عاممقالات

عبد الرحمن بك فهمي بطل ثورة 1919

عبد الرحمن بك فهمي بطل ثورة 1919
كتب/خطاب معوض خطاب 
عبد الرحمن بك فهمي هو بطل وقائد ثورة 1919 الحقيقي، وذلك رغم أن المشهور عكس ذلك، إذ أن المعروف والمشهور هو أن سعد زغلول باشا هو زعيم وقائد الثورة، بينما تكمن الحقيقة في أن سعد باشا كان قائد الوفد المطالب باستقلال مصر، وتم اعتقاله وسجنه ثم نفيه خارج مصر، وقامت المظاهرات في غيابه ودون ترتيب من أحد حيث نظمها في البداية طلاب مدرسة الحقوق الذين ضموا إليهم طلاب مدرسة المهندسخانة، وبينما كان الطلاب يتظاهرون في الشوارع كان الزعماء مجتمعين، وحينما ذهب الطلاب إليهم خرج لهم أحد الزعماء وقال: “عودوا إلى مدارسكم ودعونا نعمل في صمت”!. أي أن الزعماء في ذلك الوقت لم يكونوا يخططون للقيام بالثورة بل لم ترد الثورة على خاطرهم من الأساس في ذلك الوقت.


عبد الرحمن بك فهمي بطل ثورة 1919

أما عبد الرحمن بك فهمي فقد تولى قيادة الجهاز السري للثورة بينما كان الزعماء خارج مصر كلها، وكان دائم للتواصل معهم ويتلقى تعليماتهم لكن لم يكن ينفذها حرفيا بل كانت له سلطة أن ينفذ ما يراه صحيحا وملائما للموقف في مصر.
وهكذا كان سعد زغلول باشا قائدا سياسيا وزعيما للثورة بينما على أرض الواقع كان عبد الرحمن بك فهمي قائدا للجهاز السري لثورة 1919 بل قائد الثورة الفعلي، وهو كان معروفا بمواقفه الوطنية طوال حياته، سواء حينما كان ضابطا بالجيش المصري أو ياورا لوزير الحربية، ولذلك نقله الإنجليز من الخدمة بالجيش للبوليس، فعمل مأمورا لمركز سمالوط ثم مأمورا لمركز بني مزار ثم مأمورا لمركز إمبابة ثم مأمورا لمركز طنطا، ولكنه اصطدم بالمفتش الإنجليزي فتمت إحالته للاستيداع، بعدها عمل وكيلا لمديرية القليوبية ثم مديرا لإقليم بني سويف ثم مديرا لمديرية الجيزة ثم وكيل عموم الأوقاف.


عبد الرحمن بك فهمي بطل ثورة 1919

ورغم الدور الكبير لعبد الرحمن بك فهمي في نجاح الثورة ومعه ابنا شقيقه علي وأحمد ماهر ومحمود فهمي النقراشي إلا أنه لم يتولى مناصب قيادية مثل غيره من الزعماء والثوار الذين تولوا الوزارة بل ان منهم من أصبح رئيسا للوزراء، لكن الكثير للدهشة والأعجب أنه قد تم تهميش دوره الكبير في إنجاح الثورة، بل تم نسيانه وإهمال سيرته كلما جاءت ذكرى قيام الثورة، ولم يكن هو وحده الذي ناله التهميش والنسيان وإهمال السيرة فهناك غيره الكثيرون مثل ابن الصعيد البطل الثوري “أسعد مشرفي” ابن ديروط الذي حكم عليه الإنجليز بالإعدام ثم خفف عنه الحكم إلى المؤبد، وحينما خرج من السجن لم يجد عملا فعمل خفيرا لكوبري المعاهدة قرب مدينة ديروط بمحافظة أسيوط، وكذلك البطل عبد القادر شحاتة الذي سجنه الإنجليز وبعد خروجه عاش حياته عاطلا لمدة 20 سنة لأنه “رد سجون” وحينما أصبح أحمد ماهر باشا رئيس الوزراء وعلم لما وصل إليه حاله الحقه بوظيفة في بنك التسليف الزراعي المصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock