عاممقالات

محاولة إغتيال حكام مصر و سوريا و العراق


المؤامرة عمرها حوالي 1400 سنة 
كتب/خطاب معوض خطاب
المؤامرة قديمة ، لكننا ننسى أو نتناسى ، بدأت بعد إغتيال الخليفة الثالث أمير المؤمنين عثمان بن عفان و حدوث الفتنة الكبرى ، و تحديدا بعد موقعة “صفين” و انتقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى الكوفة في “العراق” ، و انفراد الأمير معاوية بن أبي سفيان بحكم الشام الذي كان مركز حكمه بدمشق في “سوريا” ، و في نفس الوقت كان الأمير “عمرو بن العاص” واليا على “مصر” .
اتفق “الخوارج” وقتها على قتل الثلاثة ” علي و معاوية و عمرو” ، فتعهد عبد الرحمن بن ملجم بقتل “علي بن أبي طالب” رضي الله عنه ، و تعهد البرك بن عبد الله بقتل “معاوية بن أبي سفيان” رضي الله عنه ، و تعهد عمرو بن بكر بقتل “عمرو بن العاص” رضي الله عنه ، و تم الإتفاق على أن ينفذ الثلاثة ما اتفقوا عليه في ليلة واحدة ، و في وقت واحد في صلاة فجر اليوم السابع عشر من رمضان سنة 40 هجرية ، في البلدان الثلاثة ، “مصر و سوريا و العراق” ، و في زمان واحد ، وقت صلاة الفجر ، بل و داخل المساجد التي يصلي فيها الأمراء الثلاثة .
بالنسبة لعمرو بن العاص فقد كان مريضا في هذه الليلة و لم يحضر للصلاة في المسجد ، و صلى بالناس “صاحب الشرطة” بديلا عنه ، فقتله عمرو بن بكر الذي كان يظنه “عمرا بن العاص” ، و بالنسبة لمعاوية بن أبي سفيان فقد تقدم البرك بن عبد الله ليقتله عند سجوده لكن تكاثر عليه حراس مهاوية فلم يقتله لكن أصابه إصابة شديدة أثرت عليه بقية حياته ، و بالنسبة لعلي بن أبي طالب فقد تقدم منه عبد الرحمن بن ملجم و ضربه بسيف مسموم على رأسه ضربة أودت بحياته .
السؤال : هل كان القتلة الذين استحلوا قتل أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في المساجد و في رمضان فاسقين !؟ هل كانوا منافقين !؟ هل كان إيمانهم ضعيفا !؟ هل كانوا عصاة !؟ و الجواب : أنهم كانوا قارئين لكتاب الله ، و من المشهود لهم بالتقى و الورع ، و هم قاموا بالذي فعلوه “حسب زعمهم” حبا في الله و طلبا لرضوان الله لأنهم كانوا يرون “حسب زعمهم” أن”عليا و معاوية و عمرا” خارجين على دين الله و أنهم “حسب زعمهم” ليسوا مسلمين .
روي أن قاتل علي بن أبي طالب حينما تم تقديمه لتقطع رقبته “جزاء لقتله علي” قال للسياف :”لا تقتلني مرة واحدة ، بل قطع أطرافي شيئا فشيئا ، حتى أرى أن أطرافي تعذب في سبيل الله ” و قال الشاعر “عمران بن حطان” الذي يؤمن بنفس أفكار هؤلاء الثلاثة بعد مقتل عبد الرحمن بن ملجم جزاء لما فعل :
يا ضربة من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حينا فأحسبه أوفى البرية عند الله ميزانا
ما يدعو للتأمل و التفكير هو كيف لرجل قتل “عليا بن أبي طالب” رضي الله عنه في رمضان ، و هو يصلي الفجر ، و في المسجد أن يحتسب عمله هذا لله ، و صاحبه الذي يؤمن بفكره و عقيدته يصفه بأنه “تقي” و بأنه فعل ما فعل “ليبلغ من ذي العرش رضوانا” .
المصادر :
كتاب البداية و النهاية لابن كثير “الجزء السابع” .
جريدة الاتحاد الإماراتية 23 يونيو 2015م .
جريدة البيان الإماراتية 17 أغسطس 2011م .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock