شعر وحكاياتعام

ياعاذلي


ياعاذلي


إضاءة ب قراءة نقدية لنص الأستاذ محمد آل جرادات…

السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته

يا عاذلي أُقصر ملامي في الهوى
………………….. إني أبتليت بحب ريمٍ أغيدِ

حورية سربت إلينا خلسة
………………. من جنة الرضوان كنت بموعدِ

شكَّت فؤادي نظرة من عينها
…………….. بت المتيم في الغرام المسهدِ

يا وجهها بدراً تكلل بالسنا
……………………. وعيونها قد كُحِّلت بالإثمدِ

والثغر مثل الاقحوان نِظارة
……………… صافي الثنايا أشنب كالعسجد

يا حسنها لمّا تمايل غصنها
…………….. وخدودها زُهرٌ كما الورد الندي

حتامَ يعتل الفؤاد بلوعتي
…………… وصبابتي عصفت بقلبي المجهدِ

هل من سبيلٍ للتلاقي دلني
…………. إن التلاقي بهجة الظامي الصدي


القصيدة التي هي موضوع حديثنا للشاعر الكريم والمربي الفاضل الاستاذ (محمد آل جرادات) التي عنوانها (ياعاذلي ) فبهذا العنوان لخص الشاعر المعنى الذي يريد من فحوى ما دلت عليه قصيدته وسنرى هل كان التوفيق حليف شاعرنا الكريم في عنوان اختاره لهذه الاغنية الشعرية….

1. نبذة حول موسيقى القصيدة وألفاظها :


والتي جاءت على وزن بحر الكامل …….. 
بثلاث تفاعيل هي:
متفاعلن متفاعلن متفاعلن..في صدرها وثلاث مثلها في العجز..بروي الدال المكسور..والضرب المضمر بتسكين الحرف الثاني من تفعيلة (متْفاعلن) في أغلب أضرب أبيات القصيدة…
ومن المعلوم ان بحر الكامل بحر لذيذ الوقع على مشاعر النفس الطروب..مبنى القصيدة المعجمي واضح اللفظ بمعناه فلا تجد شيئا من الفاظ القصيدة غريبا يصعب على المرء فهمه او لو افترضناه يصعب فأنه مع ذلك سهل تأويله الا اللهم كلمة (شكّت) ومعناها طعنت…اذن فيما يخص غريب اللفظ في القصيدة فما فيها وحشي من اللفظ..بل كل الفاظها معروفة ومفهومة وقد يتبادر الى الذهن ان هذا يعد نقطة ضعف تعتور ديباجة القصيدة ولكن انما هذا الظن يكون صحيحا اذا كان السبك والتركيب المؤدي المعنى ضعيفا ومبتذلا لدرجة أن يُفقِد المعنى قيمتــَه الجيدة بما يُجعَل معه من مهلْهَل التأليف النحوي.. وليس هذا موجودا في هذه الابيات بل نجد سهولة الالفاظ فيها ووضوح معانيها يعد سببا رئيسا في استحسانها لدي المتلقي لا سيما وان التركيب النحوي في أغلب أبيات القصيدة يروق للنفس تنسيقه ويزكو نبته فتستطيبه وتطرب له ..
وموسيقى القصيدة الداخلية في تناغم الصوت بتقاسيم وقع حروفه سلس جميل ولذيذ لا هو خافت يبرد الشعور ولا هو صارخ الرجع فتُستنفــَرُ عنه العقول ..بل هو هادئ كاللحن البديع في وقت انسياب نحو لقاء وديع…وان بلغ في بعض مواطن تنقلاته الصوتية النغمية حد الضعف في- ما نخال ونظن- كما نحس بهذا في قوله:(كنت بموعد)في البيت الثاني وفي آخر عجزه بما نشبهه (بعقبة صوتية) خرجت خلسة عن نمط الاتساق كما يصدر بعض الغضب من طبع الحليم الرزين.لكن التقاسيم النغمية تعود للانسياب من جديد فيما بعده من أبيات من هدوء يلذ للأذن سماعُه الى أن يقع في نفس المشكل الاول وبما يقارب نفس الشكل والوقت والمكان في البيت الرابع في آخر عجزه وكأن الصدى تكرر فأصاب بالعدوى الموسيقية -المختلة قليلا- نفس موضع الخطأ الوتري في الأذن الموسيقية إذا جاز التعبير..
ونرى في بيت الشاعر..
حتام يعتل الفؤاد بلوعتي 
وصبابتي عصفت بقلبي المجهد
نرى تشنجا موسيقيا سبّبه التوازن المتأرجح بلا انسيابية دقيقة في كلمة (بلوعتي) ..اذ جُعِلـَت النغمة في آخر الصدر في غير مكانها الصحيح- كما نزعم- نلحظ ذلك في جعل تفعيلة (العروض) بصوت يمتد بموسيقية تنشز بقليل من التشنج متخيلا وجوده في صوت الكسرة مع الياء حين تمتد بالصوت بما يشبه التدلي بصدى غير محبذ..والله أعلم
2. حول نحو القصيدة وتركيبها في تأديتهما للمعنى الجمالي والبلاغي:
نَحْوُ القصيدة وتركيبُه جميل …اذ بدأ شاعرنا بنداء العذول الذي ألهاه انشغاله باللوم عن لب مقصد الشاعر العاشق..وكأنه يعيد اليه ذاكرته..التي نسي بفقدها ان المحب عن العذال في صمم..ناداه كأنه يقطع حديثه ويصيح به …هيه …انتبه…ثم يأمره بأن يكف الكلام لانه يلومه في وجعه بعشقه الذي ما بيده ولا في مستطاع إرادته فهو المبتلى والمبتلى يعان ولا ينبغي أن يعان عليه فهو دنف بالهوى ولوع بخليله ولائمه هو الأحق والحالة هذه بكل اللوم.فهوب(ريم أغيد)سرب اليه من الجنان حضر للقائه وإن كان على الحقيقة زاره بلا ميعاد .. فقد اصابت منه هذه المهاة الغيداء مقتلاً بألحاظها الحسان.
ولكنْ كأنَّ انتقال التركيب من الغيبة بضمير الغائبة المستتر المتحدث عن الحورية في عبارة (سربت الينا خلسة) الى ضمير الحاضر المتكلم (كنتُ بموعد) أورد اشكالا بانتقال غير موفق ..حتى بان أثره وبصوت غاير القصد دون ارادة بل ربما اضطرارا تلحظ ذلك حين تعمل الفكر مع النطق بلباقة الفهم الدلالي للفظة ونحو اللفظة ، وكم سبب الحرج والعجل للشعراء من مطب…
وفي قول الشاعر (شـكــّـت فؤادي) تصريح واضح لمن يعذله بأنه في تهيامه بمن أحب في غمرة الصبابة قد غرق فمن يده في النار لا يدري به من يده في الماء والموتور ليس كالخالي المسرور ، فعلامَ إذن يلومه من لا علم ولا خبر له بمصاب يبتلى به هو لا من يعذله…
ونرى هنا في البيت خبرين احدهما كان سببا والاخر نتيجة وذلك في قول الشاعر في السبب:
شكت فؤادي نظرة من عينها 2. حول نحو القصيدة وتركيبها في تأديتهما للمعنى الجمالي والبلاغي:
نَحْوُ القصيدة وتركيبُه جميل …اذ بدأ شاعرنا بنداء العذول الذي ألهاه انشغاله باللوم عن لب مقصد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock