عام

قمر دامي .كتاب مزامير الجان .مجموعه قصصية

قمر دامي .كتاب مزامير الجان .مجموعه قصصية

نجلاء شهاب

في ليلة ظهور القمر الدامي بمدينة القاهرة، ليلة لها تأثير سحري، تدفع بعض البشر لشيء من الجنون… 

نزف اليكم هذا الخبر العاجل؛ اليوم الساعة السابعة بتوقيت القاهرة لعام 2400 تم ابادة مجموعة من خارقي القانون؛ الذين يتعاطون المخدرات .. بأكثر من الحد المسموح .. تلك الجرذان؛ لن تحيا وسط بلدنا السامي، أيضا تم القبض علي بعض النشطاء الذين يمارسون الدعارة بدون ترخيص .. آخر خبر هو إقامة حفل تحت رعاية مجموعة شركات تجار الأعضاء للاستيراد والتصدير، الحضور بالملابس الرسمية، ممنوع اصطحاب الزوجات .تلك العبارات الرنانة ؛ أثارت الجدل، تتحدث البلدة عن ذلك الحفل الغريب الذي يمنع اصطحاب الزوجات، تتبادل الزوجات الأحاديث التليفونية، تغدق اللسوشيال ميديا، الرسائل النسائية المغلفة بعلامات التعجب، كل رجل جلس علي كرسي الاعتراف، من قبل زوجته، عن سر تلك الحفلة، البعض توقع أنها ستكون بها قرارات سرية او مجرد استفتاء يخص المدينة، والآخر تمنى ان تكون خطه لاباده الزوجات والتخلص منهم، ثارت ثورة غيرة وحقد من بعضهم، من ذوي المناصب الرفيعة، جاء المساء تتزين القاهره كعادتها في كل حفل يقام على أرضها، نجم الحفل هو المغني الامريكي الجنسيه دونالد، والراقصه المثيره جنيفر دوث، تأنق الرجال بالملابس الرسمية، كل منهم تفنن في ذلك، البعض ارتدى حلته الذهبية والاخر الفضيه، الذهبيه لاصحاب السلطة والقضية لرجال الاعمال، فتحت ابواب القصر التاسعة مساء، تدخل السيارات الفارهة، من باب القصر والأخرى من باب باركينج مطار السيارة الطائرة ، يقوم باستقبالهم رئيس الوزراء، السيد ثروت مسنود، الذي رحب بالجميع، بطريقته المعهوده، الانحناء واعطاء كل فرد ورده ذهبية، تبدأ مراسم الحفل، يعلن الحرس عن قدوم الرئيس ، ينحني الجميع أمامه، يحيهم من خلف غرفته المضاده للرصاص، موسيقي كلاسيكية، الخمور بكل انواعها، غرف لتعاطي المخدرات، اطعمه من كل بلدان العالم، يخرج فجأه من الابواب الموصده، بعض الفتيات الصاخبات الجمال، يرتدين الملابس المثيره” ينتشرن بالمكان،لتقديم كل ما لذ وطاب، ضحكات رجوليه فقط تتعالي بالمكان، تقف الموسيقي، صوت المذياع؛ احب ان ارحب بكم اليوم، اعلم مدي الاعباء التي توضع علي كاهلكم؛ لذا فضلت ان اجمعكم دون زوجاتكم، حتي تهدأ نفوسكم قليلا من المشاحنات، ولتمرح عقولكم الليله دون اي قيود، استمتعوا بوقتكم، تعود الموسيقي لكنها لم تكن كلاسيكية هذه المره، اطفأت الانوار، تسطع المغنيه الأمريكية ، علي سماء المسرح لتقوم بحركاتها المثيره ورقصها السريع الايقاع، الجميع مشدود، لها،بينما تغلق ابواب القصر ولا احد يشعر بذلك، تنتهي فقرتها وتعود الاضأه، صوت المذياع مره اخري، يتحدث الرئيس من جديد؛ اليوم جمعتكم لأمر بغايه الأهميه، أرجو ان تتفهموا ما يحدث، اننا علي مشارف حرب، ليست جسديه بل عقليه، الجميع سيخضع لفحص عقلي، من سيتخطى هذا الاختبار سيستمر معي ومن سيرسب سيطرد من المدينة، انتم النخبة ، الاختبار سيشمل، الصحة العقلية، مدي قواه الفكرية، أفكاره الحديثة التي ستفيد البلد، ارجو من الجميع تحضير حاله، ستقام الاختبارات الآن، يتبادل الحضور النظارات المستكره، لماذا لم يصدر بيان بذلك، ما سر عنصر المفاجأة، همهمات واحاديث خافتة الصوت، يفتح باب كبير ويخرج منه شخص يرتدي بالطو ابيض وبيده بايب يدخنه رائحة المخدرات تنبعث منه، يتحدث بصوت عال، ارجو ان تنصفوا صفا واحدا، ولنبدأ برجال السلطة، اصحاب البدل الذهبية ، يدخل الرجال واحدا تلو الآخر، لا يستطيع واحدا منهم الفرار او الاعتراض والا قتل بالحال، فتلك قوانين السلطة التشريعية، اشرقت الشمس ولازالت الاختبارات مستمرة، حتي انتهي آخر فرد منهم ، رحل الجميع علي ان تعلن النتائج نهاية الاسبوع القادم، الجميع ينتظر من سيبقى ، من سيرحل، تعود الرئيس ان يحتفظ بالتوايغ وابعاد اي عنصر ضعيف عن مجال الاعمال والسياسة والمال، لكن هذه المره مختلفه، هو اختبارات شامل للجميع ،لا استثناءات ، تصفيه شامله ، يجلس الجميع علي أعصابه ، بعض الرجال كاد ان يقتل أحدهما من شدة القلق ، سادت حالة من التوتر ، الي ان جاء ميعاد النتائج. علي شاشات العرض الكبيرة التي تملأ الشوارع .. نعلن عن المرفوضين .. عليهم أن يغادروا القاهرة خلال يومين والا مباح قتلهم وسرقتهم .. أصابهم الجنون من الرجال والنساء حالة ذعر ببعض المنازل .. يجمعون أشيائهم الثمينة .. ما ثقل ثمنه وخف وزنه .. منهم من غادر بالفعل ومنهم من اعترض وثار وكان القتل من نصيبه .. هدأت الاحوال بعد ان استقر كل شخص بمكانه .. بيان من رئيس الجمهورية، يذاع على الشاشات الضخمة بالشوارع؛ اليوم اعلن ان جمهوريتنا القاهرية خاليه من اي عقول رثة لا تجيد التفكير والابداع .. سنزيد الإنتاج .. لن يعوقنا شيء .. سأمنح كل اختراع جديد حق التنفيذ .. ساساند الوجوه الجديدة .. ولكن اولا اود ان أمنح الجميع غدا يوم اجازة للراحة ثم نعود للعمل بنشاط وقوه . بينما على أطراف البلدة كان يتوعد




لهم الكثير .. من فر كالكلب الأجرب وترك كل شيء ورأه .. ومن قتل وفرت زوجته وأبنائه .. مشردين على أبواب القاهرة .. لا مال ولا طعام .. تاركين كل شيء خلفهم .. الحقد ملء القلوب . . والعقول في حالة غليان .. ستنجم عنها بركان ثورة بلشيفية جديدة .. تجمع الكثيرون وأقاموا لهم منعزل عن الناس يخططون فيه كيف القضاء على الحكم الظالم، يريدون العودة لمنازلهم وأملاكهم التي نهبت من قبل السلطة .. تعاون معهم الكثير من المشردين بجنوب القاهرة والهاربين وتجار السوق السوداء لجلب أسلحة لهم .. خططوا لدخول القاهره ليلا وقتل الحاكم ورجاله .. والسطو على السلطة .. تدخل بعض الجهات الخارجية ومعاونتهم ومدها بأسلحة وذخائر … اختيار الوقت المناسب كان من اهم العوامل لنجاح المهمة ..فجر القاهرة .. هدوء يعم المكان الجميع يغط في نوم وغفلة .. بعد حفل صاخب والجميع يعلم ما يحدث بالحفلات من شرب الممنوعات والكحوليات .. هجوم عنيف على المدينة بالسيارات الطائرة من الجو والمدرعات من الارض ، كسر الحواجز والبوابات العالية الصماء .. قذائف تهدم الأسوار والبيوت .. فزع ورعب يعج بالمكان .. الاطفال تصرخ .. الحراس يجلبون أسلحتهم للمقاومة .. دخل الرجال القصر الملكي .. ابادة جماعية لكل من يقف بوجههم . خلال ساعات تم السيطرة علي المدينة وقتل الحاكم باعوانه .. أصبحت مقاليد الحكم بأيديهم .. بعد ان هدأت القاهرة، واستقرت الامور، يرن الهاتف بمكتب الرئيس؛ مكالمه من الخارج. لقد امددناكم بكل ما طلبتم جاء وقت تنفيذ الجزء الخاص بكم .. سنقوم بالهجوم غدا .. أغلق الخط . هناك من ينتقم؛ ليس لكرامته .. لكن طمعه وجشعه وحب السلطة والمال .. الاطماع البشرية الزائلة .. باع الوطن بأبخس ثمن . بوضح النهار سماع أصوات طائرات تحلق بالسماء ومدرعات وبعض طلقات نارية .. الجميع يتحدثون بلغة أجنبية .. أحتلال قوي اجنبيه؛ نتيجة طبيعية بعد الضعف الذي ساد البلد، يجلس على كرسي الحكم والابتسامه علي وجهه ترسم علامة النصر .. نهب وسرقه .. لكن ما يهمه منصبه . هكذا تضيع الأوطان من الخونة. 




؛——————–.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock