار و هو في يدي مفتخرة بأنه مبادرة من مصرية تخاطب به العالم، روعة اللقاء كان به العديد من الصور البصرية و الوجدانية، و كأني لم أكمل وريقتي أمس لتنعم بثلاث احداث من الطفولة الي الشباب الي صورة في منتصف العمر …

احبتي ، التقطوا الصور بعدساتكم و قلوبكم و عقولكم و لترسلوا في حياتكم نهرا من الصور التي عندما تتصفحوا تجدوا أنفسكم في قارب يتجول في نهر ذكرياتكم فتنعمون بالابتسام و الضحكات و حتي ان جاءت الدمعات فهي من الفرحة و الذكريات التي شكلت شخصياتنا جميعا .
رحمك الله يا أبي و أطال عمرك يا أمي وبارك الله في كل أصدقائي و بارك الله في زوجي و اخوتي… و وهبك الله كل ما تتمنين ” د. مها نور” دومامتألقة و إيجابية في حياتنا جميعا…
انهضوا و افتحوا صوركم و تذكروا أحبتكم و ادعوا لهم و اذا كُنتُم قادرين اتصلو بالبعض منهم و قولوا لهم شكرًا علي الذكريات و ما زلت انتظر الصور القادمة بكل الحب❤️

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock