عاممقالات

تحديث الإدارة الحكومية




بقلم / محمد ماهر شمس
أليس الإهمال والفساد وسوء الإدارة عقبات أساسية على طريق تثبيت أركان الدولة وترسيخ استقرار المجتمع مثل الإرهاب والتطرف تماما..وإذا كان الأمر كذلك أليس حريا بالدولة أن تعمل على مكافحة الإهمال والفساد وسوء الإدارة أسوة بمكافحة الإرهاب والتطرف لأنها جميعها تؤثر بالسلب على استقرار المجتمع وتحول دون توفير المناخ الملائم لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية ..لن يكون ذلك إلا بالحلول الجذرية لهذه الظواهر السلبية التي تتسبب في العديد من الكوارث التى يتعرض لها المجتمع وتتكرر بشكل لافت للنظر وتهدر طاقاته أولا بأول..في هذا الإطار يصبح تحديث الإدارة الحكومية في كافة مرافق الدولة أمرا واجبا في هذه المرحلة الحرجة ولن يتأتى ذلك إلا بالاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة في جميع مراحل العمل والإنتاج ..والتدريب المستمر الواعي لرفع كفاءة العاملين بعيدا عن الروتين وطريقة سد الخانة.. ثم تشديد العقوبات والجزاءات على المخالفين والمقصرين مع تمييز المجدين المخلصين الأكفاء دون وساطة أو محاباة..إلى جانب الإلتزام بمعايير الجودة في الأداء المعترف بها عالميا مع التقييم الموضوعي ومتابعة الأداء.. وفوق ذلك كله إختيار القيادات التي تتمتع بالعلم والكفاءة والنزاهة بعيدا عن المحاباة أو المجاملة في الإختيار..وأن يكون لديها رؤية للتطوير وتخطي الصعاب.
لا بد من محاسبة المسؤلين عن نتائج الأعمال حتى لا يتقدم للوظيفة العامة إلا القادرين على تحمل المسؤلية ..وأن تكون الوظيفة العامة رسالة وأمانة وليست ترفا ومغنما..مما لا شك فيه أنه بدون تغيير المفاهيم المغلوطة والثقافة السائدة في المجتمع لن نحقق أي تقدم ملموس وسنظل في دائرة مغلقة ..من العبث أن نظل نشاهد الآثار المترتبة على هذه الظواهر السلبية دون أن نبذل قصارى جهودنا في سبيل القضاء عليها جذريا.. العالم يتقدم ونحن نرجع إلى الوراء.
كيف ندعي حب الوطن ونحن لم نعمل من أجل رفعته ؟ وكيف ندعي الإنتماء ولما نبرهن عليه؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock