عاممقالات

فى زمن الكورونا …أحكام وفتاوى شهر رمضان

الصوم فى زمن الكورونا

كتبت / غادة عبدالله

يفصلنا القليل عن بداية شهر رمضان المبارك، وهذا العام يمر العالم بأكبر أزمة تهدد البشرية وهو تفشى فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) ، الذى أصاب أكثر من مليون شخص وقاربت أعداد الوفيات لـ60 ألفًا، ويتسأل الكثير من المسلمين حول مصير صيام شهر رمضان خاصة مع الأخبار المتداولة بضرورة ألا يجف الحلق مع ضرورة شرب السوائل كإجراء وقائى للحد من انتشار الفيروس.

 

-وقد ورد عن دار الأفتاء المصرية بأن الصيام أمر واضح فهو واجب على الإنسان البالغ العاقل إلا فى حال وجود عذر شرعى، فمثلا المرأة الحائض، أو المريض الذي لا يستطيع أن يصم فيجوز له الإفطار، فإن استطاع أن يقضي بعد رمضان قضى، وإن دام مرضه بأن كان مرضه مزمنًا وجب عليه أن يخرج الفدية، وهي إطعام مسكين عن كل يوم.

 

 

وقد إصدرت مجالس الفتاوى في الوطن العربي، أحكاماً شرعية، وردت على الأسئلة المحيرة بشأن صيام شهر رمضان المبارك، وفي ظل انتشار فيروس كورونا المستجد ( كوفيد19) في العالم.

 

 

– فتوى الصيام في ظل وباء كورونا

 

أحكام الصيام في هذه الظروف التي يمر بها العالم من انتشار وباء كورونا المستجد ، حيث حثَّت الفتوى فى ذلك على أن الأصحاء من المسلمين عليهم اغتنام فرصة الصيام؛ كما بيَّن مجلس الافتاء الشرعى حكم الرخص بالنسبة للمرضى ومن بينهم مرضى كورونا المستجد، ولذلك امتثالاً لقول الله سبحانه وتعالى:… “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا …” سورة البقرة، آية رقم: 184، وأشار المجلس إلى أنَّ الأطباء هم من يحققون المناط في هذا الأمر وحالة المريض إذا كانت تسمح ام لا .

 

 

فى زمن الكورونا ...أحكام وفتاوى شهر رمضان
فى زمن الكورونا …أحكام وفتاوى شهر رمضان

 

– فتوى صلاة التراويح مع جائحة فيروس كورونا

 

ورداً على سؤال حول حكم صلاة التراويح وهل الأفضل أن تكون في المسجد أو في البيت؟ أفتى مجلس الإفتاء الشرعي، بجواز الصلاة في البيت وذلك لما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم :”أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة” رواه البخاري ومسلم، نبهوا على ألا تعطل في المساجد، لكن مع ذلك لا يصل الأمر إلى أن تكون صلاتها في المساجد فرض كفاية، وإنَّما هي من باب الأفضل والأولى.

 

 

فى زمن الكورونا ...أحكام وفتاوى شهر رمضان
فى زمن الكورونا …أحكام وفتاوى شهر رمضان

 

فتوى زكاة شهر رمضان

 

نصت فتاوى مجلس الإفتاء الشرعي على أفضلية تعجيل الزكاة لمساعدة الناس على قضاء حوائجهم الشديدة والمستعجلة، في هذه الجائحة.

 

 

-حكم الصيام في ظل الحجر المنزلي بسبب فيروس كورونا

 

أجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أنه لا يجوز للمسلم أن يُفطِرَ رمضان إلَّا إذا قرَّر الأطباء وثبت علميًّا أن الصِّيام سيجعله عرضةً للإصابة والهلاك بفيروس كُورونا، وهو أمر لم يثبت علميًّا حتى هذه اللحظة.

 

 

وقد يثور هنا تساؤل ألا وهو: هل من الأمور الوقائية كون الفم رطبًا دائما حتى لا يُصاب الشَّخص بعدوى فيروس كورونا المستجد؟

 

 

واستناداً إلى ما جاء عبر الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية عبر موقعها: «من المهم شرب الماء للحفاظ على مستوى الرطوبة في الجسم مما يحفظ الصحة العامة، ولكن لا يقي شرب الماء من العدوى بمرض كوفيد – 19».

 

-إعلان مفتي السعودية عن صلاة التراويح والعيد في المنازل إذا استمرت جائحة كورونا في البلاد

 

أفتى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي عام السعودية، الجمعة، بإقامة صلاة التراويح و”العيد” في البيوت، إذا استمر وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). جاءت فتوى آل الشيخ، أنه “بالنسبة لصلاة التراويح فإن الناس يصلونها في بيوتهم في شهر رمضان لهذا العام لتعذر إقامتها في المساجد بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجهات المختصة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد”.

وعن صلاة العيد في البيوت، فقال مفتي السعودية، إنه “إذا استمر الوضع القائم ولم تمكن إقامتها في المصليات والمساجد المخصصة لها فإنها تصلى في البيوت بدون خطبة بعدها، وسبق صدور فتوى من اللجنة الدائمة للفتوى جاء فيها (ومن فاتته صلاة العيد وأحب قضاءها استُحب له ذلك فيصليها على صفتها من دون خطبة بعدها)”.

 

 

كيف سيؤثر فيروس كورونا على صوم شهر رمضان

 

أيدت جميع دور الفتاوى في العالم الإسلامي، ما أصدرته منظمة الصحة العالمية إرشادات خاصة تُعنى بالقيام “بممارسات رمضانية آمنة في سياق جائحة كوفيد-19” على أهمية منع أي تجمعات مرتبطة بشهر رمضان، مثل تلك التي تحدث في الولائم والأسواق والأماكن الترفيهية، والتعويض عنها ببدائل افتراضية مثل التلفزيون والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. وإذا سُمح بإقامة تجمع في رمضان فيُنصح بإقامته في أماكن مفتوحة أو أماكن مغلقة فيها تهوية كافية، مع تقصير مدة الفعالية بأكبر قدر ممكن.
وأشارت المنظمة إلى إمكانية تزويد أماكن التجمعات بعروض مرئية للتذكير بآداب السعال والعطس ورسائل عامة عن الوقاية من المرض.

 

 

فى زمن الكورونا ...أحكام وفتاوى شهر رمضان
فى زمن الكورونا …أحكام وفتاوى شهر رمضان

 

هل إخراج الدم لأجل التحليل يفطر الصائم

 

أجمع العلماء من دور الفتاوى في الوطن العربي أن سحب الدم ليس من المفطرات فهو لا يفطر الصائم وجائز في رمضان أثناء وقت الصيام، فعبادة الله يسر لا عسر، فدين الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال وليس فيه ظلم للبشرية.

 

 

فى زمن الكورونا ...أحكام وفتاوى شهر رمضان
فى زمن الكورونا …أحكام وفتاوى شهر رمضان

 

 

وكانت دار الإفتاء المصرية قالت عبر موقعها الإلكترونى :”إذا توافرت في الإنسان الشروط التالية وجب عليه صوم رمضان:

 

1 – الإسلام، وهو شرط عام للخطاب بفروع الشريعة.

 

2 – البلوغ، ولا تكليف إلا به؛ لأن الغرض من التكليف هو الامتثال، وذلك بالإدراك والقدرة على الفعل، والصبا والطفولة عجز، ونص الفقهاء على أنه يؤمر به الصبي لسبعٍ – كالصلاة – إن أطاقه.

 

3 – العقل؛ إذ لا فائدة من توجه الخطاب دونه، فلا يجب الصوم على مجنون إلا إذا أثم بزوال عقله، في شراب أو غيره، ويلزمه قضاؤه بعد الإفاقة.

 

4 – القدرة على الصوم، وتتحقق القدرة على الصوم بما يلي:

أ- الصِّحَّة، فلا يجب صوم رمضان على المريض ومَنْ في معناه مِمَّن تلحقه مَشَقَّة فوق استطاعته.

ب- الإقامة، فلا يجب الصوم على الْمُسَافر.

ج- عدم المانع شرعًا، فلا يجب الصوم على الحائض والنُّفَساء.

واتفق الأئمة الأربعة على أن صوم رمضان واجب على كل مسلم، بالغ، عاقل، طاهر من حيض أو نفاس، مقيم، قادر على الصوم.

 

 

كما قالت دار الإفتاء المصرية:“يجب على المسلم أن يكون مراقبًا لله في كل حركاته، وأن يبتعد عن كل ما يغضب الله من قولٍ أو عملٍ، وعليه أن يديم تلاوة القرآن والاستغفار، وأن يعامل الآخرين معاملةً طيبة، فلا فُحش ولا صَخَب، وإن امرؤٌ خاصمه أو شاتمه فليقل: “إني صائم” إرضاءً لله تعالى، كما يجب على المسلم القادر أن يعطف على الفقراء والمساكين بإخراج زكاة الفطر التي هي طهرةٌ للصائم…والله سبحانه وتعالى أعلم”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock