شعر وحكاياتعام

بالأمس كانوا هنا ..الحلقة الثانية

بالأمس كانوا هنا ..الحلقة الثانية

بقلم لميا مصطفى

قال لها: أننا نناطح الصخر ولا فائده،وانتهينا دون الوصول لأي جديد ومن وقتها لم يجد بُد من أن يبتعد فى صمت أما هى فظلت تبحث وتسأل عنه عند أصدقائهم المشتركين ولكن دون أي جدوى حتى تلاشت أخباره عنها. 
أما هو فوجد في السفر دواء المحبين واستمر يبحث عن طريق أصدقائه ويسأل كل من يعرفه حتى دلَه أحدهم على صديق قد سافر دولةٍ أجنبية ويُمكن الاستعانة به لمساعدته للسفر،ولَم يُفكر وقتها فى الدولة بقدر ما كان يتمنى أن يبدأ حياةً جديده مع ناس جُدد لصُنع عالم جديد،وبدأت أخته الوحيدة تساعده على ذلك فانتقل للإقامة عندها في القاهرة حتى يبتعد عن محبوبته وأيضاً للبدء في إتمام إجراءات سفره الذي نوى عليه دون رجعه، استمرت إقامته لديها سنه وشهرين حتى استطاع جمع مصروفات السفر وتذكرة الطيران ورتب مع صديقه كل شيء وقام بتغيير المبلغ الذي يساعده على الحياة حتى الحصول على عمل،
وبدأ ميعاد السفر يقترب فعاد إلى مدينته حتى يُودع أصدقائه ويودع المكان لكنه لم يقو على الاقتراب من منزل محبوبته،ثم عاد إلى القاهرة وقد حان السفر فكان يوماً غير عادياً،كل ما كان يدور في ذهنه أنه سيترك خلفه كل شيء بلدهِ وأخته الوحيدة وأحلامه ومُستقبله، فلم يتوقع أبداً أن حياته ستأخذ هذا المُنحنى، أن يُكمل حياته فى الغُربه وحيداً، هل سيقوى على الاستمرار؟ وإلى أى مدى؟ 
لا يعلم كل ما يعرفه أنه سيبدأ بالبحث عن عمل حتى يبدأ حياةً جديدة الشيء الوحيد الذي سيظل معه هو ذكريات كثيرة ومُوجعه، وورقة بها عنوان أحد أصدقائه الذي قد سبقه بعدة شهور. 
وتُقاطعه أخته بدموعها حتى انتبه للوقت فيجب أن يكون في المطار خلال ساعتين فبادر بوداع أخته وأُسرتها وخرج دون الإلتفاف للخلف،ووصل إلى المطار ليُنهي بقية إجراءات سفره.
 لم يَمُر كثير من الوقت حتى استقل الطائرة ونجح في أن يغوص فى النوم لبضع ساعات ثم استكمل ساعاته الأُخرى في القراءة، حتى وصل فوجد صديقه فى إنتظاره ومرت تلك الليلة وبعدها ثلاث ليالٍ حتى بدأ يستوعب الجو الجديد،و بمعاونة صديقه أرشده إلى بعض الأماكن التي يُحتمل أن يجد فيها فرصة للعمل،ولكن أدرك أنه لن يعثر على وظيفة بسهوله وتوالت الشهور وهو يبحث ويسأل حتى إستطاع الحصول على عمل في محل لبيع الأحذية والملابس كان العمل يتطلب تواجده طوال اليوم وحتى الساعات الأولى من الليل وقد ساعده على ذلك إجادته للغة الأجنبية واستمر بالعمل فى هذا المكان على مدار أول سنتين رأى وتعرف خلالهما على بعض طبائع الناس من حوله وكان لديه اهتمام لمعرفة الشوارع والطرق، واستطاع تكوين بعض صداقات مع بعض الشباب منهم من يدرُس ومنهم من يعمل وأحب أن يحصل على بعض الدراسات الحُره عسى أن تؤهله لعمل أفضل فيجب أن يبحث ويُجازف ليرسم لنفسه مُستقبلاً أفضل وحتى لا يسمع عبارة ‘رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ‘ ثانية،وهل هذا العمل هو كل طموحاته أم خطوة أولية لطريق بدأه ويجب أن يكتمل،وبدأ يستعين بأصحابه الطَلَبة في السؤال والبحث عن معاهد مسائيه للالتحاق بها لدراسة الأعمال المصرفية التي كان مُتفوقاً فيها خلال دراسته الجامعية حتى استطاع الحصول على معهد بسعر مُناسب لراتبه وبدأ يستعد لدراسته،وبعد أشهر إجتاز اختباراته بتفوق مما أهله إلى تكملة الدراسة بمستوى أعلى وهى منحة مُقدمة للمتفوقين،وقد قضى حوالي ثلاث سنوات ونصف بين العمل ودراسته الحرة والتى كانت..انتظرونا بالحلقة القادمة

إقرأ الحلقة الأولى


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock