مقالات

“الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية” في خبر كان

 


إيناس رمضان

منذ قليل كنت أتابع مواقع التواصل الاجتماعي وقمت بالتعليق على بوست كتبه أحد الأصدقاء وعبرت عن رأي الذي كان يخالفه وخشية أن يؤثر ذلك على علاقتنا أضافت “أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية”.

ولكن بعد ذلك وجدتني أكرر على مسامعي تلك العبارة عدة مرات وكأنني في انتظار صوت خفي ينبثق من الخلاء ليؤكد لي صحة هذه المقولة ولكن ظللت أنتظر الإجابة دون مجيب.

وبعد دقائق معدودة تملكني الحزن فقد أدركت أنها أصبحت ضمن الشعارات الزائفة التي تتردد وتدوي في الفضاء بلا هوية والتي سئمت من سماعها فقد أصبحت من ضمن مسببات التلوث السمعي لي.

والحقيقة أن الأختلاف في الرأي أصبح يفسد للود كل القضايا بل وصار الأختلاف هو جوهر الخلاف
وسبب رئيسي للقطيعة بعد أن فقدنا العديد من أسس الحوار التي تعتمد على تقبل الرأي والرأي الآخر والالتزام بآدابه والسماح لكل فرد بالتعبير عن قناعاته بحرية دون قيود أو خوف من حدوث خلاف نتيجة الخلط الغاشم بين الشخص وآرائه.

لذا كن حريصا فكم من علاقات دمرت نتيجة اختلاف الآراء وتمسك كل طرف برأيه دون مراعاة الآخر وأصبح السائد إن لم أكن معك فأنا ضدك
فحل الكره والبغيضة محل الود بين البشر.
-فالإختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء – كما قال غاندي.

لذا احرص على تواجد قنوات تواصل وينابيع حب بينك وبين الآخرين فالإختلاف الراقي له بريق ومتعة ودعنا نتفق دون خلاف أن ثقافة الأختلاف موجودة منذ بداية الخلق فلولا بزوغ الفجر ما انقشعت ظلمة الليل.

فمن حقي أن أخالفك الرأي بكل احترام لشخصك دون تجريح ولكن هيهات فقد أبحرت ثقافة الحوار في بحر الظلمات دون عودة ………..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock