عاممقالات

المصري الذي أبدع كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري …


المصري الذي أبدع كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري …
كتب / خطاب معوض خطاب
أمير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر العسقلاني …
هو قاضي قضاة الشافعية في زمانه و الحافظ الذي لقب بلقب أمير المؤمنين في الحديث و الفقيه الذي تولى الإفتاء و كان لا يخشى إلا الله ة المؤرخ الذي كتب في تاريخ مصر الإسلامي و المدرس الذي لم يترك مهنة التدريس حتى بعد أن أصبح قاضي القضاة و الرحالة الأديب الشاعر الذي عاصر دولتي المماليك البحرية و الجراكسة .
شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد الشهير بلقب ابن حجر العسقلاني مصري المولد و النشأة و بها مات و دفن مع أنه من أسرة عسقلانية الأصل حيث ولد بمصر العتيقة (الفسطاط) في 12 شعبان سنة 773هجرية (1362م) و نشأ يتيما و كفله زكي الدين الخروبي كبير التجار بمصر في هذا الوقت .
قام ابن حجر العسقلاني برحلات دراسية لطلب العلم في مكة و الحجاز و الشام و اليمن و تعلم على يد العديد من الشيوخ الذين اجتمعوا للتدريس له و هو ما لم يتوفر لأحد غيره في مختلف العلوم التي تم التدريس له فيها و نبغ ابن حجر العسقلاني في علم الحديث و خصه بجهوده مطالعة و قراءة و تصنيفا و تدريسا و إفتاء و وضع ابن حجر كتبا عديدة في الفقه و الحديث و علوم القرآن و التاريخ بلغت نحو 150 كتابا منها : الإتقان في فضائل القرآن و بلوغ المرام من أدلة الأحكام و شفاء العلل في بيان العلل و الإصابة في تمييز الصحابة و فتح الباري بشرح صحيح البخاري و إنباء الغمر بأنباء العمر و الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة و رفع الإصر عن قضاة مصر .
تولى القضاء سنة 827 هجرية على غير رغبة منه و بالفعل استقال منه عدة مرات و لكن كان يعود إليه بالتكليف في كل مرة فقد كان يتبرم من تدخل كبار الأمراء في عمله و لذلك زهد في المنصب و تركه نهائيا في أوائل سنة 852 هجرية كما عمل ابن حجر بالتدريس في العديد من المدارس المصرية التي كانت موجودة في ذلك الوقت مثل المدرسة الحسينية و المنصورية و الشيخونية و الصالحية و المؤيدية و غيرها من المدارس الشهيرة و تولى مشيخة المدرسة البيبرسية كما تولى الخطابة بجامع عمرو بن العاص و الأزهر الشريف و تولى الإفتاء بدار العدل كما اشتهر بقرض الشعر و له قصائد كثيرة معروفة و من أشهر أشعاره هذان البيتان :
لقد آن أن نتقي خالقا إليه المآب و منه النشور
فنحن لصرف الردى ما لنا جميعا من الموت واق نصير
عاصر ابن حجر العسقلانى من يوم مولده حتى وفاته العديد من سلاطين دولتي المماليك البحرية و الجراكسة فقد ولد أيام السلطان شعبان بن حسين و عاصر حكم السلطان علي بن شعبان و حاجي بن شعبان و الظاهر برقوق و المنصور حاجي و فرج بن برقوق و عبدالعزيز بن برقوق و المؤيد شيخ و أحمد بن المؤيد شيخ و سيف الدين ططر و محمد بن ططر و الأشرف برسباى و يوسف بن برسباى و كانت وفاته أيام السلطان سيف الدين جقمق حيث كان آخر سلطان عاصره .
عاش ابن حجر العسقلانى حياته مخلصا لعمله و علمه و شهد له معاصروه بالعلم و التقوى و الصلاح طوال عمره حتى وفاته أواخر ذي الحجة سنة 852 هجرية و كانت جنازته مهيبة مشهودة حضرها السلطان سيف الدين جقمق و العديد من الأمراء و العلماء و العامة و تم دفنه بمقابر الإمام الشافعي بالقرب من الإمام الليث بن سعد .
المصادر : 
كتاب (مؤرخو مصر الإسلامية و مصادر التاريخ المصرى) محمد عبدالله عنان .
كتاب (الدليل الموجز لأهم الآثار الإسلامية و القبطية) د.أبو الحمد محمود فرغلي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock