عاممقالات

في قطار الحياة




قطار الحياة


بقلم مرفت مهران
اليوم نعود إليكم أحبائي
وسنتحدث عن محطة هامة نقابل فيها شخصيات في قطار حياتنا يسببون لنا الإزعاج ولا نستمتع بمعرفتهم لأنهم يتطفلون علينا وللأسف هم كثيرون نقابلهم في العمل أو من الجيران أو الأصدقاء وحتى من الأقارب 
ينظرون إليك دائما يراقبون تصرفاتك يحاصرونك في حياتك ويصلون إليك من كل باب وشباك يقتلهم الفضول ليعرفوا ماذا تفعل؟اين وصلت؟وماذا حققت في حياتك ؟وأولادك تزوجوا !! ولماذا تأخر سن زواجهم ؟ وأحيانا يصل بهم الأمر لسؤالك عن مرتبك ومصادر دخلك ولاينقصهم إلا أن يسألوك عن عدد أنفاسك
وهؤلاء للأسف الشديد لايرون إلا صورتك الجميلة أو الضاحكة أمامهم فهم لايعلمون مقدار الألم الذي تتألمه في حياتك  ولامعاناتك الصحية مع أمراضك وعلاجك الذي يحرمك من متعة الحياةو الخسارة التي ألمت بك في أي عمل قمت به أو في علاقات إنسانية فاشلة ولادموعك الشاردة التي تخرج من عينيك بلا حول ولا قوة منك
وأنت يامسكين تعاني وكثيرا ماتغلق أبواب الأمل أمامك فلايكون معك إلا الحسرة وإحساسك بالغربة الموجع حتى في وجود أقرب الناس إليك بإهمالهم لك وعدم شعورهم بك فتتقوقع داخل قهرك وانكسارك صامتا فاقدا الإحساس بالأمان والعطف
والمثير للدهشة حقا أن المتطفلين أحيانا يخبرونك أنهم يكنون لك الحب ويبررون تطفلهم بمحبتهم لك وخوفهم عليك و لكن هذا الأمر يصبح غير محتمل حين يصل إلى كل تفاصيل حياتنا الشخصية
لأن الخصوصية للإنسان مهمة جدا فمن حق كل إنسان أن يحتفظ لنفسه بأشياء في حياته يجب ألا يعرفها الٱخرون وإن يتصرف في حياته كما يحب دون أن يراقبه أو يتلصص عليه احد لأن حياتنا ملك لنا وليست مشاعا للٱخرين وحتى لانقول ما قاله نجيب محفوظ (لست نادما على شئ إلا على أيامي التي لم أعشها كما أحب خوفا من كلام الناس)
ولذلك يجب أن نتخلص من هذه المحطة أو نتجنبها في قطار حياتنا 
مهما كانت النتائج وإلا سنفقد إنسانيتنا وأنفسنا حتى وإن حاولنا تعليمهم شيئا فلن يجدي نفعا
لأن كل شئ يمكن تعليمه للناس إلا الإحساس
وأعتقد أن خروج هؤلاء من حياتنا رحمة لن ندركها إلا مع مرور الوقت 
ولذلك أقول لكل المتطفلين اتركوا الناس لحالهم واعتنوا بشئونكم فقد قال رسولنا الكريم
(من حسن إسلام المرء تركه لما لا يعنيه)
١٨/٦/٢٠١٩

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock