شعر وحكايات

جواد أبو حمدان “أوكتيفيا “هي نتاج فكري نشأ ليضيء بعضاً من النور في واقعٍٍٍٍ عمه السواد

إعداد وحوار/ ريمه السعد

القراءة تصنع إنساناً كاملاً ، والمشورة تصنع إنساناً مستعداً ، والكتابة تصنع إنساناً دقيقاً “فرانسيس بيكون”

والكتابة هي أرقى فنون التعبير وأدومها ،حوارنا اليوم مع الكاتب الصاعد الشاب “جواد أبو حمدان” لنتعرف عليه وعلى روايته “أوكتيفيا “التي ابصرت النور منذ أيام عن دار البلد للنشر والطباعة والتوزيع 

نبارك لك هذا الانجاز العظيم ونتمنى لك مزيدا من الإبداعات في عالم الكتابة 

بداية نعرف القراء على الشاب الكاتب جواد

أشكركِ كثيراً أستاذة ريمة و بارك الله بك، فهذا اللقاء بيننا يجعلني أفتخر بأن هناك من يرد الصدى لعبق الكلمات و يقدر ألق القلم و تعابيره أكرر شكري لحضرتكِ …

أنا أحمل الجنسية السورية و من مواليد محافظة السويداء سنة ١٩٨٨

نشأت في قريةٍ ريفيةٍ جميلة اسمها حبران هذه القرية التي تحمل في هوائها النقي قيمة الحياة التشاركية و الإنسانية و هذا الشيء ليس بالغريب عن الأرياف البسيطة التي هي دائما تنبض بالمحبة و التواضع و الألفة الحقيقية .

التحصيل العلمي حائز على الشهادة الثانوية في فرعها الأدبي سنة ٢٠٠٦ و لم أكمل مسيرتي التعلمية لأن نداء الواجب تجاه أسرتي و تجاه لقمة العيش الكريمة حال دون ذلك و لكني لازلت إلى الآن مؤمنا في دور العلم لأنه نور الحضارات و شعلتها نحو التقدم و الازدهار و هذا ما شكل لي دافعا حقيقيا بأن أبرز لجيل الشباب و للمجتمع بشكل عام بأن النجاح الحقيقي يأتي في زرع بذور المحبة و السيرة العطرة عبر التمسك بالأخلاق و المضي قدما نحو بناء مجتمعا متماسكا كُل عبر موقعه من الحياة فمن وجهة نظري إن أي إنسان يتقن مهنته و يقدم خدمة للإنسانية و للآخرين بمحبة و تواضع هو أكبر نجاح للحياة فمهما كانت المسميات الوظيفية من فلاح أو عامل بناء أو مهندس و طبيب كلنا في قالب واحد نسير بمنهجية المحبة محبة الحياة والسعي لتطورها كي نكون جسراً متينا للأجيال من بعدنا ..

باختصار أنا اطمح لأكون إنساناً، فالنجاح بالإنسانية هو أعظم إنجاز بالنسبة لي على الصعيد الشخصي ،و أنا راضٍ تماماً بما أنا عليه فأحيانا أن نترك ابتسامة عبر عمل إنساني قد يضاهي أكبر الشهادات و أعظمها ..

ما الذي دفعك لخوض مجال الكتابة ؟ وحدثنا عن رواياتك أوكتيفيا بشكل موجز عن ماذا تتحدث؟

الكتابة هي لغة الحياة العابرة لفضاءات النفس البشرية بكل هواجسها، كلنا نتوه بطيف مشاعرنا لنكون من تلك المشاعر مزيجا ملموسا عبر صفحات بيضاء نعكرها بالحبر، تلك الصفحات صبغتنا الشخصية تحمل أحلامنا أفكارنا هواجسنا فهذا التعبير موجود لدى الجميع و لكن القضية هي من تجعل لصدى تلك الصفحات أهمية و من هنا ولدت أوكتيفيا روايتي الأولى فهي نتاج فكري قد نشأ ليضيء بعضا من النور في واقعٍ عمه السواد لعل القلوب الصماء تسمع صوت الحق الأول للبشرية و هو الحب الذي هو ابن المحبة الخالصة ، لأن الحب بيننا يجعلنا نشعر بعبق الحياة المتكاملة من حولنا ….

ما الفئة العمرية التي تستهدفها رواياتك ؟

لأن روايتي تلخص قيمة الحب الحقيقة و لم أقصد هنا بالحب العذري الذي نسب للرجل و المرأة بل قصدت مفهوم حب الحياة فعندما نعامل كل شيء من حولنا بطاقة الحب سيثمر لنا ورودا و ياسمين ، لذلك عملي الأدبي هذا يناسب كافة الأعمار و لكي يصل بسهولة للفئة الشابة قد تفننت في الحبكة و ادخلت عليها شيئا من الخيال و الحبكة الأسطورية، فدائما الاهتمام بميول الفئة الشابة أمرٌ مهم لأن هذا الجيل هو من سيبني الحياة من بعدنا لذا حاولت أن اضيء لهم الدرب لعلهم ينيرون لنا المستقبل بقناديل المحبة عبر خصالها النادرة من عطف و مودة و مساواة وان يضعوا لنا قدما على درب الحضارة ….

كيف ترى نفسك في المستقبل وماهي طموحاتك؟

بصراحة لم اطرح على نفسي هذا السؤال من قبل، جميلٌ أن يكون لنا هدفا نسعى له و لكن كلي يقين بأن من يتمسك بإنسانيته عبر العمل و الاجتهاد و التضحية في سبيل مساعدة الغير سيكون مستقبله مثمرا فلا خوف على قلوب أنارت قناديل المحبة أن تنطفئ شعلتها …

و بالنسبة للطموح أطمح أن أكون فاعلا في هذه الحياة وأن أترك بصمة فيها فالمجتمعات المتحضرة يقوم أفرادها على المضي قدما بهذه الحياة نحو التطور و التقدم لذلك نرى حياتهم في تفوق مستمر فلتكن تلك طموحاتي و طموحات هذا الجيل لعلنا نبشر بمستقبل أفضل من حياتنا الحاضرة فإنسان الحاضر هو من يصنع المستقبل و أنا كلي ايمانا بأن من يحمل لواء العلم سيصل إلى مبتغاه فهذا الأمر من المسلمات للعيون التي تبصر الحياة عبر بصيرتها و نور قلوبها …

من خلال موقعنا ما النصيحة التي تقدمها للقارئ وخاصة الجيل الصاعد في زمن التكنولوجية ؟

نصيحتي لهذا الجيل أن يراقبوا أفكارهم و يصوبوها نحو الخدمة دائما، خدمة الإنسانية و المجتمع فمن يقدم و يهب تهبه الحياة ومن يتمسك بأصالته الشخصية سيكون مشعا بنور يبدد ظلام الطريق أمامه، فبناء المجتمعات ينتج عبر بناء هذا الإنسان فينا ، فلتكن رسالتهم للحياة عظيمة ليصنعوا لأنفسهم حياة تجعلهم في منأى عن كافة مظاهر العبثية و اللامبالاة ..

و من الجميل أن نتملك كافة وسائل الحياة المتطورة من تكنولوجيا و تقدم علمي و لكن هذا لا يعني بأننا قد امتلكنا الحياة التي نصبو إليها فما نفع التطور العلمي و التقني في حياتنا اذا ما أضعنا الإنسان فيها ، فالقضية هي الإنسان دائما لذا عليهم الموازنة بين هذا التقدم الخطير و بين تطوير ذواتهم بالعلم و المعرفة و لم اقصد بالابتعاد عن تلك الوسائل فهذه الوسائل أصبحت حاجة ضرورية و لكن أن يتركوا لأنفسهم قليلا من الوقت لكي يطوروها فالروتين هو داء المجتمعات و الوعي في استخدام تلك الوسائل عبر التوازن و التنظيم …

و هناك كلمة أخيرة أوجها عبر منبرك الكريم لجيل الشباب عندما تقتني زهرة كي تحافظ عليها عليك أن تسقيها ،و إن أردت لزهرة روحك أن تنمو بشكل سليم عليك بالكتاب فالكتاب هو القيمة الحقيقة و مع كل كتاب نقرأه نحن نضيف لأرواحنا قيما و تجارب جديدة ، لذا دور الكتاب يبقى العلامة الفارقة في مجتمعاتنا فوراء كل كتاب خبرة و تجربة و وراء كل خبرة و تجربة خطوة نحو الأمام ..

دمت بخير أستاذة ريمة و هذا الحوار الغني لا يمل منه و كل الشكر لكِ و لقامتك التي نفتخر بها و بعطاءاتها المستمرة ، لأن منبر الإعلام ركن مهم في تنمية المجتمعات و الإضاءة عليها بنور مختلف .

اقرأ المزيد د.عجاج سليم” الدراما العربية الآن تمارس دور الحكواتي وتساهم في تخدير الشعوب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock