جمالك حياة

هوس الجمال هل هو موضة أم فقدانٌ للهوية؟

الكاتبة : د. فتيحة بن كتيلة – الجزائر.

الجمال أو علم الجمال هو علمٌ ينتمي إلى علوم الفلسفة وهو أحدث فروعها، ويعرف “بالاستاطيقا “، وتعود بدايته إلى آواخر القرن الثامن الميلادي عند الفلاسفة الإغريق، والإنسان بفطرته يميل إلى كل ما هو جميل، وينفر من كل ما هو قبيح ،ولا يوجد اختلافٌ بين البشر في حب الجمال، ولكن الاختلاف يكمن في درجة التذوق.

تذوق الجمال يختلف من فردٍ إلى آخر ، وللجمال معايير تختلف من مجتمعٍ إلى آخر، ومن ثقافةٍ إلى أخرى، وقد تعتمد هذه المعايير على الحواس أو الشعور ، فلا يقتصر مفهوم الجمال على ما ندركه بحواسنا فقط، فالجمال قد يكون ماديًا كما قد يكون شعورياً ووجدانيا، وكما قيل: (الجمال جمال الروح ).

وفي هذا المقال نحاول التحدث عن الجمال من وجهة نظرٍ نسائية، فالمتتبع لواقع النساء اليوم يلاحظ وبشكلٍ ملفتٌ للانتباه، ظهور اهتمامٍ مبالغٍ فيه بشكل المرأة وجمالها وإهمالها لجوهرها وعمقها الفكري، ولا نقصد بالعمق الفكري حمل الشهادة العلمية، فالشهادة العلمية مهما كانت درجتها لا تعني الثقافة وعمق الفكر وكما قال المفكر الإسلامي محمد الغزالي: وكم من شخص يحمل الدكتوراة سفاحا، وما يلاحظ لدى النساء، الصورة الضبابية لمفهوم الجمال، وبمعايير غير واقعية بالنسبة لجمال البدن، وهو ما يسمى بخرافة الجمال وهي فلسفةٌ جعلت المرأة سجينة مرآتها و جسدها، فتجدها تجلد ذاتها وتكرهها إذا لم يتوافق جسدها مع تلك المعايير، فتجدها تقارن نفسها بالأخريات، ولكون هذه المعايير غير ثابتة، وغير واضحة، تجد المرأة في حالة قلقٍ مستمر، وعدم رضا عن الذات، فبالأمس كان الشعراء يتغنون بجمال المرأة الممتلئة، واليوم نبذ الجسد الممتلىء، وصاروا يتغنون بالنحافة، وحتى في ألوان الشعر والقصات واللباس كل يومٍ تظهر معايير جديدة، مما جعل المرأة في دوامة فقدان الهوية، تسعى لاهثةً وراء هذا الجمال، مما سبب لها هشاشةً نفسيةً وضعفٍ واضطرابٍ نفسي.

انتظرونا في الجزء الثاني من المقال، اضطراب تشوه الجسد وخرافة الجمال.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock