حياة الفنانينعام

سحر الحياة فى حوار مع د نادية الطيب استاذة تلوث الهواء بألمركز القومى للبحوث وتحدثناعن معلومات قيمة واسرار تكشف لأول مرة.


د نادية الطيب:
• فى بداية عملى بمركز البحوث 1974 قالوا لى تخصصك فى قسم تلوث الهواء، قلت لهم هو احنا فى مصرعندنا تلوث للهواء.

• عرف العالم بتلوث الهواء مع بداية إكتشافه للفحم، ونحن عرفناة مع ظهور السحابة السوداء فى مصر1999.

• نستطيع الأن سحب عينة من الهواء ، وتعبئتها وتحليلها فى المركز القومى للبحوث.

• الدولة اكتشفت ان هناك تلوث للهواء، نتج عن إنشاء مصانع الحديد والصلب فى وقته لكنه ظل سراً بين الدولة ممثلة فى وزارة الصناعة والمركز القومى للبحوث.

• الإنسان لم يسيىء للبيئة ، وإنما التلوث هذا ناتج طبيعى عن التنمية، وتقدم الصناعات فى العصر الحديث.

• لسنا جهة توقيع عقاب على المخالفين، وإنما نساعد ونساهم ونقدم العون للمصانع، التى تكتشف أن لديها تلوث صادرعنها، بألأضافة الى إصدارتصاريح لأنشاء ا لمصانع بعد التاكد من تنفيذها لكافة اجراءات الأمن و السلامة.

حاورها:عماد وديع

انتشرت فى العقود الأخيرة فى مصر، الأمراض الصدرية وامراض التنفس والحساسية ، بشكل غير مسبوق ، نتيجة تلوث الهواء الصادر من المصانع بألأضافة الى السحابة السوداء ، وحرق القمامة فى الشوارع نتيجة اهمال واستهتارالكثير من المصرين، وضعف الدولة وعدم تطبيق القوانين الرادعة لذالك،وقد وجدت مجلة سحر الحياة فرصة طيبة للتعرف اكثر من الدكتورة: نادية محمد الطيب، الأستاذ بقسم تلوث الهواء بألمركز القومى للبحوث – ورئيس قسم تلوث الهواء سابقاً.




وهى من رواد المركز ، ومن تخصصوا فى تلوث الهواء، ولها ابحاث كثيرة فى هذا المجال، ومن اوائل الرواد الذين سافروا للخارج ونقلوا الى مصر الخبرات الغربية والامريكية الى بلدهم فى هذا المجال ، وهى محاضرة فى كثير من المحافل العلمية فى مجال تلوث الهواء ، وبألأضافة الى تقديم ندوات ومحاضرات وتوعية للمجتمع المدنى فى مصر، وقد تحاورت معها سحر الحياة ، واستطاعت ان تحصل منها على معلومات قيمة وبألأضافة الى اسرار تنشر لأول مرة حصرياً فقط لسحر الحياة واتركم لهذا الحوار الشيق الأن لكى تستمتعوا به.



ماهى مصادر الهواء ومكوناتة ؟
الغلاف الجوى هو مصدر الحياة على الارض ، سواء كان انسان او حيوان او نبات ، وفى وجوده تكون لنا حياة ، وهو ما يميز كوكب الأرض عن الكواكب الآخرى التى ليس لها غلاف جوى .
ومكوناتة: خمس اكسجين، واربع اخماس ما بين نتروجين وهيدروجين وثانى اكسيد الكربون، بألأضافة الى غازات اخرى ضعيفة.
ماهو التلوث ومتى ظهر فى مصر، وباقى دول العالم؟
لم يكن احد يعرف شيء إسمه تلوث للهواء فى العالم كله من قبل الثورة الصناعية، ولم يعرفوا سوى تلوث الغذاء وتلوث الماء فقط.
وبداية تعرف العالم على التلوث، بدأمع إستخدام الفحم كوقود، وقد استخدمته انجلترا للتدفئة فى المنازل، واكتشفوا بعد ذالك حالات وفاة وحالات إختناق، نتيجة إستخدام الفحم كوقود للتدفئة ، وحينئذ عرفوا أنه يوجد شيء اسمها تلوث للهواء ، وبدأ تسميتها علمياً بعد ذالك كوارث ملوثات الهواء ، لأنهم إكتشفوا ان الملوث الصادر عن الفحم هو ثانى اكسيد الكربون، وتلا ذالك معرفتهم بملوثات اخرى مثل الكبريت والنتروجين .
اما فى مصر لم تعرف التلوث، إلا بعد ان أنشأنا مصانع الحديد والصلب ، ولكن هذا كان سراً لا يذاع متمثل فى وزارة الصناعة نائباً عن الدولة، والمركز القومى للبحوث فقط ،وعن طريق رواده الذين سافروا للخارج وتدربوا جيدا، وتلقوا كل ماهو جديد فى تلوث الهواء وعادواالى وطنهم، يحملون كل معرفة وتقدم عن تلوث الهواء، وهم الذين اخبرونا ان عندنا فى مصر حاجة اسمها تلوث هواء .
وبدأ من وقتها التعاون بين المركز القومى للبحوث ووزارة الصناعة ، واصبحنا نقدم للوزارة خبرتنا فى تجنب وإكتشاف مخاطر تلوث الهواء، وإكتشاف اماكن ظهوره و تواجده وتقديم الحلول لهم فى علاجها.
وانا فى بداية عملى1974 بألمركزالقومى للبحوث اخبرونى أن تخصصى فى قسم تلوث الهواء، قلت لهم هو عندنا فى مصر تلوث للهواء ، لأننا لم نسمع من قبل عن تلوث للهواء، او درسناة فى الكلية او قرأنا عنه .
ومن الأمور العجيبة كان يوجد عندنا تلوث ناتج عن مصانع الحديد والصلب ، ولم يصدق الناس هذا، وايضاً ان ذالك لم يكن معلن.
والمفاجأة أن المصرين لم يكونوا يعرفوا ان فى مصر ما يسمى تلوث للهواء ، إلا مع ظهور السحابة السوداء 1999 التى غطت القاهرة بأكملها ، وشاهد الناس حرائق هنا وهناك خاصة منطقة القليوبية وعندها ادركوا ان هناك شيء اسمه تلوث للهواء، وبعد ذالك تتبعت الناس مصادر التلوث الأخرى ، مثل عوادم السيارات وحرق مخلفات القمامة فى الشوارع، بعد ان حدث لها وعى بهذا الخطر.
ماهى السحابة السوداء، وما هى الحلول المقدمة لتلك السحابة، التى تؤرق المصرين كل عام؟
مصدرها حرق قش الأرز ، ويكون الهواء وقتها ساكن لا يتحرك ، وبألتالى الدخان يبقى عالقاً فى الهواء ولا يتبدد ، ولأن كمية الحرق تكون كبيرة ومؤثرة فى مكانها .
ونجد ان سكون الهواء من اصعب الأشياء وتزيد تلوث الهواء ، ولكن تحرك الهواء من اجمل الأمور لعلاج هذا التلوث .
لأن حركة الهواء تقوم بتوزيع الدخان فيتبدد ، وهذا لايحدث إلا فى سطوع الشمس ، التى تقوم بدورها بتسخين الهواء تجعله يتحرك حاملاً الدخان معه، ويصعد الى أعلى لطبقات الجو العليا .

وهل هذا هو التصرف السليم لحرق قش الأرز ؟
المشكلة أن الأستفادة من هذا القش وتدويره للصناعة او تحويله الى اسمدة للزراعة مكلفة على الفلاح وعلى الدولة، ولا يوجد مستثمرين قادرين على هذا المشروع الضخم.
والقصة فى الحرق أن الحكومة يجب ان تجمع من الفلاحين القش والتخلص منه عن طريقها ، ولكن الدولة تتأخر ولا ترسل عربات لجمعه من الفلاحين،لهذا نجد ان الفلاح يريد ان يخلى الأرض ، ليعاود الزراعة مرة اخرى ، فيأتى ليلاً والناس نيام والحكومة غائبة ويقوم بالعمل السهل ويشعل النار فى القش.
ونجد فى الدول المتقدمة تقوم حكومتهم بجمع القش، وتذهب به الى المصانع ، ليصنع بلاط او بلاستيكات او اسمدة للأرض، كما إنها تعلم الفلاح كيف يحتفظ به فى ارضه، وتعلمه ايضا كيف يقوم بتحويله كميائياً الى اسمدة، ليستفيد به الفلاح فى زراعتة وبذالك توفر هذه الدول تكلفة نقله.
ما هى احدث الإكتشافات الأخرى الجديدة لمصادرتلوث الهواء؟
لا يوجد اقدم واحدث فى التلوث وإنما الأحدث هو اننا اصبحنا الأن نستطيع ان نقيس تلوث الهواء ولكن من قبل لم نكن نعرف سوى اكاسيد الهيدروجين والكبريت الناتج عن عوادم السيارات ومحطات الكهرباء والحرائق.
كنا فى الماضى لا نستطيع الحصول على عينة من الهواء ولكن الأن بكل يسر وسهولة نسحب عينة وتعبئتها وتحليلها داخل معاملنا بألمركز القومى للبحوث .
كما ايضا من الأحدث يوجد انتشار لأجهزة فى كل اوربا وامريكا تستطيع ان تقيس ملوثات الهواء فى الحال فى اى منطقة يتواجد بها هذا الجهازوعندما يتلوث المكان تطلق انذارات للتحذير واخلاء الأماكن التى يظهر بها تلوث فجاءة لأنها تعطى بيان بألتلوث ونوعه ونسبتة فى الحال .
وهذه الأجهزة تعمل بشكل طبيعى ومتواجدة ومستمر فى شوارعها وميادينها مثل اشاره المرور .
وهذه الأجهزة تعطى معلومات بشكل متغير ومختلف طبقا لكل وقت ومكان وكل منطقة على حدة .
والان بعد معرفتنا وتمكنا من سحب عينة من الهواء وتعبئتها وارسالها الى معامل المركز القومى للبحوث نستطيع تحليل الهواء بطريقة كميائية وهى غير مكلفة وتعطى نتائج دقيقة ثابتة وعن كمية التلوث ونسبتها ونوعها وحجمه.
كيف نحافظ على الهواء نقياً خاليا من اى تلوث؟
لا يوجد شيء اسمه ايجاد هواء نقى ولا يوجد مايسمى منع المصادر التى عن طريقها يأتى التلوث لأن هذه المصادر التى يأتى عن طريقها التلوث هى من مكونات التنمية وتقدم الصناعات ولا يمكننا ان نستطيع الحياة بدونها .
ان صناعة الأسمنت من اكبر مصادر التلوث فى مصر وفى نفس الوقت من اكبر السلع الأستراتيجية فى مصر ونعتمد عليها اعتماداً كاملاً يكون السؤال ماهو الحل السليم لهذة الأشكالية؟ والحل يكمن فى ان التنمية والبيئة يكونوا اصحاب ويمشوا مع بعض يعنى لازم نواجه نتائج التنمية مثل عوادم السيارات ودخان المصانع ومحطات الكهرباء ونعمل على علاج المسببات التى نتجت عن هذه الصناعات وتسببت فى تلوث البيئة بايقاف المصانع المخالفة ومنع السيارات التى يصدر عنها عوادم الدخان.
ما هى أنواع الزراعات الخضراء وأنواع الأشجار التى تفيد البيئة وتساعد فى تقليل تلوث الهواء؟
الأشجار كلها والخضرة عموماً مفيدة ومطلوبة ، لأنها فى النهار تمتص ثانى اكسيد الكربون وتعطى لنا الأكسجين ، ولا يحدث ذالك إلا فى وجود الشمس، كما تلزم الدولة كل مالك مصنع بأحاطة مصنعه بسور دائرى من الاشجار، لأنها تعمل كمصفاة لكل ما يخرج من المصنع ، خاصة للأتربة التى تتعلق بألأوراق، كماإ نها تمتص وتقلل من الغازات المنبعثة من المصنع ، و تبث الاكسجين اثناء النهار مع سطوع الشمس ، لذالك يتجدد الهواء ويتحرك الى اعلى الطبقات العلوية للجو ، وعندها تتبدد الغازات السامة او الملوثة .

هل أساء ألأنسان للبيئة ؟
الأنسان لم يسيء للبيئة، التلوث شيء طبيعى ناتج عن التنمية وتقدم الصناعات فى العصر الحديث، وتطور الإنسان الذى انتج العربات والصناعات الإستراتيجية، ولكن يجب ان يكون الإنسان اكثر حرصا فى تجنب مصادر التلوث الناتجة عنه والتحكم فى مصادر التلوث، ولا ننتظر حتى يخرج التلوث للهواء ويلوثه.
كيف نصلح ما افسده الأخرين بإسأتهم الى البيئة ؟
وسائل الرقابة موجودة ،ولكن بعد ما المفتش المختص يغادر المكان يرجع كل شيء كما كان لأصله ، وتجد عدم وجود الشعور بالمسئولية ، ولااحد يحمل ضميراً يمنعه فى الإسأءة للبيئة ، وما يصدره مصنعه.
و يخطى صاحب المصنع ان ظن عندما يكون مصنعه المسيء للبيئة فى مكان ، ويسكن هو فى مكان راقى بعيدا، يظن ان التلوث لا يصل الى مكانه البعيد عن مصادر تلوث مصنعه ،ولابد ان يدرك ان التلوث سيصل اليه حتماً حيثما وجد ، لأن التلوث متحد مع الهواء وهو متحرك من منطقة لأخرى وإن لم يصله مباشرا ً سيصله حتى بعد شهر، لأن أشعة الشمس الساطعة عندما تشرق فأنها تسخن الهواء تجعله يتحرك من منطقة لاخرى.
هل الأنسان المصرى هومن اكثر الشعوب تضرراً من البيئة نتيجة ما يحدث من اهمال ، وعدم الرقابة الحازمة من الدولة ؟
لا.. ليس كذالك، لأن ربنا معطى مصر اهم ميزة وهى الشمس الغير متوفرة لباقى دول العالم ، لولا الشمس فى مصر مع وجود هذه التجاوزات ، لكانت الناس كلها ماتت لكنها رحمة من عند ربنالأن الشمس بتسخن الهواء فيتحرك من مكانه وتتبدد الغازات والأدخنة الملوثة للبيئة ، وترتفع الى طبقات الجو العليا، ولذالك نجد الحرص بشدة فى اوربا على منع التلوث بحزم، لأن لا يتوافر عندهم شمس ، وإن تهاونوا فى ذالك، لن يستطيعوا العيش بعدها لأن الهواء عندهم لا يتجدد ولايتحرك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock