أدم وحواءعام

“الغيرة و انعكاساتها ” هل هي سمة حسنة أم مرض مزمن ؟

"الغيرة و انعكاساتها " هل هي سمة حسنة أم مرض مزمن ؟
إعداد : المحامي بشار الحريري

الغيرة هي إحدى المشاعر الإنسانية الداخلية الكامنة في اللاشعور و لا يعرف أي منا متى تستيقظ و تنشط
و من المستحيل الإتفاق على وضع تعريف محدد لها رغم المحاولات التي لا تحصى لوضع تعريف لها أوتحديد توضيح لهذه المشاعر الإنسانية …

فالغيرة تفسر على أنها غريزة فطرية و انفعال مركب مزيج من حب التملك والشعور بالغضب زرعها الله سبحانه و تعالى في النفس البشرية .. 
وهي طاقة كامنة كما اسلفت لا نشعر بوجودها و لا بقوة فعلها حتى تنفجر … 
و هي كغيرها من المشاعر الإنسانية إذا زادت عن حدها المعقول و الذي هو مجهول و لم يمكن من تحديده بشكل مسبق تحولت إلى مرض نفسي يتطلب عدم السكوت عنه والعمل على العلاج من آثاره و مضاعفاته …

الغيرة مرتبطة بحب التملك ! حيث لا يرغب أي أحد منا بأن يشاركه أي مخلوق آخر فيما يشعر أنه يتملكه و بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الإنسانية ….
فالحبيب يرفض بشكل قاطع أن يشاركه أي كان في محبوبته ..
و الزوجة يستحيل أن تتقبل أن تشاركها أي إمرأة أخرى في زوجها…
و الحبيبة كذلك بالنسبة لحبيبها .. 
بالنسبة لهم هذا الشخص هو ملك ملكية مطلقة ممنوع مجرد الإقتراب منه .. و في حال تم ذلك يتطلب إخاذ إجراءات مضادة ….



"الغيرة و انعكاساتها " هل هي سمة حسنة أم مرض مزمن ؟

إقرأ المزيد  للحفاظ على اسرتك من الانهيار أرفض بعض طلبات زوجتك


الغيرة لا يرتبط ظهورها بعمر معين عند الإنسان ..

فهي موجودة حتى عند الطفل الرضيع فهو يغضب لو رأى أمه مجرد تحمل طفلا آخر أو ترضع طفلا غيره و يبدأ بالصراخ و البكاء بشدة لأنه باللاشعور يعتبر أن هذه المرأة التي هي أمه هي ملك شخصي له….

ويظهر هذا جليا في تصرفات الطفل الأول فأبواه هم ملك له وحده و هذا الزائر الجديد إلا متطفل لينتزعها منه و ينتزع منه المجد وقد تصل ردة فعل الطفل إلى درجة إيذاء شقيقه الجديد لا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الطفل غير مميز ولا يستطيع التحكم بمشاعره …

و الغيرة عند النساء أشد منها عند الرجال باعتبارها عاطفية بطبيعتها و تكون العواقب كبيرة كونها تتصرف استنادا لهذه العاطفة بعيدا عن التفكير … 

فإذا كانت النزعة إيجابية نقول أن الغيرة محمودة أما إذا كانت سلبية نقول عنها غيرة مذمومة وكما يقول المثل : إذا زاد الشيء عن حده قلب إلى ضده … 
فالغيرة التي تدفع الإنسان إلى تطوير نفسه و الرقي بها ليسهم في تطوير مجتمعه فهي محمودة ..
أما الغيرة التي تدفع بصاحبها إلى التخريب و تجاوز كل ما هو منهي عنه فهي غيرة مذمومة …
فالغيرة دافع كغيرها من الدوافع التي جبل عليها الإنسان علينا دفعها نحو الرقي و التطور ..

"الغيرة و انعكاساتها " هل هي سمة حسنة أم مرض مزمن ؟

فعندما نرى الناجحين في دراستهم و في أعمالهم ومع أسرهم علينا أن نوظف غيرتنا المحمودة لنكون مثلهم 
ولا نكون نحن كمن يحاول تدمير نموذج راق فقط لأننا لا نملك مثلها ..
لا تهاجم الشخص الناجح بل حاول أن ترتقي لتصل إلى نجاحه بل تتجاوزه في ذلك بجدك واجتهادك
أيضا على الزوجة أن تحافظ على زوجها و أن تكون له ما يريد فيكون لها وحدها بدلا من أن تتحامل على كل النساء اللاتي يراهن في حياته اليومية و بفعلها هذا ينعكس على سعادة زوجها !! .

ادرس/ي و اجتهد لتحصل على تقدير أعلى من زميل دراستك المتفوق .. ولا تعمل على أن تحرفه عن طريق التفوق ليتراجع في مستواه الدراسي ليكون أقل منك !! 
نجد أن الغيرة إما أن ترتقي بصاحبها و تدفعه إلى التميز و العكس صحيح !
لذلك علينا الدفع قدما بالغيرة المحمودة لترتقي أنفسنا فيها و نحقق النجاح و التطور على الصعيد الشخصي للمساهمة في تنمية المجتمع والارتقاء به نحو التقدم و هذا ما يسهم في كبح جماح الغيرة المذمومة الغير محمودة و الحد منها ومن تأثيراتها ونتائجها السلبية الهدامة.
….

إقرأ أيضا   زواج الصالونات بين مؤيد ومعارض

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock