عاممقالات

ماذا يسبب الصراخ في وجه الطفل الرضيع؟

ماذا يسبب الصراخ في وجه الطفل الرضيع؟

كتبت: ملك محروس

الطفل كائن أسفنجي

الأطفال هبة الله على الارض، تلك الكائنات الشفافة شديدة التأثر بكل ما يحدث حولها سواء بالإيجاب أو السلب، فكثرت المقالات والدراسات حول تقديم كل ما هو مفيد وجديد للطفل،ولكن هل أدركنا يوما أننا نؤذيهم بطريقة شبة يومية دون أن ندرى، بتلك العادة السيئة التي تفشت بنا نحن الكبار فأثرت على الطفل ومازال ذلك التأثير ممتد حتى يكبر! وأخص بالطفل هنا الطفل الرضيع،إنه الصراخ، ففي ظل متاعب الحياة وضغوطها، تتوالد داخلنا طاقات غضب تصدر منا على هيئة صراخ، وبالفعل ليس هناك اضعف من الرضيع كي نوجه فيه كل ذلك الغضب، فالسؤال الأن:هل يتأثر الرضيع بذلك؟! أم إنه طفل ولا يعي شيء مما يحدث أو مما يدار حوله؟
بالطبع نعم، هو يعي ويتأثر ليس تأثرا عاديا بل قد يمتد عمق ذلك إلى اعماق نفسه وفي مستقبله أيضا، فهو كأسفنجة تتشرب كل ما يقابلها وتحتفظ به داخلها.


ماذا يسبب الصراخ في وجه الطفل الرضيع؟


*تأثير الصراخ على الطفل الرضيع

حينما يصرخ أحد من الكبار وخاصة الأم بصفتها أكثر المرافقين له،في وجه الطفل بصفة متكررة، ينشا داخل الطفل شعور دائم بان ذلك هو رد الفعل تجاه أي سلوك يفعله، ولأنه رد فعل غير مرحب به من قبل الرضيع، فهو يفقد الثقة في نفسه، ولم يحاول إبداء أي فعل ويصاب بالتردد ويجعله ذلك مستقبلا أنسانا مهزوزا فاقد الثقة في نفسه وفيمن حوله، مما يضعف ذلك من تركيزه وبالتالي يؤثر على مستواه الدراسي ، وقد يتحول إلى إنسان عدواني، وقد يمتدد الأمر ليتحول في النهاية إلى انهيار عصبي!

*ما دور الأم كي تتفادى تلك المشكلة؟

لا بد أن تكون الأم أكثر وعيا، حين يخطأ الطفل فالصراخ ليس هو الحل، عليها أن تدرك تماما أن الطفل يستوعب تلك الأوامر والتعليمات بنبرة هادئة، وكلما تعالت حدة الصوت عليه، قل تركيزه واستجابته، وعليها ايضا أن تكون قدوة له فالطفل يتعلم بالملاحظة فكل ما أرادت الأم تعليمه شيئا؛ عليها أن تفعله أمامه وتعتاد عليه، ومن الضروري أن تدرك تماما أن الطفل لا ذنب له فيما تواجه من ضغوطات وصعوبات، عليها أن تتمالك أعصابها وأن تستعيد هدوئها فورا إذا شعرت بانها ستغضب وتصرخ فيه لسبب ما، وذلك ما يتوجب عليها فعله وكذلك هو دور الأب أيضا وكل من يتعامل مع الرضع.
ماذا يسبب الصراخ في وجه الطفل الرضيع؟

إقرأ أيضا
شجار الوالدين يضر بالصحة العقليه للطفل

إذن علي كل من يتعامل مع الأطفال أن يضعهم في خانة عدم المساس بأي سوء-وإن كان يحدث ذلك مننا دون قصد كما أشرت في هذا المقال – فهم مسؤولية كبيرة علينا، فعلينا معرفة كل ما يؤذيهم لنتجنبه وكل ما ينفعهم لنفعله، وإن وصل الأمر لدراسة كل ذلك من أجل سلامة أبنائنا ، ولكي ننتج جيل سوي بعيد عن أي أمراض نفسية، لا بد أن نراعيهم ونزرع بهم كل ينفعهم، فإن أحسنت زراعة تلك النبتة طرحت ثمرة نافعة ناضجة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock