عاممقالات

فن التعامل مع الناس من خلال نظرية القنافذ.

بقلم :الأستاذة فتيحة بن كتيلة
السلام عليكم فن التعامل مع الناس من خلال نظرية القنافذ.
العديد من القصص الرمزية التي تنشرها كتب التنمية البشرية والتي الغرض منها تغيير حياة البشر من السلبية إلى الإيجابية والرقي بحياتهم والاستفادة منها قدر المستطاع 
وهذه القصة واحدة من القصص .

قصة القنافذ التي تعاني من البرد الشديد.

يـحكى أنه كان هناك مجموعة من القنافذ تعاني البرد الشديد
فاقتربت من بعضها وتلاصقت طمعا في شيء من الدفء ،
لكن أشواكها المدببة آذتها ، فابتعدت عن بعضها ، فأوجعها البرد القارص
فاحتارت ما بين ألم الشوك والتلاصق ، وعذاب البرد 
ووجدوا في النهاية ، أن الحل الأمثل ، هو التقارب المدروس !
بحيث تحقق أقصى قدر ، من الدفء والأمان ، مع أقل قدر من الألم ووخز الأشواك
فاقتربت ،لكنها لم تقترب الاقتراب المؤلم ، وابتعدت لكنها لم تبتعد الابتعاد الذي يحطم أمنها وراحتها .
وهكذا يجب أن يفعل السائر في دنيا الناس ، فالناس كالقنافذ يحيط بهم نوع من الشوك غير المنظور، يصيب كل من ينخرط معهم بغير حساب ، ويتفاعل معهم بغير انضباط
لذا وجب علينا ، تعلم تلك الحكمة من القنافذ الحكيمة، فنقترب من الآخرين اقتراب من يطلب الدفء ويعطيه ونكون في نفس الوقت منتبهين إلى عدم الاقتراب الشديد
حتى لا ينغرس شوكهم فينا
نعم الواحد منا بحاجة إلى أصدقاء حميمين يبثهم أفراحه وأتراحه ،
يسعد بقربهم ويفرغ في آذانهم همومه حينا ، وطموحاته وأحلامه حينا آخر ، لا بأس في أن يكون لك صفوة من الأصدقاء المقربين
لكن بشكل عام ، ولكي نعيش في سعادة ، يجب أن نحذر الاقتراب الشديد
والانخراط غير المدروس مع الآخرين ، فهذا قد يعود علينا بآلام
وهموم نحن في غنى عنها .
احذر يا صديقي أن تكون بوابة القلب بلا مفتاح،
يدخلها من شاء دون أن يؤدّي طقوس الصداقة، ويوقّع على شروطها.
عِش في الدنيا وبينك وبين سكانها مساحة ثابتة تتيح لك أمان غَدَراتهم،
وسوء تدبيرهم. وتذكّر دائماً أن الناس قنافذ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock