عاممقالات

حكاية شارع الفجالة “من الفجل للكتب ثم السيراميك”


حكاية شارع الفجالة "من الفجل للكتب ثم السيراميك"









كتب/خطاب معوض خطاب





حكاية شارع الفجالة حكاية عجيبة، بداية نوضح أنه شارع الفجالة سابقا الشهير بشارع كامل صدقي حاليا، وهو واحد من أشهر شوارع القاهرة، وقديما كان الشارع مقصدا لهواة القراءة الذين يأتونه من كل مكان لشراء كتب كبار الكتاب والأدباء، حيث كانت تنتشر به العديد من المكتبات الكبرى مثل: مكتبة مصر، ومكتبة غريب، والمؤسسة العربية الحديثة التي كانت تشتهر بإصدار سلاسل مصرية من روايات الجيب، ثم أصبح الشارع قبلة الباحثين عن الأدوات المدرسية في بداية كل عام دراسي ثم مع الوقت أصبح قبلة للباحثين عن السيراميك والأدوات الصحية.

حكاية شارع الفجالة "من الفجل للكتب ثم السيراميك"
حكاية شارع الفجالة حكاية قديمة، فالفجالة اسم أطلق على الشارع والمنطقة الواقع بها لأن هذه المنطقة كانت عبارة عن أرض زراعية يتم زراعتها بالخضر وخصوصا الفجل، كما قيل إن هذه المنطقة كانت مقرا لتجار الفجل القادمين من مناكق أخرى، فاشتهرت المنطقة بهذا الإسم لذلك، وبعد تطوير القاهرة تتطورت هذه المنطقة ، فقد سار بها الترام القادم من العتبة الخضراء قاصدا العباسية، وكانت هذه المنطقة قديما تمتلئ بالقصور ويعيش بها المصريون جميعا _مسلمين ومسيحيين ويهود_ على اختلاف عقائدهم الدينية في جو من التسامح والمحبة، حتى بدأت هجرة اليهود من مصر، فبقيت المحبة بين مسلمي ومسيحيي الفجالة حاليا.
حكاية شارع الفجالة تستحق أن تروى لأنها تعبر عن التغيير الذي لحق بمصر كلها ونقلها من حال إلى حال، فبعد أن كان الشارع معروفا بأنه شارع المكتبات وقبلة هواة الثقافة والأدب الباحثين عن ما يروي ظمأهم من مختلف أنواع الكتب الموجودة بمكتبات الفجالة، تغير الحال وأصبح الشارع حاليا قبلة الباحثين عن السيراميك والأدوات الصحية، حيث تغيرت الدنيا وتبدلت الأحوال وأصبح شارع الثقافة والقراءة في مصر مقرا لمحلات بيع السيراميك والأدوات الصحية، وكادت المكتبات المتخصصة في بيع كتب التراث والكتب الأدبية تنقرض، والآن هذه المكتبات للأسف أصبحت تعد على أصابع اليد الواحدة، أما باقى المكتبات فقد تحولت لبيع الأدوات المكتبية أو غيرت نشاطها لتجارة الأدوات الصحية تمشيا مع السوق والبحث عن تجارة رائجة.
حكاية شارع الفجالة "من الفجل للكتب ثم السيراميك"
وكامل صدقي باشا المسمى الشارع باسمه حاليا كان محاميا معروفا وتولى منصب نقيب المحامين مرتين في الفترة من منتصف الثلاثينيات حتى أوائل الأربعينيات من القرن العشرين، وكامل صدقي هو مؤسس صندوق معاشات المحامين، كما أنه كان أحد الساعين لإصدار قانون حصانة المحامي والذي صدر بعد تركه النقابة بفترة.


إقرأ أيضا
خبايا وأسرار حول علاقة الجن بالإنسان

حكاية شارع الفجالة "من الفجل للكتب ثم السيراميك"
وهكذا كانت حكاية شارع الفجالة وما حدث له من تغيير رمزا لحكاية مصر نفسها ودليلا على التغيير الذي حدث لشعب كان حريصا على القراءة والثقافة في يوم ما أكثر من حرصه على تناول الطعام والشراب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock