عاممقالات

اليوم 31 مارس العيد المئوي لمحافظة الجيزة

اليوم 31 مارس العيد المئوي لمحافظة الجيزة


فؤوس فلاحي “نزلة الشوبك” تقاوم بنادق الإنجليز

كتب/خطاب معوض خطاب
مما يؤسف له أن تاريخ مصر الحقيقي لا يهتم به الكثيرون، وللأسف الشديد أن من ضحوا بدمائهم الذكية وأرواحهم الطاهرة من أجل مصر وحريتها واستقلالها أصبحوا في طي النسيان ولم يعد يذكرهم أحد.
فاليوم مثلا تحتفل محافظة الجيزة بمئوية عيدها القومي والذي يوافق يوم 31 مارس 1919، ولو توجهنا بالسؤال عن سبب اختيار هذا اليوم لاحتفال محافظة الجيزة به لوجدنا أن الكثيرين يجهلون السبب الذي جعل محافظة الجيزة تحتفل بهذا اليوم وتعتبره عيدها القومي.
وتبدأ الحكاية والثورة مشتعلة ضد قوات الإحتلال الإنجليزي في مصر كلها من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها، بسبب نفي سعد زغلول باشا ورفاقه من مصر إلى مالطا، وفي يوم 30 مارس 1919يقوم أهالي قرية “نزلة الشوبك” التابعة لمركز البدرشين بمحافظة الجيزة بقطع قضبان السكك الحديدية وخلعها وإلقائها بترعة الإبراهيمية، وذلك بعد علمهم بأن قطارا محملا بالجنود الإنجليز والعتاد لإخماد صورة أهالي المنيا ضد الإنجليز، وأن هذا القطار سوف يمر بقريتهم.
وبالفعل اقترب القطار من محطة القرية لكنه توقف قبل دخول المحطة بعد أن علم قائد القطار بقطع الطريق، وهجم الأهالي بالفؤوس والعصي والبلط وكل ما طالته أيديهم على الجنود الإنجليز بالقطار، فقتلوا منهم الكثيرين، -قيل إن قتلى الإنجليز بلغ عددهم 56 جنديا- وكانت النتيجة أن هجمت قوات الإحتلال الإنجليزي على القرية، فأمطروا الأهالي بوابل من النيران، ولم يكتف جنود الاحتلال بذلك واستباحوا القرية نهبا وسلبا وحرقا للمنازل والحقول وحظائر المواشي ومخازن الغلال والمحاصيل الزراعية، واعتقلوا العشرات من شباب قرية “نزلة الشوبك” الذين كانوا يتصدون للدولة الإنجليز بالفؤوس والعصي، بينما كانت سيدات القرية تطلق أسرتي النحل تجاه قوات الإنجليز دفاعا عن أنفسهم.
واستمر هجوم جنود الإحتلال على القرية اليوم التالي ويوافق 31 مارس 1919 حيث اكتشف أهالي القرية أن الإنجليز قد كانوا بعضا من أهالي القرية لمنتصف أجسامهم بعدما نزعوا عنهم ملابسهم ثم أطلقوا عليهم النيران، كما قتلوا العديد من رجال ونساء وأطفال القرية التي ضربت أعظم الأمثلة في الجهاد والكفاح ضد المستعمر الغاصب، ووسط هجوم الإنجليز واستباحتهم منازل الأهالي البسطاء العزل تجلت أروع صور الفداء والبطولة من نساء القرية اللاتي فضلن الموت برصاص الإنجليز على أن يدنس الأعداء شرفهن.
وهكذا ضربت قرية “نزلة الشوبك” أروع الأمثلة في الشجاعة والصمود، واليوم إذا ذهب أحدنا إلى قرية “نزلة الشوبك” سيجد تمثالا بدائيا الصنع يمثل فلاحا يرتدي الجلباب ويرفع فأسا ويطلق عليه “أبو طرية” -بضم الماء وتسكين الراء وفتح الياء- أو أبو فأس، ويقال إنه يرمز لأحد فلاحي القرية قتل عددا من جنود الإنجليز بفأسه واسمه “عبد التواب عبد المقصود موسى”، وأسفل التمثال توجد لوحة شرف تسجل أسماء 21 من الشهداء من رجال ونساء القرية في هذه الأحداث، والتي قيل إن شهداءهم قد بلغوا أكثر من 50 شهيدا.
تحية شكر وتقدير وعرفان بفضل جهاد وكفاح وصمود وتضحية فلاحي وفلاحات قرية “نزلة الشوبك” في ذكرى اليوم الذي ضحوا فيه بأغلى ما يملكون من أجل مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock