شعر وحكاياتعام

أعيش بحبى أو أموت……..

قصة قصيرة
بقلم / أسامة أحمد خليفة
أخذ يضرب بأقدامه الأرض فتهتز من حوله أرجاء الحظيرة ، كان صهيله يخنق كل ما يسمعه فهو صهيل يجتمع في نغماته الألم والحزن والحسرة ، حاول مرات ومرات أن يقطع حبله المربوط به فى صخرة عملاقة كان الحصان يدور حول نفسه فى توتر مستمر حتى كاد الحبل أن يخنقه ، لا يريد أن يأكل أو يشرب فهو يتمنى أن يذهب إلى مكان ما …….. ، كاد أن يفتك بصاحبه عندما أتى إليه ببعض الشعير فهو لا يعرف غير الأنين المستمر المعذب للقلوب ، أبتعد عنه صاحبه وهو مستغرب لحاله وأخذ ينظر إليه من بعد ثم قال له ماذا بك يا صديقى ؟ أتريد أن تقتلنى لماذا هذا الحزن المحيط بك ؟ لم تكن أبداً هكذا فى السنوات الماضيه فماذا أحّل بك فقد كنت مطيعاً دائماً لأوامرى ما الذى غيرك فنظر إليه الحصان نظرة مدققة ووقعت عيناه على عينى صاحبه وأخذت الدموع الحارقة تنهمر بغزارة منه ، تعجب صاحبه من هذه الدموع الغزيرة وأستمر فى سؤاله أأنت مريض ؟ فأستمر الحصان فى وجعه المكتوم مره أخره فأصاب هذا الوجع قلب صاحبه وتذكر الذكريات الجميله معه وكيف كان يدخل به مسابقات دائمة فيفوز بالمركز الأول وتذكر حديثه معه قبل أى مسابقة حديث صديق لصديقة وكيف كان يطلب منه أن يساعده فى الفوز فيشير الحصان برأسه وكأنه يفهم كلامه ، كل هذه الأفكار أصابت ذهنه فهو لا يعرف سبب هذا التغيير المفاجئ ، ذهب مسرعاً صاحب الحصان إلى طبيب القرية ، أتى مسرعاً إليه وأخذ يشخص حالته فقال الطبيب لا يوجد أى أعراض لمرض بجسده فحرارته عاديه وتعجب الطبيب وأحتارهو الأخر من هذا الأمر وفجأة تذكر صاحبه موضوعاً قديماً حدث منذ أسبوع مضى فقال للطبيب لقد حدث أمراً غريباً منذ أسبوع حيث كان الحصان يأكل وفجأه انطلق من حظيرته بعد قطع الحبل المربوط به إلى منزل جارنا وأخذ يصيح فى وجهه وكاد أن يفتك به فذهبت مسرعاً لأستوضح الأمر فوجدت أن هذا الجار يضرب بقوة فرسته و لولا أننى أمسكت بحصانى لقتله ، فضحك الطبيب وقال له إن هذا الحصان عاشق لتلك الفرسة ولهذا فهو يشعر بالحزن والألم ثم قام الطبيب بطريقة عشوائية وقال لصاحب الحصان فك قيوده ، فك قيوده بسرعة قبل أن ينفطر قلبه فأسرع صاحب الحصان بفك القيود وكان الحصان فى هذه اللحظات لا يشعر بنفسه فهو يريد أن ينطلق إلى مكان ما فهو لا يريد أن يجرى على الأرض بل يطير بسرعة البرق ، فعلاً انطلق الحصان مسرعاً إلى حظيرة جاره ، كان لا يستطيع أن يلتقط أنفاسه من شدة السرعة وأنطلق ورائه صاحبه والطبيب ودخل الحصان الحظيرة بأقصى سرعة لدرجة أنه ضرب بأقدامه باب الحظيرة فتهشم الباب و أصبح قطعاً صغيرة وكانت المفاجأة عندما دخل إلى الحظيرة لم يجد فرسته فأصابه الذهول وأستند صاحبه على الحائط المجاور وتذكر كلام جاره وأنه سيبيع فرسته لأنها لا تطيع أوامره و أصابه الدوار فى حين أن الحصان أصابه الشلل فى أقدامه عندما وجد الحظيرة خاوية من حبيبته ، أخذ يستنشق رائحتها فى الأعشاب الموجودة على الأرض وكأنه يودع ذكريات جمعته معها ثم نظر نظرة حسرة وألم إلى صاحبه والذى بادله النظرة بنظرات دامعة ثم مكث الحصان فى الركن الذى كانت تنام فيه الفرسه وتساقطت دموعه على بقايا الشعير التى لم تأكلها بعد وأغمض عيناه دون حركة وتمسك بأهداب الذكريات فى هذا المكان ونام فى مكانه ، أخذ صاحبه والطبيب يتأملان الحصان من بعد دون أن يحركا ساكناً فهما يشعران بما فيه وأكتفيا بالجلوس بجواره أملاً أن يقوم مرة أخره ويرجع إلى حظيرته وعندما طالت فترة نومه قام صاحبه بلهفه وذهب إليه مسرعاً وأخذ يلمس رأسه فوجده لا يتحرك ، لا يتنفس مات الحصان فى نفس مكان الفراق فهو لا يستطيع أن يعيش بدونها ، قضت عليه الحسرة و فضل الموت بين جنبات ذكرياته على العيش بعيداً عنها ……….. أخذ يصرخ صاحبه يبكى يضرب الجدران بقوة لأنه أحس بالذنب وقال بصوت مرتفع كيف كنت أربطه بحبال سميكة فى حين أنّ قلبه يرفرف من الحب وأخذ يصيح أنا القاتل أنا القاتل كان لابد أن أفهمه فهو كان يفهمنى دائماً فقام الطبيب وأحتضن صاحب الحصان وأختلطت الدموع المشتركة بينهما وقال الطبيب يا أخى لقد علمنا هذا الحصان درساً هاماً لقد علمنا المعنى الحقيقى للحب الحقيقى ، لقد علمنا أن الوفاء هو أفضل من الحياة بلا روح بلا إحساس بلا حب قام صاحب الحصان بتغطية حصانه فى نفس المكان ثم قام بشراء الحظيرة من جاره ودفنه فى نفس المكان حتى يردّ إليه بعض الذكريات ………

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock