أدم وحواءعام

حتما سنلتقي

حتما سنلتقي
بقلم /د.نشوي كمال 
منذ أن تجاوزنا السنين وافترقنا عن ماضينا الجميل وضحكاتنا الحلوه وفقدنا من فقدنا في طريق الموت والفراق والتنازل والهوان ، تمر بنا أعمارنا كالحلم هو حلم مكتمل ولكن لماذا كلما أتت مسافة السعاده والحب ورؤية وجوه أحبائنا وأبائنا استيقظنا ، لماذا دوما نستيقظ عند اللقطه الجميله فلا تكتمل ، نستيقظ عندما تغمرنا السعاده لكننا كنا نأمل أن يكتمل الحلم وتكتمل الحياه الهادئه ،دوما في( الحلم) نستيقظ قبل أن يأتي من ننتظر ، قبل أن نحتوي من نحب ، قبل أن نشبع ممن رحلوا عن عالمنا ، دوما نستيقظ وقد سحبت منا ورقة الإمتحان دون أن ننهي الإجابات أو حتي نتذكر ما راجعناه ، هكذا الحياه حلم حتما سيكتمل لكل منا وتكون نهايته سحب ورقة الحياه ، فهل أتقن كل منا الحياه بداخل حلمه وأتقن عمله ونقى قلبه وأسدي جميله هكذا الحياه ( حلم ) ما إجتمعنا فيها إلا لنفترق ، وبعد أن أفترقنا (حتما سنجتمع ) فهذا حقا هو الفراق الحتمي وهذا حقا هو الجمع الحق ، هكذا الحياه نجتهد من أجل حلم جميل وحياه مرتبه نمشي في طريقنا للسعاده وفي اللقطة التي نظن فيها إكتمال السعاده ، تأتي المعاناه ،الصعوبات ، الفراق ، الصدمات ، الهوان ، التنازلات ، وجع القلوب ، فتنقطع خيوط السعاده إما بفراق حبيب أو موت عزيز ، بأرق لذيذ أو جهد مضني ، بهوان أو خيانه ، بتنازل أو إستسلام ، بمرض أو فشل ، فمهما وصلنا لدرجه لا بأس بها من الراحه والطمأنينة نقترب من السعاده ، يأتي سيف ليقطع علينا صفحات السعاده ولو بقليل من الحزن والقلق ، ليخبرنا جميعا برسالة محفوره في أذهان كل بني البشر ، أننا مهما وصلنا إلي درجه من السعاده فإنها ليست السعاده الأبديه ولا الحقيقيه ، ونسمع جملة تتردد في آذاننا جميعا ، صبرا فهذه ليست السعاده الحقيقيه الدائمه ولا هذه حياتنا الأبديه ، ولا هذه بيوتنا أو قصورنا الأبديه ، ليست هذه منتهي آمالنا ولا قمة لذتنا ، ولا حياة قلوبنا ولا نعيم أجسادنا ، هناك حياه أبديه تنتظر كل منا ، التي حتما بها سنلتقي مهما إفترقنا سنلتقي ، فليكن كل جهدنا في هذا العبور الكريم وهذه الحياه العابره أن نجتهد لنلتقي جميعا بإذن ورحمة ورضا الله في الجنه 
ايات قرأن عظيم تختصر حياه وإن طالت الي مئه عام حتما ستنتهي ونعود جميعا “وإن إلي ربك الرجعي ” وتلفظ أفواهنا وقلوبنا “يا ليتني قدمت لحياتي ” 
فليعيد كل منا ترتيب أولوياته أهي الحياه الدنيويه أم الأبديه 
أهي السعاده الوقتيه أم الطمأنينه القادمه
اللذه الوقتيه أم النعيم الدائم 
الفناء الحتمي أم الشباب الدائم 
الدنيا وما فيها أم رؤية وجه ربنا الكريم 
ظل الدنيا الراحل أم ظل من لا ظل إلا ظله 
فلنحسن فيما نحن فيه حتي ننعم بما هو يستحق منا الإحسان لأننا (حتما سنلتقي) 

رئيس قسم المرأة والطفل بمجلة سحر الحياه / داليا طه

إقرأ أيضا  المناسب والغير مناسب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock