شعر وحكاياتعام

وطاب له الجفا


بقلم/ سماح عبد الحكيم

قدْ كانَ لي خِلٌ فضّ عهداً فقَضَى نَحبَهُ ومَضى.
وقَضَتْ روحِي عليهِ نَحبَها تئنُ مَكلومةً حَسرَى.
فهـو فى راحةِ الرُقادِ يتَململُ وأنـَا فَوقَ الـلَـظى.
جَسدي ضَامرٌ عافته نَبَضاتِي سَئمَـتُهُ من النَوى.
يَتلوَى فَرَقً من لوعـةِ الغِيابِ أرَقً يتمَنى الكـرَى.
لَعَلّ طيفَهُ الضَنينُ يلقـَاهُ فيُطفٓئ لهيباً قد سـَرَى.
فأحرقَ عُوداً يَبُسَ شَفّـهُ الوَجدُ من عَصفِه ذَوى.
جـَفّ منهُ العِرْقُ نزفاً حتى أبَلاه الفَقدُ دماً فبَلَى.
أيَا سَامِعاً أهَ نحيبٍ مُترَفِ الطرفِ دَمعِي ثكـلَى.
فلا تـلُمنيّ ! فإنّ عَزلي فِرَاَقٌ للروحِ مـَالهُ سَلوَى.
إلا أنْ أمُرّ كلَّ صباحٍ بأطلالٍ ذاتِ نسيمٍ وذِكرَى.
مازالتْ بها أنفاسُ حبيبِ الروحِ تَخفِــقُ عَـطرَى.
بيدَ أنّه رَاحلٌ ولكنّ عبَـقَ ألَحانَه سَيبْقَى عِـبـْرَى.
فَكـمْ آواني ضـِلعُ صَدرِهُ إلى رِفـدِ حنَانِه نَشوَى.
وقطراتُ عَرَقِهِ عَلى خَدّي تُــبَللهُ مِسكٌ وشَـذَى.
كيفَ أنسَاهُ بِربكم ومَالـِي عن فَقدهِ من مـَـأوَى.
يَتيمَةٌ أنا بلا وطنٍ مَـاتتْ هُنا بلا كفنٍ أو مَثوَى.
كانَ لِقلبِها عَازفُ التَرانِيمِ سَكنٌ فخَـلا و تَخَلّى.
يومَاً نـَزفَ ألحَانهُ عَلى بيــاضِ فِراشها فتحَلّى.
بقطافِ الزَهرِ ســِرّهُ عَنبَريٌ كالربيعِ إذا إكتَسَى.
ثم عَصَفَتْ رياحُ الصُدودِ بُؤسَها فعَزَفَ و وَلّـى.
عُزوُفَ الخَريفِ عنْ بستانِ الودِ و عَـهد الصَفَى.
لكنني سأنتظرُ زوارةَ رَبِيعِهُ مَدَى عُمـرِي لَـهفـَى.
أُعـُدُّ أيامَ الفُصولِ وسَنِينهَا عَلَّهُ يُقْبِــلُ صُدْفَـى.
فيروِي سِنينـِي العِجـَافَ بماءِ نُبـُوعـِه العَـذبَـى.
فمـَا أطيبَ سُقيـَا فُرَآتـــةِ مَالهُ من مثيلٍِ سُقْىَ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock