عاممقالات

ثَــورة عــلـىَ أنـفُـسـنـا



“ثَــورة عــلـىَ أنـفُـسـنـا”
  بـقـلـم/ نــجــلاء الــراوي

ثَورَة ٢٥ ينَاير .. كَم كَانتْ عَظيمةٌ رَغم إختلَاف الآراَءِ حَولِها . فَهُناک مَن شَاركَ في الثَورَة دِفاعاً عَن الحُرية وَللبَحثِ عَن حَقهِ وَحُقوقَ الآخَرين ، وهُنَاك مَن ثارَ بِدوُنِ حَق ، بَل ثارَ ليأخُذ حَق الآخَرين والبَلد بأكمَلِها ويُسَاعِد فىِ تقسِميهَا وفقَ مُخطَاطَات أُثبِتتْ بالدَليلِ الدَامغِ ،، لكِنَ أغلَب مَن شَارَكُوا في ثَورَة ينَاير بَعيدِينَ كُلَ البُعدِ عَن أى مُخطَاطَات ، شَاركُوا علىَ أملِ بِناء مِصر الحَديثة التىِ يتُوَافر فيهَا العَيش والحُرية والعدَالة للجَميع ، وهَذا حَسب رأييّ المُتواضِع ، لَكِنى كَثيراً أُفَكِر هَل كُنَّا نَحتَاج ثَورَة ضِد الحَاكِم أم كَان يَجب أن تَكُون علىَ أنفُسنا ؟! بمعنىَ أنهُ كَان يَجب أن نُشَارِك جَميعاً فىِ ثَورة علىَ أنفُسِنا أولاً .. فَمن المَنطِقى أن تَكون صَالِح حتىَ تُصلِح مَن حولِك ، كلٌ فىِ موقعِه مَسئوُل ، ليسَ المَسئوَل وَحدهُ عَن الإصلاَحِ الرئاسة وَ الوزَارَات وَحِدِها ، لكن الكُل فىِ مَوقعِه ، فالطَبيب والمُهندِس والمُدَرس والتاَجر وجَميع فِئات المُجتمع يجبْ أن نترَصد أنفُسنا ونُحَاسبهَا ، وكلٌٍ فى موقعِه يفىِ حقهُ لاَ ينتقِصْ من حَق الآخريينْ ، وغنينا يرحم فقيرنا ونتكاَفل جميعاً كلٌ يُخلصْ فىِ عَمله ، فيَجب قَبل أن تقوم ثورة علىَ الحكاَم أن تكون هُناك ثوُرة علىَ كُل فاَسِد فىِ مَوقعِه ، يَجب أن نَثوُر وَنكشِف كُل مسئوُل يَستغِل مَنصِبهُ وَيترَبح مِنهُ .. يَجب أن نَثوُر علىَ كُل مُدعىِ المَشيخة ، وماَ أكثرِهم وماَ أبشَع فَتواَهم التىِ تَفوُحُ بخُببث نوَايها لإحداَثِ الفتن وشَق نَسيجُ الوَطن ، وماَ أخطَر هَذهُ الفِئة بَينُنا فَهىِ تهدْ ولاَ تَبنىِ بَل ساَعدتْ الإرهاَب القَبيح الذىِ لاَ يَعرِف دينْ ، هَل اوُلئكَ حقاً مُسلمينْ؟ أم أن هَؤلاء الفِئة المُستَشيخة ومُتبعِيها مِن المُغيبين و الإرهَابين هُم حقاً عَدو للإسلاَم وَيتفننجواْ بالإساءةِ لهُ .. مَثلُ هَؤلاء ماَ هُم سوىَ مُرتَزقة بَاعواْ إسلاَمِهم وَ وطَنِهم مِن أجلِ تَنفيذ أچِندَات .. هَؤلاء فَسَدة وفَسادِهم أشَدُ شَراسة ويَجِب القَضاء علىَ اولَئِك المُستَشيخِين ، يَجِب أن نَثور ونَكشِف وَنتصَدىَ لكُل فاَسِد يترَبح ، وكُل مَن تسَبب فىِ مُعانَاة للموَاطِن .. ثَورة علىَ الفسَاد بِجَميع أشكَالهِ .. علىَ المُرتَشى الذىِ يَسرِق حَق الآخرِين ويُعطِيهُ لمَن لاَ يَستحِق وعلىَ الراشىِ ايضاً ِالذىِ يستَبيح حَق غَيره ، والطَبيب المُهمِل والمُهندِس الفاَسد و المُعلِم الذىِ لا يَرعىَ اللّٰه فىِ ثِماَر المُستَقبل فأصبَح الطَالب يعنىِ لهُ سَبُوبة ولُقمة عيش ، وأنتهىَ عَصر المُعلِم الذىِ كاَد أن يكُون رَسوُل في يومٍ مِن الأياَم .. ثَورة علىَ الطاَلب نَفسِه الذىِ يأخُذ مِن الغِش وَسيلة للحصُول علىَ النجَاح ويخرُج لنا حَاملىِ شهَادات هىَ فىِ حقيقتهَا والعَدم سَواء ، الأولىَ بِهم الحَقاهِم لصفوُف مَحوُ الأُمية وَكُل مِن حَامِلى هذهِ الشهَادة يُصبُح قُنبلة مَوُقُوتة فىِ مَوقعِه هوَ فىِ الأصل غَشَاش والمَبدأ بدَاخله وَمَن غَشَ مَرة يَغِش آلاَف المرَات ويُصبِح فىِ مَوقعِه غَير كُفؤ ، الجَميعُ يَجب أن يَكوُن مَسئول .. حتىَ رَب الأُسرة مَسئول عَن تَربية أبناَئه بالطَريقة الصَحيحة التىِ تُنشئ أبناَء مَسئوُلون فىِ موَاقعِهم مُستقبَلاً والأُم كَذلِك ، فَالمرئي لنَا أنهُ قَد تعددَت أشكَال الفسَاد وَموَاقعه التي يَجب أن نتصدىَ لها وإن كَانت أجهزةُ الدَولة بدأتْ في التصَدي لهُ فَيجب أن نتكَاتف مَعها ، فالثَورة سلسلة طَويلة مِن الإصلاَحَات مُتصِلة الحلَقَات .. بدَايةً مِن الأُسرة مُروراً بِكل فِئات المُجتمَع إنتهاءً بالحَاكِم ، عِندمَا نَجتمع علىَ رَفضِ كُل أشكَال الفسَاد التىِ تَهدِم وَلا تَبنىِ .. حتماً سنَصِل إلىَ نتَائِج مُثمِرة وَمُجتمَعٍ سَليم .، والأهَم هوَ الوصُول للهدَف الأساسي مِن الثُورات وهوَ العيشُ والحُرية والعدَالة .. الإصلاحُ يكُون مِن أسفَل إذا تمعننَّا النَظرُ جَيداً سَنَجدُ أنفُسِنا جُزءٌ مِن مُشكِلة الدَولة ، بَعضُنا يتخلىَ عَن مَسئوليَاته وبَعضُنا لاَ يُريد بِناء الدَولة ولَكِن يُريد بِناء مصَالحهُ هوَ حتىَ لَو علىَ أنقاَض الدَولة وَقِمة الإشمِئزاز مِن اولئِك أصحاب الفِكر غَير المَنطقى الذينَ يُريدونَ هَدمِ دَولة ومُؤسسَاتها والقضَاء عَليها مِن أجل أشخَاص، اولئِك مَرضىَ يشمَتون فىِ الأحدَاث التيِ تُصيب الوطَن وتُدمي لهَا القُلوب .. حتىَ يُثبتُوا صِحةُ أفكَارهم المَريضة لكي يحققُون أغرَاضِهم الدَنيئة .. الدوَل لا تُبنىَ بالمُنازَعَات والمصَالِح الشَخصِية ، بَل تُبنىَ بشعُوبِها بأتحَادِهم والعَمل والاصرَار علىَ البنَاءِ والتقَدُم وإحترَام القَانُون .. والقَاعِدة الأولىَ للبِنَاء هيَ الإنتمَاء وَحُبِ الوطَن .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock