شعر وحكايات

قصة قصيرة – مجرد إنسان-

بقلم مهندسة دعاء الشعراوي

جلس عاطف يستظل تحت الشجرة ويفكر في نفس الموضوع الفلسفي الوجودي الذي يشغل باله منذ فترة .

هل قيمة الانسان تتحدد من ما يملكه ام من كونه إنسان كرمه الله جل علاه من فوق سبع سماوات.

فأنت كإنسان خُلق مُكرم من فوق سبع سماوات كإمتداد لنسل سيدنا أدم عليه السلام أبو البشر جميعاً.

ولكن الان الوضع أختلف كثيراً فاحترام الانسان للانسان أضحي مرتبط بما يملكه الطرف الاخر سواء كان فتاة او ولد من ماديات.

فكلنا نعلم ان لون البشرة ودين الانسان ووالديه شئ لم يختاره الانسان فلما نعامله بنائاً عليهما!

لما العنصرية وانت دوماً تفضل الافضل في الشكل والمنصب

فنحن دائما كإنسان مخيرين في كل طريق نسير فيه قبل اختيار الخطوة التالية لمسيرة حياتنا القصيرة .

والمفترض أنك تختار الافضل لنفسك دائماً !

لذا لا عزاء للشعارات الرنانة !

أنت تشجع جزء من العنصرية شئت أم أبيت

تذكر عاطف الكثير من تلك المواقف المؤثرة التي تركت أثراً عميقاً داخل نفسه .حدثت له وللكثير من المقربين له في العائلة وزملاء الدراسة والعمل.

تذكر عاطف في جلسته تلك حياة سوسن صديقة أخته

فهذه الفتاة نشأت في أسرة بسيطة الحال غلب علي تكوين شخصيتها أختيارين أما أنت تكون متواضعة وراضية بالقليل الذي تملك وتسعي جاهد لتغير ذلك الوضع بالعلم والعمل

أو حاقدة علي البشر الذين يملكون ما تريد وتظل كما هي بدون أي سلاح تقاتل به فقرها تحقد علي كل من يملك ما تريد من حسب وإرث وعائلة ذات نسب عالي مشرف

نعم فالعلم سلاح والعمل سلاح لتقتل فقر العقل وقصر ذات اليد.

فهذا حال سوسن لذا أُعجب بطريقة تفكيرها السوية عندما كانت أخته نجاة تسأله عن رأيه فيها.

وقرر أن يتقدم لخطبتها لتكون له عون في تلك الحياة الشاقة.

وتبني معه أسرة سوية تسير علي الدرب في السراء والضراء .

فهوا كحال معظم شباب ذلك البلد العربي مازال في حاجة لتكوين ذاته حتي يستقل بحياته ويقدر علي الانفاق علي أسرة وتكوين أسرته الخاصة.

ولكن تلك النجاة كانت اسم على غير مسمي فإذا بها تخبر سوسن عن عاطف كأنه بطل مغزار يهزم الاشرار ويملك الكون كله!

فأخبرت المسكينة سوسن عن شقق سكنية كثيرة يملكها ذالك العاطف!

وعن أراضي ملكه يرغب في بناء فيلا عليها!

وعن الكثير من الاموال يملك وعن رغد عيش هو فيه!

فكما يُقال تلك النجاة كانت نجاة كاذبة وخادعة ولا تُسمي صديقة ولا تنتمي الي الصداقة بصلة الا صداقة السوء إن صح التعبير!

لذا بعد أن عرضت ذلك البحر الكاذب من الاوهام علي تلك السوسن

وافقت سوسن علي موعد للرؤية الشرعية

فإذا بها تقابل ذلك العاطف في منزلها مع أسرتها المكونة من أمها أبيها.

ولكن الصدمة كلما سألته عن سؤال كانت إجابته مغايرة لما ذكرت أخته تلك النجاة الغير صادقة

فهو لا يملك اي مسكن للزوجية ولا عمل ثابت ولا شي فقط عمل مؤقت و ينوي تأجير شقة في العاصمة ليتخذها كمسكن للزوجية!

وهنا صُدمت سوسن فإذا بها تمر بمنعطف غير محبب لها فهي تريد أرض ثابته علي تبدأ منها لا أرض مهتزة قد تكون سبب في هلاكها.

فهي رأت كذب من أدعت صداقتها ورأت بساطة حال من جاء طالب زواجها

فرفضت ذلك خوفاُ من مستقبل غامض تخشي السير فيه كبحر رمال متحركة

هكذا جاء الرد لعاطف من والد سوسن

لذا جلس عاطف تحت شجرته الحبيبة للبكاء علي أطلال حياة تمناها .

نقم بشدة علي أخته بسبب كذبها علي سوسن .فهي صنعت لها بحر من الاوهام كان السبب الرأيسي في رفض الخطبة.

فلماذا رفض؟ هل لانه كإنسان لا يملك الكثير من تلك الماديات التي تقوم عليها الحياة !

ولكن لديه أمال وطموحات عريضة

فهنا وقفة مع النفس يا عاطف

هل تلك الامال والطموحات فقط تقدر علي إعالة أسرة!

يجب أن تسعي لتنفيذها في أرض الواقع

وتذكر إيضا صديقه الذي رفضته فتاة طلبها للزواج.وذلك لانه كان بسيط الهيئة غير مليح الوجه!

وكأنه هو من خلق نفسه!

ولكن شرعاً هذا مقبول ولا يندرج تحت العنصرية في شئ .

فالرضا والقبول بشريك الحياة هو الاساس الذي يقوم عليه الزواج شرعاً لذلك جُعلت الخُطبة ليتعرف كل شخص علي شريكه .

ثم نقطة ومن اول السطر .

فإذا رضي كلاهما بالاخر تُكلل تلك الخُطبة بمراسم الزواج السعيد

ويبدأ عصفوري الحب في إنشاء عُش خاص بهما

وتسير بهم الحياة علي السراء والضراء كعهد أبدي وُثق منذ زمن.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock