عاممقالات

وطن صنعه رجل

الجزء الأول من قصة سنغافورة .. “وطن صنعه رجل”
يقدمه محمد علي 

هناك رجال تصنعهم الأوطان، و هناك رجال هم من يصنعون الأوطان، واليوم سوف نتحدث عن وطن صنعه رجل، صنع من فقره المال، صنع من جهله العلم والتقدم ، صنع من الخوف الأمان، وصنع من المواطن فيه إنسان.
 

“الوطن هو سنغافورة و الرجل هو لي كوان يو” 

 ولد “لي كوان يو” فى 16 سبتمبر 1923 مؤسس سنغافورة
نمر من النمور الأسيوية الأربعه , سنغافورة تايوان هونج كونج و كوريا الجنوبية
بدأت حكايته يوم ما راح يدرس القانون فى بريطانيا , تفوق و نجح و درس ما يفيد به نفسه و يفيد به وطنه .
 
رجع فى بداية الخمسينات لدولة سنغافورة المعدومه , دولة محتلة من بريطانيا المملكة التى لا تغيب عنها الشمس دولة فيها 4 أعراق مختلفين تماماً صينين و هنود أوروأسيوين و مالوين كل عرق فيهم له شكله و لغته و دينه , عاداته و تقاليده و كل عرق كاره للأخر
كراهية و حروب أهليه دولة من غير موارد كانت جزء من ماليزيا , دولة عندها
شح فى المياه عندها جهل فقر مرض و عشوائيات , دولة مفهاش أمان و لا أخلاق
القتل و السرقة و الإغتصاب مباح .
 

بدأ لي كوان يو يتحول مع كل الظروف دي
و تدفعه غيرته على بلده و وطنه مكان مولده و بدوافع حب الوطن , قرر يتحمل
المسؤولية مسؤولية شعب فقير مريض جاهل , قرر يكون مخلص للأرض اللي نبت
فيها قرر يأسس أول حزب فى بلاده حزب العمل الشعبي
قام بجمع فيه كل
أصدقائه المتعلمين معاه فى بريطانيا و سعى جاهد يطالب فى كل البلد إنه يتم
السماح بعمل إنتخابات تشريعية و وضع دستور و تصور سياسي تقود به سنغافورة
نفسها
 

و وافقت فعلاً بريطانيا على إجراء إنتخابات على أساس إنها تجربة
فاشله و يائسه و كان يوم 30 مايو 1959 ميلاد أول تجربة سياسية فى سنغافورة
وفاز فعلاً حزب لي كوان يو بأغلبية البرلمان
 

وشكل أول وزارة بقيادتة و
أصبح أول رئيس وزراء لسنغافورة و هو عمره 35 سنة و بدأت رحلته فى تطوير
سنغافورة و إنقاذها من ضياعها لكن كل الناس راهنت على فشلة .. الإنجليز و
الماليزين كمان
و سعى جاهداً عشان يضم سنغافورة للإتحاد الفيدرالى
الماليزي و حصل فعلاً لكن يا فرحة ما تمت بعد سنتين و بضغط من الإنجليز ,
صوت الإتحاد على عزل سنغافورة و بقيت سنغافورة وحيدة بدون موارد
بعض الجزر مساحتها لا تقارن بماليزيا الأكبر ب 814 ضعف لكن لم يستسلم لي كوان يو
أعلن إستقلال بلاده من طرف واحد عن بريطانيا سنة 1963 , بعدها قامت ثورة كبيرة فى البلاد
و فعلاً حصل على إستقلال سنغافورة سنة 1965 و أصبح لي كوان يو على رأس دولة سنغافورة
و قال فى مذكراته أنه كان مفهومه عن الحكم كا التالي
( إصنعوا الإنسان قبل آي شيء ، آمنوا المرافق والخدمات ثم إجعلوه يستخدمها
بطريقة حضارية ونظيفة ، وآعيروا التفاصيل الحياتية اليومية كل الاهتمام )
و ده إللي بدأ بيه فعلاً لي كوان يو , صناعة الإنسان قبل أي شيء و صناعة البشر بتم داخل المدارس و الجامعات
 

بكل إختصار المدرسة و الجامعة و غيرهم من أماكن تحصيل العلم هم مصانع
لإنتاج بشر متحضرين مثقفين متعلمين على درجة كبيرة من الوعي , عشان كده رجع
لي كوان يو و قال …
(الدول تبدأ بالتعليم ، وهذا ما بدأت فـيه عندما
إستلمت الحكم فـي دولة فقيرة جداً ، إهتممت بالإقتصاد أكثر من السياسة ،
وبالتعليم أكثر من نظام الحكم ، فبنيت المدارس ، والجامعات ، وأرسلت الشباب
إلى الخارج للتعلم ، ومن ثم الإستفادة من دراساتهم لتطوير الداخل
السنغافوري )
 

و دي كانت البداية الحقيقية لنهضة واسعة و شاملة حصلت فى وطن معدم فقير
كان سر نجاحها الحب الشديد للوطن و الغيره على مصالحه كان سر نجاحها التعليم الجيد و القانون
 

أو على الأقل ده ممكن يكون نص السر و النص الثاني هنعرفة فى الجزء الثاني من قصة سنغافورة
 

و هنعرف إزاى قدر لي كوان يو يحول أحلامه و أفكاره لحقيقة و واقع و كمان أرقام و نجاح …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock