مقالات

تجاذب الأرواح حياة

العلاقة بين البشر تعد لغزا من ألغاز الطبيعة

كتبت إيناس رمضان

كثيرا ما أتساءل لماذا ننجذب لشخص ما عند الحديث إليه وإن كان هذا الحديث عبر الهاتف وهل كان الشاعر بشار بن برد محقا حين قال ” أن الأذن تعشق قبل العين أحيانا “
ولماذا نشعر بالارتياح عند الحديث مع بعض الأشخاص من اللقاء الأول وينتابك شعور أنك تعرفهم منذ زمن وقد تبوح النفس بما تختزنه من مشاعر بلا حرج ولماذا نشعر تجاه آخرين بمشاعر الألفة والحميمية دون أن نجد تفسيرا واضحا لذلك وقد تعجب روحك روح إنسان آخر فالأرواح لها قدرة عجيبة على التخاطر وهنا أتذكر حديث رسول الله (صل الله عليه وسلم) :
«الأرواح جنود مجندة.. ما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف».

 

ومما لاشك فيه أن العلاقة بين البشر تعد لغزا من ألغاز الطبيعة ولكن من المؤكد أن كل شخص يميل إلى شاكله فأصحاب القلوب الطيبة تلتقي وتأتلف من مجرد الابتسامة عند اللقاء وتتدفق بينهم مشاعر الحب بلا تكلف أو مقدمات ويحدث بينهما توافق روحاني وتتجانس الأرواح معا فيشعرون ببعضهم البعض نوع من الكيمياء مختلفة – كيمياء بشرية- قائمة على التوافق الروحي والتجانس النفسي ممزوجة بروابط وقوى تجاذب لا تعتمد على العمر ولا الجنس ولا طول العشرة أو الرفقة وإنما هي سر من أسرار العلاقات الإنسانية.


يقول مصطفى محمود رحمه الله : ( الحب ثمرة توفيق إلهي وليس ثمرة اجتهاد شخصي ، هو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر ونفوس متآلفة متراحمة بالفطرة ..) 

حتما ستجد من يحبك بلا سبب ،كما ستجد من يكرهك فلا تسألن عن السبب وستلتقي يوما بتلك الروح العابرة التي تشبهك حاملة طاقة الحب الكامنة التي تتناغم مع فكرك فتنجذب إليها وتسكن قلبك…. فالأرواح جنود مجندة.
وتذكر قول مصطفى العقاد : ( نحن لا نحب حين نختار، ولا نختار حين نحب ، إننا مع القضاء والقدر حين نولد، وحين نحب، وحين نموت ).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock