عاممقالات

الخيول المملوكية



كتب . طارق المصرى 


كانت الخيول المملوكية تنقسم ثلاثة أنواع رئيسية – النوع الأول : الخيول العربية و كانت أنفسها و أغلاها قيمة ، مطلوبة للسباق و للحاق و كان مصدرها بلاد الحجاز ، نجد ، اليمن ، الشام ، العراق ، مصر و برقة – النوع الثاني تُركي أو أعجمي و كانت تسمى بالهماليج أو ” الأكاديش ” مرغوبة لصَبرها على السير الحثيث و سُرعة المَشي – النوع الثالث : فكان مُولد بين العربية و الأعجمية ،




 فإذا كان الأب أعجمياً و الأم عربية قيل له ” هجين ” و هي وَسط بين النوعين السابقين ، أما النوع الأخير فقد كان الخيول الإفرنجية و هي أفشل الأنواع و أرخصها ثمناً و لا يقبل عليها أحد.

و قد كانت الخيول العربية نفسها تنقسم إلى عدة أنساب ، الحجازي أشرفها ، النجدي أيمنها ، المِصري أفرهها و الغربي أنسلها ، و عندما تَرد إلى السوق خيول مؤصلة فإنها تُعرض على السلطان ، حيث كان السلاطين مُهتمين جداً باقتناء أنفس الأنواع و أنقى الأنساب ، 


و قد كان السلطان الناصر مُحمد بن قلاوون شغوفاً بجلب الخيول العربية، و بسببها بالغ في إكرام آل مهنا و آل فضل المُتخصصين في إحضارها له ، و لم يكن يبخل بأي ثمن ، حتى أتته العرب بأجود الأنواع ، 


و لم تبن طائفة إلا قادت إليه عناق خيلها ، و أفرد لها دفاتر تسجل أنساب الخيل كما تسجل أنساب الآدميين ، و عندما مات ترك خلفه ما يقرب من ثمانية آلاف فرس في اصطبلاته ، أما السلطان برقوق ، الذي هدد تيمورلنك بخيوله البرقية العربية فقد خَلف وراءه ستة آلاف فرس حيث كان اقتناء الخيول و الاهتمام بها مظهراً من مظاهر القوة و الجاه ، و لا عجب في ذلك فقد قام النظام المملوكي على دعامتين أساسيتين ، هُما : الفارس و الفرس .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock