عام

“توهنا من بعض”

بريد قراء سحر الحياة 
الكاتب الصحفى : أحمد عاطف آدم 
المشكلة الأولى .. “توهنا من بعض” 

لا اعرف من أين ابدأ وانا محبطه جدا ، حقيقه مشكلتي تبدو لي محيرة وعويصه ، تبدأ قصتي عندما تقدم لي ابن الجيران الذي ربطتني به قصه حب منذ الطفوله حتي حصلت علي دبلوم فني ، وافقت اسرتينا وباركت قراننا وتزوجنا ، واثمر زواجنا وعشرتنا طيله 15 سنه عن إنجاب 3 أبناء في مراحل التعليم المختلفه ، خلال تلك السنوات كانت علاقتي بزوجي لا يشوبها شائبه تفنن خلالها كلا منا في إسعاد الآخر وتباري كلانا في التضحية من أجل شريك العمر .

وبين عشيه وضحاها تبدلت معامله زوجي لي تماما فأصبح يثور لأتفه الأسباب ويختلق الخلاف معي علي كل كبيرة وصغيرة ، بل وصل به الأمر للإهانه والإذلال والهجر لأكثر من شهر ، ليس هذا وفقط بل امتد التغيير إلي أسرته والتي تبدل حالها ومعاملتها لي أيضا . فتارة يتعمدون تجاهلي وأخري يقللون من دوري مع ابنهم والذي صبرت طيله سنوات العشرة معه حتي ارتقي في وظيفته من مندوب مبيعات في احدي شركات المواد الغذائية الكبري إلي رئيس قسم التسويق والمبيعات .

وبالرغم من اني أشعر بل شبه متأكدة من أن هناك امرأة اخري في حياته أصبحت تسيطر عليه وتستحوذ علي كيانه وهي من بدلت كل أحواله معي ، ومع كل ذلك آثرت الصمت وغض الطرف وقلت ربما هي نزوة سرعان ما تتلاشى ، إلا ان صدمتي الكبري كانت كالصاعقه عندما عرفت أن اخويه يسعون بكل قوة لتزويجه من أحدي قريباتهم ، ليس ذلك فقط بل ويدفعوه دفعا للإقتراب منها اكثر ويرتبون له الالتقاء بها بمناسبه وبدون لكي يتخلص من معاناته معي ، فهو استغل مهاراته في الإقناع بإيهامهم انه يعيش كابوس لا يطاق .

سيدي لقد أصبحت حياتي مع هذا الرجل مستحيلة ، أفكر كثيرا في طلب الطلاق منه رغم تلك العشرة الطويله بيننا ، دائما ما آثرت الصمت علي الكلام ولكن الآن أشعر بأنني يجب ان ادافع عن كياني معه كزوجة اخلصت لزوجها ولا تستحق منه كل هذا الكم من الإهانه ، ما يؤرقني بشدة اولادي ومصيرهم بعد الإنفصال وقد اعتادوا علي المراكز الأولي بمدارسهم ، بالله عليك ماذا افعل . 

إمضاء : و .م 

—————————————————————————————-

عزيزتي و .م تحيه طيبه وبعد …

دائما وابدا ستظل الحياة الزوجيه فنا إنسانيا واجتماعيا وخبرات مكتسبه بمرور السنين نكتسبها من اقدس رباط إنساني علي وجه الأرض وهو الزواج ، هل تتذكرين الزوجه المصرية البسيطه التي جسدتها معظم الأفلام القديمه والتي لعبت بعض ادوارها الفنانه الراحلة ” فردوس محمد ” كانت من بين ردود أفعالها مع زوجها عند عودته من عمله وقد ارتسمت علي وجهه علامات الضيق هو ان تعرف منه ماذا حدث له وما سبب ضيقه ثم تدعو له بالفرج وتؤكد له ان الله سوف ينصرة ويزيل همومه ،تلك الفطرة التي جسدت حاله مجتمع اتسم بالبساطة في كل شئ  .

اري أن جزءا من معاناتك مع زوجك انت سببا فيها ، ذكرت انك تشعرين بل شبه متأكدة انه علي علاقه بأخري. فقط تشعرين اوتتشككين ، لماذا لم تذهبي له مباشرة وتسأليه عن سبب تغيرة معك ، لربما كان محقا بطريقه او بأخري في بعض الأشياء وإن لم تعفيه بالطبع من أصابع الإتهام الموجهه له كرب أسرة مسئول عن تصرفاته ، المشكله التي تواجهك وتواجهه حقا هي انكما معا بالجسد لا بالروح ، لم يكن بينكم رابطا موصولا وداعما بل كان فاصلا سرعان ما أصبح سدا منيعا ، تربطكما روتينيات الحياة العلاقه الحميمية والطعام والأبناء وجدران عش الزوجيه فقط ، ولم تحرصا علي تدعيم اساس العلاقه وتقويه روابطها علي الوجه الأكمل بأن يكمل كلا منكما الآخر ويدعم وجودة .

عزيزتي و .م ، هناك محوران لحل مشكلتك او طريقين عليك ان تسلكي أحدهما او كلاهما وصولا للحفاظ علي كيان الأسرة والزوج الذي طالما أحبك واعتقد انه لازال ، الطريق الأول هو ان تبادري انت بالحديث مع زوجك بطريقه ذكيه .     ذكريه بالعشرة الطيبه بينكما وبكل ايجابياته معك استحثية علي الكلام والبوح بأسباب تحوله عنك ، ولا تذكرين له من قريب او بعيد انك علي علم بمحاوله إخوته لتزويجه قريبتهم ، فقط اغدقي عليه بكلمات الإطراء التي طالما سمعتيها منه وذكريه بها ، واعلمي ان ما تفعليه هو روح وذكاء المحارب الذي يستبسل للزود عن أرضه ولا يقلل ذلك منك شيئا ، أما الطريق الآخر والذي عليك ان تسلكيه في حال فشلت محاولتك الأولي معه . هو ان تذهبين لمن يثق ويحب من أهله وتشعرين انت أيضا انه مصدر ثقه وتأثير وتروي له قصتك مع زوجك وتطلبين منه التدخل لإنهاء الخلاف ، واعلمي ان الطلاق ليس حلا بل عقدة سوف تطوق رقبه ابناءك وسوف تبدلهم من حال لحال وسوف تعصف بكيان لا يجب ان يتزعزع لمجرد خلاف او سوء تقدير منكما ، اسأل الله لكما الهداية والرشاد .



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock