عاممقالات

الأبرياء والبلطجة


الأبرياء والبلطجة

بقلم/ نجلاء الراوي عبدالكريم
كم أصبح محزن عندما نرى مشاهد لجرائم تحدث فى الشارع المصرى جهراً وسط الناس وبدون أى إنذار أو سبب منطقى يؤدى لها !!
كم من الحوادث التى أصبحت كثيراً تحدث ويقف وراؤها دائماً “بلطجى” ، من منا أصبح لا يخاف علي نفسه أو أولاده من نشوب مشادة قد تحدث في الشارع أو أحد الأماكن العامة قد تتحول إلى جريمة ,مأساة أفجعتنا جميعاً وهي قتل شاب على يد صاحب كافيه عقب إنتهاء مباراة مصر والكاميرون أمس بسبب إغلاق صاحب الكافيه الباب خوفاً بعد نتيجة المبارة الا يدفع الزبائن الحساب ، هنا كانت بداية البلطجة الذى مارسها فكيف له أن يحتجز مواطنون بدون وجه حق وخاصةً أنه لم يهم أحد من الزبائن بالإنصراف دون دفع الحساب ، فيقوم صاحب الكافيه بإغلاق الباب عليهم بحجة دفع الحساب ، فيعترض الشاب القتيل على هذا التصرف غير اللائق ويعتبره بلطجة ويتوعده صاحب الكافيه أنه سيريه البلطجة الحقيقة وفور خروج الشاب خرج ورائه مسرعاً ليقذفه بكرسى حديدى وينهال عليه بالضرب هو وعمال الكافيه حتى يسقط الشاب قتيلاً بين أيديهم أمام خطيبته ،لقد كانت ثقافة المحلات و المطاعم تقول بأن الزبون دائماً على حق ، وكانت هذه الثقافة منتشرة منذ زمن بعيد وحتي سنوات قليلة ، لكن صاحب هذا الكافيه لم يتعلم هذه الثقافة وتعامل بثقافته البلطجية وهي القتل للزبون حق !! ، وكثيراً من الأماكن أصبحت لا تعي هي الأخري ثقافة إحترام الزبون وحقه
من المفترض أن هذا الكافيه محترم ويقع فى منطقة راقية، وزبائنه أيضاً من الطبقة الراقية بلا شك ومفتوح لكى يقدم للزبون أفضل خدمة، فمن غير المعقول أن يهم الزبائن بالإنصراف دون دفع الحساب ، فما كان تصرف صاحب الكافيه لو أنه يمتلك قهوة بلدى فى مكان شعبى هل كان سيغلق الشارع ويسقط العشرات من القتلى والمصابين فى حالة خوفه من عدم دفع الزبائن الحساب ! 
كم كان سيجمع منهم من نقود ،وهل خوفه على ما سيجمعه من نقود يساوى أكثر من حياة انسان ! مثل هذه الشخصية البلطجية أصبحنا نتعايش مع أمثالها كثيراً ونتجنبهم خوفاً على حياتنا أو كرامتنا إذا مر الأمر بسلام ولم يتطور لإخراج السلاح ، كنا نشاهد أفلام الأبيض والأسود وكنا نرى صاحب القهوة أو المطعم فى حالة عدم دفع الحساب يقوم الزبون بتنظيف المكان وغسيل الصحون ، أما الآن يقتل ليس لعدم دفعه الحساب ولكن لأن صاحب المكان ظن فى نفسه ذلك ! وكنا كثيراً نرى مشادة تحدث بين رجل وآخر معه فتاة او سيدة ليرد عليه الآخر أنه لن يرد من أجل النساء التي معه ، ماذا حدث للأخلاقيات التي أستبدلت بالبلطجة و السب والشتائم ، هذا ما أصبحت تسمعه الأذن فى الشارع المصرى وكثير من المشادات التى تصحبها قتل أو إصابة أحد الأطراف، وكثرت منذ فترة جرائم قتل فى الطريق العام بين قائدي السيارات بسبب أولوية المرور فيحدث السب ودقائق بسيطة يخرج من أحدهم سلاح لينهى حياة الآخر ، إو نشوب مشادة كلامية يعتدى كل منهم على الاخر إما بالسب أو الضرب، وقد أصبحت التهديدات والتصرفات غير المحسوبة هى المسيطرة على المشهد العام ،هل يحتاج كل مواطن لضابط يمنعه من البلطجة أو لكى يمنعها عنه ، الضابط الحقيقي الذي نحتاجه هو السيطرة على النفس والأخلاق، و كبح الجماح الذي إنفلت زمامه ، نعيش حالة غير مسبوقة من الفوضى والبلطجة والإنفلات الأخلاقى التى يجب أن تتوقف لكي تعود الحياة الآمنة للمواطن المصري الذي إفتقدها تماماً .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock