أدم وحواءشعر وحكاياتعام

بالأمس كانوا هنا …. الحلقة السادسة

بالأمس كانوا هنا .... الحلقة السادسة


بقلم لميا مصطفى 
إنها كانت فى اشتياق إلى سماع صوته أياً كان ماذا سيقولون ولديها فضول لمعرفة أخبار حياته كيف تكون مع تأكدها أن لديه زوجة وأطفال ودنيا أخرى ولكن أرادت أيضاً أن تشكره عما يفعله مع والدها،وإذا به يطلب منها أن يراها وهذا يمثل لها شيئٌ من وراء الخيال ولكنها جمعت شجاعتها وقبلت عرضَه وأنهيا المكالمة واتفقا على موعدٍ ولكن هل نسيا تحديد المكان؟ وبعد أن أغلقت التليفون تذكرت ثم قالت : إنه لم يقل لى أين سنتقابل ولَم تنتظر إلا ثواني حتى رن هاتفها إنه هو لينبعث صوته مُنوهاً لها عن المكان
لترد عليه بكل اتزان: بالفعل لقد نسينا تحديد المكان ليقول هو : أنا لم أنس تحديده ولكن أحببت أن أؤكد عليكِ أنه نفس المكان هل تذكرينه؟ لترد : وهى تضع طرف إصبعها على شفتيها وكأن سن الأربعينات قد أُختُزل فى أربعة عشر سنه مع ضحكه يملؤها الحنين إلى الماضي وأمل يبدو فى الأفق فتقول : وهى تحاول رسم الوقار والإتزان نعم أتذكره جيداً وتغلق الهاتف لتفتح ذراعيها على عالم جديد يرتسم أمامها. 

وبدأ قلبها من شدة دقاته ينفض الأحزان التى تراكمت عليه جراء ما عانته مع زوجٍ كلما ازداد ثراءً ازداد بخلاً وتقطيراً، غير أنها حاولت مِراراً أن تغير شكل الحياة بينهما حتى يتلاقيا في بعض من أشكالها لتستطيع دفع مركب الحياة إلى بَر الأمان وليسعدا سوياً لكنها لم تجده يحاول معها للوصول لحياة هادئة، غير أن مُضارباته التجارية هى التي كانت تحتل تفكيره وأحلامه وأيضاً خططه للمستقبل فكانت تتمنى أن تراه مهموماً بحياتهما، ولكن كان من الصعب أن تُكمل الحياة مع كل هذه الإختلافات،ودائماً تشعر بتأنيب الضمير وتقول: إننى لست مسروره لطلاقي ويعلم الله كم حاولت رغماً عني ولكنني كنت مضطرة إليه، فلا توجد امرأه تريد خراب حياتها بيدها ولكن من كثرة ضغوطها تجد الانفصال هو الحل، ثم تطرق خادمتها باب غرفتها حتى تفيق من شرودها وتسألها : ألم يكن لديكِ موعد اليوم ؟ فترد عليها : طبعاً إنه أهم موعد فى حياتي ومع أن الوقت لازال مُبكراً إلا أنها بدت في حيرة من ملابسها، ماذا أرتدي؟ وأي الألوان يُفضلها ؟ هل نَسِيت! لا.. ومع ابتسامة تضئ وجهها تتذكر مقولته ‘ الألوان التي تحاكي الطبيعة تَليقُ بكِ ‘،وبالفعل استقرت عما سترتديه وبدأت تستعد للخروج حتى اكتملت هيئتها،و بلمساتها الأخيرة من مكياچها اكتسبت رونقاً أخاذاً لم تراه مُنذ سنين، واستقلت سيارتها متجهة إلى مكانهما القديم. 

أما هو فحادثها تليفونياً ليخبرها أنه في انتظارها،وقد اقتربت من هناك وبدأت تبحث عنه وفى مخيلتها الوجه الذى تركته منذ إثنا وعشرين عاماً فوجدت نفسها فى مأزق لا تريده أن يظهر عليها، وبينما هى تسير ببطء حتى شَعُرت بمن يربت على كتِفها ويقول: مرحباً بكِ…. فاستدارت وسلمت عليه وهي تداري تعجبها الممزوج بالاعجاب ودعاها للجلوس وسادت لحظات صمت لترى ماذا أضافت العشرون عاماً، إنها أضافت جاذبية في الملامح وبعض خصلات شعر بيضاء وكأن سن الأربعينات قد زاده وسامة أما هو فكان مُترقبا رؤيتها،فلم تبتعد ملامحها كثيراً عما تخيلها، وما أسعدَه أنه وجد…..يتبع

إقرأ الحلقات السابقة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock