عاممقالات

“إنجي أفلاطون” رائدة الفن التشكيلي في مصر والوطن العربي

"إنجي أفلاطون" رائدة الفن التشكيلي في مصر والوطن العربي

كتبت إيناس رمضان 

“إنجي حسن أفلاطون” فنانة تشكيلية مصرية شغفت بالفن منذ نعومة أظافرها ووصلت إلى حالة من الإبداع تلقائياً قبل أن تثقل موهبتها بالدراسة بكلية الفنون الجميلة في جامعة القاهرة لتصل إلى ذروة الإبداع بعد ذلك للدرجة التي تجعلها في عيون النقاد ممن يضيف جمالاً حيوياً للطبيعة خلال تفسيرها لها. 
رفضت إنجي الأسلوب الإملائي في الفن وبحثت عن الحرية في التعبير فأطلقت العنان لأفكارها وتمكنت من التعبير عما يلوج بداخلها ببراعة فقد اتخذت من السريالية منهجا للتعبير عن نفسها فنيا. 

ونجحت في تجسيد كل ما يدور حولها فصارت لوحاتها أشبه بصورة حية لواقع أتقنت رسمه للدرجة التي جعلتك تشعر وكأنك تعيش داخل تلك اللوحات. 

ورغم نشأتها الأرستقراطية فقد ولدت في 16/4/1924 في قصر من قصور القاهرة وكان جدها الأكبر وزيرا في عهد الخديوي إسماعيل وتلقت تعليمها في مدارس الليسيه الفرنسية إلا أنها تبنت الفكر الماركسي اليساري وانضمت لإحدى المنظمات الشيوعية وهي في العشرين من عمرها وقضت ما يقرب من أربعة سنوات سجينة في عهد عبد الناصر ورغم ذلك أبدعت خلال فترة اعتقالها وتفوقت في سرد معاناة الفقراء والعاملات بالحقول مما أعطى لأعمالها مذاقا خاصا وطبعا مميزا. 

"إنجي أفلاطون" رائدة الفن التشكيلي في مصر والوطن العربي

التقت أفلاطون بالفنان كامل التلمساني في الفترة(1942/1945) والذي قدم لها فنون التراث واتجاهات الفن الحديث وشرح لها تاريخ الفنون وفلسفة الجمال فمضت تنهل من كنوز العلم والمعرفة حتى ألمت بعلوم التاريخ والاجتماع والفلسفة والأدب والشعر والموسيقى وأصبحت ريشة إنجي تفوق الخيال. 
إنجي أفلاطون سبقت الزمن وتخطت العقبات في زمن ماضي فقد حملت أدواتها وأخذت تتجول بمفردها في جميع الأنحاء لتشبع رغبتها في رسم الطبيعة بكل ما تحتويه وبالفعل تعد من أنجح الفنانين الذين عبروا عن ريف مصر شكلا ومضمونا. 

في مارس 1952 أقامت أول معرض خاص لها ثم توالت إبداعاتها الفنية لتصل لحوالي 25 معرضا خاصا كما ساهمت في العديد من المعارض العامة والجماعية منها جماعة الفن والحرية. 

كما أصدرت الفنانة عدّة مؤلفات، ومنها “80 مليون امرأة معنا” في عام 1947، و”نحن النساء المصريات” في عام 1949.

وحازت على العديد من الجوائز المحلية منها جائزتان من صالون القاهرة في عامي 1956 و 1957وأما على المستوى العالمي فنمحت الفنانة وسام “فارس للفنون والآداب 1985 – 1986” من وزارة الثقافة الفرنسية. 
توفت الفنانة إنجي أفلاطون في إبريل 1989 ولكن فنها لم يمت ومازال العالم يتذكرها.
فجمال الفنان الصادق يكمن كونه يظل حاضرا رغم الغياب لأن أعماله تظل خالدة تنبض بصدق الإحساس ورقة المشاعر وقد تخفق حيوية وترفرف روحه في كل لون من الألوان.

إقرأ المزيد ما لا تعرفه عن إنجي أفلاطون في ذكرى ميلادها

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock