كتبت
علا السنجري
ولد في فبراير ١٩٥٨، يشاء الله أن يكون نفس شهر وفاته في ٢٠١٥ ، ٥٧ عاما قضاها في رحلة طويلة في عشق المسرح . ترك المحاماة لحبه للفن ، مارس الغناء لمدة عشرون عاما. البداية كانت على مسرح الجامعة ، في فريق مسرح كلية حقوق جامعة القاهرة ، في هذه الفرقة ضمت شباب موهوب ، من بينهم خالد صالح رحمه الله ، وخالد الصاوي، كونوا فرقة مسرحية مستقلة أسموها “فرقة الحركة المسرحية”.
ممدوح مداح ” مداح الفن ” انضم للفرقة مع الكثير من النجوم ، منهم على سبيل المثال لا الحصر خالد الصاوي وخالد صالح وصبري فواز ومحمد هنيدي والسيناريست سيد فؤاد ، قدموا مع الفرقة العديد من العروض من بينهم العشرة الطيبة ونجم وإمام.
ممدوح مداح “مداح الفن” ، لم يكن فقط ممثل في فرقة الحركة بل كان شاعرها وملحنها ومطربها الأول ، كما أسس فرقة موسيقية كانت تقوم بأداء وعزف كل الأغاني التي كان يكتبها ويلحنها يغنيها وكان من بين افرد تلك الفرق عازف العود “احمد خلف” ، ولحب ممدوح في المسرح كان يرفض العديد من العروض للتمثيل في السينما او التلفزيون إذا تزامنت مع بروفات عمل مسرحي يشترك فيه، وربما كان هذا هو السبب في تأجيل انطلاقته. بالإضافة إلى مشاركته في مسرحية “اللعب في الدماغ” بمشاركة النجم الراحل خالد صالح، وخالد الصاوي. كذلك مسرحية “الميلاد” من تأليف وإخراج الفنان خالد الصاوي، وتم عرضها عام ١٩٩٧، إضافة إلى مشاركته في فيلم “عبود على الحدود”، وفيلم “الحب مسرحية من 3 فصول”، مسرحية “حكيم عيون”.
للمزيد
كما شارك في العديد من الأعمال التي شكلت علامة مميزة في حياته الفنية، منها: “يا أنا يا خالتي، والساحر، والريس عمر حرب، ودكان شحاتة، وكلمني شكرًا”، ولكن كان الأفضل بالنسبة له “حين ميسرة” الذي قدم خلاله أغنية “قل أعوذ من الشيطان” والتي حققت نجاحًا كبيرًا وقتها، كما قدم أغنية “المسحراتي”، التي قال عنها: “أثناء تواجدي في افتتاح الدورة الثانية للمهرجان القومي للمسرح مع خالد الصاوي اقترب منا المخرج خالد يوسف وطلب مني أن أقدم أغنية المسحراتي في فيلمه الجديد حين ميسرة، الذي يدور جزء من أحداثه في رمضان .
إقرأ أيضا
” وحد الله فى قلبك يا لمبى دة انتو سارقين قاتلين شاربين نايمين مع بعض ” ، تلك الجملة الشهيرة من فيلم “الناظر” ، كانت أول ظهور كان للممثل الراحل ممدوح مداح ، لكن نجاح العبارة وانتشارها بين جمهور الفيلم لم يحقق الكثير لصاحبها ، ظل ممدوح مداح بعيداً عن الدائرة المضيئة لسنوات عدة تالية حتى ظهر بقوة في فيلم “حين ميسرة” مع المخرج خالد يوسف مجسداً شخصية “عبد السميع الأعرج” متغنيا بكلماته وألحانه .
ممدوح مداح رحل وهو يصور مشاهد شخصية “بنهاوي” في مسلسل “مولانا العاشق” ، عاش طويلا بلا أدوار، ومات وهو له مسلسل سيعرض في رمضان ٢٠١٥ ، كان أقرب للصوفية في تعامله مع الفن ، شارك في “أهل كايرو” و”خاتم سليمان” و “على كف عفريت” ، “فرعون” و” 9 جامعة الدول العربية”، أخر أعماله التلفزيونية المعروضة قبل وفاته فكان مسلسل “دهشة” مع يحيى الفخراني .
ممدوح مداح موهبة رحلت دون استغلالها كما ينبغى ، كان راضيا عن ما حقق موثقا هذا الرضا في الأبيات التالية : “هاتموت إذا حان الأجل.. وهييجي من بعدك ولد.. ها تبخر الدار ضحكته.. وإن يلتقيك مرمي على حد الزمن.. هيعدي ويقول غنوته.. يا مصرنا يا أمنا اطمني وفضي السكات.. كل الحكاية كان هنا واحد نداله الموت فمات”.