عاممقالات

خمسون عاماً علي إنقاذ معبد أبو سمبل

خمسون عاماً علي إنقاذ معبد أبو سمبل


بقلم :سمر علي عبد المتعال

أهتم المصري القديم بالهندسه المعمارية ولأنه كان مؤمن بفكرة البعث والخلود فاهتم ببناء المقابر والمعابد لتقديم القرابين للآلهة  أملاً منه في طلب المعونه والرحمه منها

بناء معبدي أبو سمبل 
عمليه نقل المعبد

بناء معبدي أبو سمبل


يقع معبد أبو سمبل علي الجهه الغربية من بحيرة ناصر تم بناؤه في عصر الفرعون رمسيس الثاني وهو من أعظم ملوك العصر الفرعوني تولي حكم مصر بعد والده الملك سيتي الأول ما يقارب 67 عام من 1279 ق.م الي 1213ق.م 
قاد الكثير من الحملات العسكريه في بلاد النوبه والشام ولعل أشهرها معركة قادش استغرق بناء المعبد 21 عام تقريبا ليظهر المعبد كتحفة معمارية منحوتة في جبل من صخر رملي ليكون شاهد علي العصر وليسجل لنا انتصارات الفرعون وأعماله 
يصل ارتفاع الواجهه البارزه 33 متر يزينها أربع تماثيل لرمسيس الثاني يصل إرتفاع الواحد منها 20 متر ومن ثم المدخل إلي الأروقه والغرف التي توجد بها العديد من التماثيل والزخارف والرسومات علي الجدران وتأتي أخيرا أهم غرفه في المعبد وهي غرفه قدس الأقداس والتي تحوي علي أربع تماثيل أحدهم للفرعون والثلاث الآخرين لكبار الآلهة وتشهد هذه الغرفه ظاهره تحدث مرتين في العام كإشاره لفصلي الزراعه والحصاد عند الفراعنه وهي شاهدة علي عظمة المصري القديم تخترق أشعه الشمس غرفه قدس الأقداس لتتعامد علي ثلاث تماثيل بينما يظل الرابع في ظلام دامس وهو إله العالم السفلي وعلي الشمال منه يقع المعبد الصغير وهو إهداء من الملك رمسيس الثاني إلي زوجته نفرتاري ويزين واجهته أربع تماثيل لرمسيس الثاني وتمثالان للملكه نفرتاري


خمسون عاماً علي إنقاذ معبد أبو سمبل

إقرأ أيضا  تاريخ انتحار المشاهير



عمليه نقل المعبد


تعرض العديد من الأثار ومن ضمنهم معبد كلبش وفيله وإبادا للتهديد بالغرق والهدم ولكن أصعب ما في الأمر هو نقل معبدي أبو سمبل وقد أرسلت بعثة مصرية إلي اليونسكو(وهي منظمة عالمية مقرها باريس أنشأت عام 1945م هي تهتم بالحفاظ علي التراث) عام 1960م لطلب المساعدة في نقل معبدي أبو سمبل فهو تراث تاريخي لذا اهتم العالم أجمع بهذا الحدث حتي جاء عام 1964 م وجاء 2000 مهندس ومقاول من أكثر من خمسين دوله أراد الجميع ربط اسمه بهذا الحدث العظيم ولكن المهمة تبدو مستحيله فكان عليهم نقل جبل بأكمله ونقل معبد يزن 250 ألف طن كان عليهم نقله علي إرتفاع 65 متر ونقله 200 متر إلي داخل الجبل وكان هناك عدة اقتراحات من بينها تطويق المعبد بحوض مائي ومن ثم بناء قبه ثم غغراق المعبد عن قصد مع وجود غرف مراقبه للمشاهدين مع توفير مصاعد للزائرين تحت الماء ولكن طبيعه المعبد من حجر رملي يتميز باتساع مساماته فسينهار المعبد تعددت الأفكار حتي اتضح لهم انه من المستحيل نقل المعبد كما هو إنما الحل هو تفكيك المعبد إلي قطع ثم نقلها وإعاده تركيبها وبدات تنفيذ المهمه كانت رؤوس التماثيل هي الأجزاء الأثقل في النقل ولكن عليهم الإسراع ففي غضون سته اشهر سيكون الفيضان قد وصل إلي قدمي رمسيس
 فلجأالمهندسون الي بناء سد عازل يطوق المعبد وذلك لكسب الوقت قبل أن تصل المياه الي قمة  المعبد وفي تنفيذ المهمة اجتمع العديد من الجنسيات علي العمل المتواصل لإنجاز المهمه اضطروا الي تقطيع الجبل باستخدام إسلاك فولاذيه ومناشير حديديه لإزاله قمة الجبل بعد ذلك بدأ العمل علي المعبد نفسه لجاؤوا إلي تغطية التماثيل بضمادات وقائيه لمنع الحجاره من الأنهيار تم تفكيك المعبد من تماثيل وأسقف وجدران إلي اكثر من 1000 قطعة الواحده منهم تزن 30 طن ومن ثم تأتي رافعة مكونة من عمودين فولاذيين دورها التقاط القطع نقل المعبد بأكمله تم ترقيم القطع لتحديد موقعها القديم حتي يسهل عليهم إعادتها وحان وقت إعاده التركيب فقاموا ببناء قبه خراسانيه فوق المعبد لتتحمل وزن الحجاره وتوفر الحمايه الكامله للمعبد خوفا من أن ينهدم الجبل فوق المعبد وتم إعاده تركيب القطع علي حسب ترقيمها وملئ الشقوق بطين البناء للاتمام كتجميل بعد جراحه وحان الان وقت النتيجة 
نجح المهندسون في نقل المعبد أشعه الشمس وحدها هي القادره علي الإجابه فقد كان هذا بمثابة تحدي جاءت الأجابه لتؤكد نجاح العملية فظلت ظاهره التعامد علي ثلاث تماثيل تضيء وجوههم دون تمثال العالم السفلي كما هي لتعلن نجاح العاملين بالمشروع وتم الاحتفال بانقاذ معبد أبو سمبل عام 1968م.

إقرأ المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock