عاممقالات

الحلقة التاسعة من قصة كذبة أبي

بقلم: جهاد مجدي


و فجأة جلس حسام على مكتبه غير مصدق ما سمعه و يقول ” فريدة “

وقف شادي و عمرو عندما سمعوا اسم فريدة و ظل حسام يردد ” فريدة انتي كويسة …. حد عمل لك حاجة ؟” 
اخذ جمال الهاتف من حسام و هو يقول “لحد دلوقتي اختك محدش قرب منها بس لو مسمعتش الكلام هيبقى في تصرف تاني “
حسام بعصبية ” و رحمة ابويا يا اسيوطي لو حد لمس شعرة واحدة من فريدة لاخليك تتمنى الموت و مش هتطوله لانه هيبقى راحة ليك من العذاب اللي هتشوفه على ايديا “
جمال بابتسامة نصر ” اهدا شوية يا حسام بيه و شوف مين صباعه تحت ضرس التاني “
خرج جمال و هو يقول ” هاتصل بيك تاني عشان اقول لك انا عاوز ايه “
حسام بغيظ ” والله العظيم ما هسيبك و نهايتك هتبقى على ايدي يا كلب “
التفت له جمال ” بلاش غلط عشان مزعلش منك انا زعلي وحش و مش عاوز اطلعه عالسنيورة اختك “
جلس حسام و هو يشعر ان بالضيق و يشعر ان رئتيه توقفتا عن استقبال الهواء لقد علم عدوه نقطة ضعفه التي لم يعلمها حسام سوى في اللحظة التي فقدها فيها و اخذ منه اغلى ما يملك و يهدده به ظل حسام فترة ليستوعب ما هو فيه هل هذا حلم ؟ لا انه كابوس …..ظل يتردد في صدى عقله صوت فريدة و هي تقول له ” الحقني يا حسام ” .
في ذلك الوقت في غرفة بيري كانت تجلس مع اختها شاهي …
شروق ” خلاص يا بيري اهدي بقى كدة هيجرالك حاجة “
بيري بعصبية ” البيه بقاله خمس ايام مبيسالش عليا و بكلمه دلوقتي تليفونه مقفول “
شروق ” خلاص سيبك منه بقى ده انتي الف واحد يتمناكي “
بيري ” مش انا اللي اتساب انا اسيب متسابش انا هروح له شغله “
شروق ” تبقي اتجننتي مش فاكرة اخر مرة روحتي له فيها عمل ايه ؟”
بيري ” يعمل اللي هو عاوزه بس لازم اتكلم معاه “
و بالفعل غيرت بيري ملابسها و ذهبت الى حسام في مكان عمله و عندما دخلت غرفته وجدته يجلس مع عمرو و شادي و يبدو عليه العصبية الشديدة خافت و فكرت في التراجع لكنها استجمعت قوتها و قررت الا تتراجع …..
عندما رأها حسام تعصب جدا و لاحظ عمرو وجهه و طلب من شادي الخروج معه و ما ان خرجا حتى ذهبت بيري ووقت امام مكتبه قائلة بدلع يكرهه حسام ” كدة برضو يا حبيبي متسألش عليا كل ده “
رد حسام بحزم ” اتعدلي يا بيري انا مش فاضي لدلعك ده انا فيا اللي مكفيني و زيادة “
بيري ” مالك يا يا حسام “
حسام ” انا كام مرة اقول لك متجيش هنا و برضو مش بتسمعي الكلام “
بيري ” ما انت من يوم موت باباك واختك اللي ظهرت لك في البخت جديد دي و انت مش مديني اي اهتمام “
حسام ” بيري ارحميني بقى انا مش عارف مكان فريدة و مش عارف اعمل حاجة “
بيري ” تلاقيها حست على دمها و مشيت احسن اهو نرتاح منها قول لي بقى هتيجي تتقدم لي امتى ؟ “
حسام بصوت مرتفع و لم يستطيع التحم في اعصابه ” امشي يا بيري من وشي الساعة دي حسن لك “
خرجت بيري مسرعة خوفا من حسام و ما ان خرجت حتى دخل عمرو و شادي ……
عمرو ” اهدى يا حسام حصل حاجة “
حسام ” لا مفيش انا هروح اخد حمام و اغير هدومي و استنى تليفون الاسيوطي “
شادي بذعر ” اوعى تقول انك هتنفذ له طلباته “
حسام بالم ” مش هسيبه يلمس شعرة فريدة و لا يضرها ….و بعدين انا لسه معرفش هو عاوز ايه “
عمرو ” هيكون عاوز ايه اكيد شيئ قذر زيه “
حسام ” يووووه انا مش عارف حاجة “
كاد حسام ان يخرج لولا انه تذكر شيئ قد نسيه ….الظرف الذي اعطته له حبيبة اخذه و ذهب الى بيته …..
و عندما وصل كان لاول مرة يشعر ان البيت كئيب و لا يريد ان يدخله احس ان ينقصه شيئ هام ….قطع تفكيره صوت كريمة و هي تقول ” ها يا ابني مفيش اخبار ” 
رد حسام و هو يدخل بيته ” لسه يا دادة …. لو سمحتي اعملي لي كوباية لبن “
كريمة ” طب احضر لك لقمة تاكلها احسن “
حسام ” لا يا دادة لو سمحتي اعملي اللي قلت لك عليه “
كريمة ” حاضر يا ابني “
و عندما ذهبت كريمة جلس حسام و فتح الظرف و وجد فيه…….. 
رسالة مطوية من اخته تقول له ….
” حسام انا مش عارفة انا حصل لي ايه عشان حبيبة تديك الظرف ده بش اكيد 
حاجة من الاتنين ياما ربنا رحمني و اخدني عند بابا و ماما يا اما حاجة تانية
وحشة حصلت لي … ايا كان انا عاوزة اقول لك اني عارفة انك مكنتش طايقني
معاك في البيت و كنت مغصوب اني اعيش معاك بس عشان تنفذ وصية بابا و 
عندك حق انك تكون مش طايقني بعد اللي بابا عمله في مامتك بس كان لازم تفهم
اني انا اخر واحدة ممكن تحاسبها على ده لاني مليش ذنب …. عامة انا عاوزة اقول 
لك حاجة عشان ابقى ريحت ضميري ابعد عن بيري يا حسام متنفعكش انا مرة و انا 
رايحة الدرس شوفتها ماشية مع واحد بطريقة مش كويسة …..انا قلت اعمل اللي عليا 
و انبهك . 
فريدة..
ملحوظة = يوم ما اتقبض عليا رغم انه كان اسوا موقف انا اتحطيت فيه بس بجد كان احلى
يوم في حياتي لان ده اليوم الوحيد اللي حسيت فيه اني ليا اخ خايف عليا ” 
طوى حسام رسالة اخته و ترك لدموعه العنان لتنزل و في رأسه مائة الف سؤال و كان قلبه يعتصر الما على اخته لم يعلم قيمة الكنز الذي يملكه الا بعد فوات الاوان …. و لكن لا لن يسمح لاحد ان يلمس شعرة واحدة من اخته سيفعل المستحيل لينقذها فهو على اتم استعداد ان يخسر اي شيئ مقابل ان يعيدها الى بيتها سالمة غانمة ……
ظلت في رأس حسام تدور مئات الافكار احس بمعركة حامية في رأسه و لكن لا يتردد في ذهنه سوى كلمات ابيه الاخيرة …. اختك يا حسام امانة في رقبتك هي عرضك و شرفك صونها و احفظها ….. و يتذكر صوت فريدة على الهاتف كانت تستنجد به …. حسام بالله عليك الحقني انا خايفة ازدادت دموعه و ازداد معها اصراره على ان ينقذ اخته اخذ هاتفه و صعد الى الدور الاخر لينتظر مكالمة جمال الاسيوطي …..
——————————————————-
في مكان اخر بعيد نسبيا و تحديدا غرفة تحت الارض كانت فريدة تجلس منكمشة على نفسها تبكي بحرقة على ما اصابها ترتجف من الخوف فالمكان صغير و لا يوجد به سوى سرير خشبي صغير تجلس عليه فريدة كانت تدعو الله ان يحنن قلب اخيها عليها و ياتي لانقاذها و كانت تتذكر كلمات ابيها عنه كان دائما يقول لها ” عارفة يا ديدة اخوكي اول ما يعرف انه عنده اخت هيتصدم اوي و هتلاقيه بيعاملك وحش رغم انه عارف انك ملكيش ذنب في اي حاجة قلبه هيحن ليكي و هيقاوح نفسه بس اول ما يحس انك في خطر مش هيهمه حد و هيهد الدنيا لان مفيش احن من الاخ على اخته مهما قسى عليها و حسام بالذات حنيته ملهاش حدود بس مبيحبش يبينها بيفتكرها ضعف “
و كانت تحدث نفسها قائلة ” يا رب يكون كلامك صح يا بابا يا رب انا طمعانة في رحمتك حنن قلبه عليا و بعد كدة انا مستعدة اسافر اي مكان و اسيبه براحته بس خليه يجي ينقذني ” ثم تذكرت موقفه معها في القسم و رات كيف كان خائفا عليها لكنه عاد لجفافه معها مرة اخرى …..
( مسكينة حقا يا فريدة لا تعلمين كم هو خائف عليكي ؛ لا تعلمين ماذا تعني الاخت بالنسبة لاخيها ؛ لا تعلمين مدى حنان الاخ على اخته

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock