حياة الفنانين

“محمد هباش “الفن انعكاس للواقع فكلما كان جميلاً ينتج فناً جميلاً.. والواقع الآن للأسف رديء

محمد هباش اسم كبير في عالم الإبداع الموسيقي

قدمت أكثر من ثلاثين عمل موسيقا تصويرية لمسلسلات عربية بدأ مشواري بالمسلسل السوري أبو البنات

الحقيقة الآن يذوب إسم الملحن و الكاتب مع الأغنية ليظهر اسم المغني فقط

الإذاعات العربية و التلفزيونات ليس لها وجود في هذا الزمان الرديء للأسف

أسعد لحظات حياتي في أولادي عندما أراهم مجتمعين حولي

محمد هباش اسم كبير في عالم الإبداع الموسيقي ، هو ملحن من طراز خاص لحن للعديد من المطربين الذين أصبحوا علامات في دنيا الغناء.
فهو صاحب الأغنية الملتزمة والتأليف الموسيقي.
ترعرع في عائلة فنية ودرس الموسيقا في المعهد العربي في دمشق وكان عمره 6 سنوات. وبدأ طريقه إلى الاحتراف عندما بدأ بتسجيل مجموعة من الأغاني في البرنامج الشهير” إفتح يا سمسم” مع الملحن الكبير” حسين نازك”، وتلازم ذلك مع بدء تأسيس فرقة العاشقين الفلسطينية
محمد هباش حائز على الجائرة الذهبية للفيلم الموسيقي A1  وحصل على الجائزة الذهبية في مهرجان الأغنية السورية

إن ضيفي لا نراه كثيرا في المنابر الإعلامية لأنه يبدع بصمت ،لكننا نعرف جيدا العديد من أعماله، كما أنه رافق أجمل ذكريات الكثير من الأجيال بفضل حضوره وغنائه .

أجرت الحوار / د.لطيفة القاضي

إخراج / ريما السعد

كيف يقدم نفسه محمد هباش؟

أنا بكل بساطة محمد هباش مؤلف وموزع موسيقي فلسطيني مازلت أحاول أن أقدم ما يليق بقضيتنا الفلسطينية العادلة.

ما هي المعوقات التي تعرضت لها أثناء مسيرتك الفنية،و من الذي ساندك لتخطي كل صعوباتك للوصول إلى ما وصلت له الآن؟

حقيقة الأمر أنا لم يكن هناك أي معوقات في طريقي الفني في الصغر لقد درست الموسيقا في دمشق و بمساندة كبيرة من الفنان صلحي الوادي الذي كان مؤسس المعهد العربي للموسيقا و من خلال إصرار أبي و أخوتي على أن أدرس الموسيقا تابعت دراستي، و كما تعرفين فأنا من أسرة فنية ( عائلة هباش )كانت من المؤسسين لفرقة العاشقين و من خلال عملي بالفرقة تعرفت على الموسيقار الفلسطيني الكبير حسين نازك الذي أسس العاشقين و عملت معاه من طفولتي ببرامج مثل افتح ياسمسم الى أن أصبحت شابا و بدأت أشق طريقي بنفسي. إلا أن المعوقات بدأت بالظهور عند محاولتي إعادة ترميم العاشقين لكن هناك أناس شرفاء و قفوا معي ومازالو يقدمون وهنا أقدم الشكر للاخ مالك ملحم رجل الأعمال الفلسطيني الذي ساهم ويساهم في إرجاع صوت العاشقين.

هل محمد الهباش راضً عن مشوارك الفني أم تشعر بأنك ظلمت؟

أنا لست راضيا ١٠٠/١٠٠ عن أعمالي لكن أحيانا الظروف تلعب دوراً كبيراً في إرضاء نفسي لكن كل فنان يرى نفسه أنه يستطيع أن يقدم أكثر و بالنسبة للظلم أنا لا اعتقد أني قد ظلمت لكن أحيانا تظلم بعض أغنياتي في ترويجها للجمهور.

ما رأيكم بالأغاني التي تسمي بأغاني المهرجانات؟

في كل الأزمنة في الشارع الفني العربي كانت تمر موجة أغاني نحن نسميها الطقطوقة والآن أصبح اسمها أغاني المهرجانات على كلًّ هي ليست سيئة إذا حافظت على مستوى الكلمات وإن كانت قديما كلمات الطقطوقة ليست بالمستوى الجيد.

كيف يكون للموسيقى دور بنشر المحبة؟

الموسيقا لغة عالمية تجمع شعوب الأرض فهي لغة مفهومة للجميع لكن أحيانا توجد موسيقا الحق والتي تُحارب كل الكارهين لاستقلال الشعوب فهي تضج في أذانهم و لا يرونها أنها موسيقا العدل و السلام و المحبة.

ماذا تقول في خلوتك مع الله؟

كل إنسان يكون في لحظة صدق مع نفسه يرى أن الله الحق هو رحيمٌ و غفور و يحب السلام لجميع البشر أنا لا استطيع النوم دون قراءة آيات من القرأن الكريم هذا يشعرني براحة كبيرة

من يعجبك من الملحنين فى الجيل الحالي ،ومن يعجبك من المطربين الحاليين ؟

الحقيقة الآن يذوب إسم الملحن و الكاتب مع الأغنية ليظهر اسم المغني فقط فأنا لا أحفظ كثيرا من الأسماء للأسف و هناك الكثير من المطربين الذين لمعوا و حافظوا على نقاء الأغنية على سبيل الذكر هناك محمد عساف الذي هو صديقي، و وائل كفوري، وغيرهم من الفنانين الملتزمين لطفي بوشناق، و صابر الرباعي، و المطربات هناك أصالة نصري و عملنا سوية بطفولتنا مع الأستاذ حسين نازك ببرامج الأطفال إفتح ياسمسم و سلامتك.

هل تراجعت الأغنية بشكل عام، هل الأجر المرتفع دليل نجاح المغني؟

الأزمة في وضع الأغنية ليست فقط بالعالم العربي بل و كل العالم . هناك اختلاف بالتذوق الموسيقي قد حصل والأغنية في جميع أنحاء العالم بدأت في تدوير نفسها بالمعنى كل الأغاني متشابهة و ليس موضوع الأجر المرتفع هو المشكلة  في تعويد أذن المستمع على تكرار الأغنية الهابطة.

قدمت ألحانا هامة وموسيقى تصويرية لأعمال درامية متميزة حدثنا عنها ؟

قدمت أكثر من ثلاثين عمل موسيقا تصويرية لمسلسلات عربية بدأ مشواري بالمسلسل السوري أبو البنات و مرورا بمسلسل طاش ماطاش وكثير من الأعمال للكويت و عمان وقطر
و قدمت أهم الأعمال لمسرحيات غنائية لفرقة أورنينا و فرقة أنانا و كثير من افتتاح المهرجانات الثقافية مثل اختتام حلب عاصمة الثقافة العربية و افتتاح الدوحة عاصمة الثقافة العربية و اختتام الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية وكثير الكثير من الأعمال.

هل يمكن للإذاعات والتلفزات العربية الرسمية أن تقوم بدور الحفاظ على كل ما هو خالد وأصيل في فننا العربي وخصوصا الموسيقى والغناء؟

الإذاعات العربية و التلفزيونات ليس لها وجود في هذا الزمان الرديء للأسف

برأيك أستاذ محمد الهباش ،ما هو السبيل لاستمرار القصيدة والطرب العربي الأصيل وسط هذه الموجة الكاسحة ؟

نحن الآن في موجة عارمة من الفوضى غير الخلاقة ، هنا أنا أرى أن من يستطيع أن يقدم الفن الأصيل يتابع و يتركها للجيل القادم

بماذا تفسرون هذا التباعد الذي حصل بين أغنية الأمس وأغنية اليوم؟

الفن انعكاس للواقع فكلما كان الواقع جميلا سوف ينتج فنا جميلاً والواقع الآن للأسف رديء

الفنان محمد هباش أنت عنصر مؤسس ، ومشارك لفرقة العاشقين الفلسطينية، و بعدها أسست فرقة جذور الفلسطينية ،فأصبحت من أهم مؤسسي فرقة زنوبيا ،و من هنا بدأت مسيرتك في التلحين،هل تم تقدير مجهوداتك الفنية النضالية؟

انا كنت من المشاركين للعاشقين لكن عندما توقفت “العاشقين” كان لابد من ظهور الجذور لأرشفة الانتفاضة الفلسطينية لعدم و جود فرق فنية
أما فرقة زنوبيا أنا عملت مع الأستاذ حسين نازك، و هو المؤسس لفرقة زنوبيا عملت بزنوبيا كمدير قسم الغناء و بعدها بدأت بالتأليف الموسيقي لكثير من لوحات الفرقة أما بالنسبة للتقدير أنا أرى عندما الجمهور يستمع لموسيقتي فهو أكبر تقدير

أسعد لحظاتك؟

السعادة أن يكون الإنسان متوازناً مع نفسه أما أسعد لحظات حياتي في أولادي عندما أراهم مجتمعين حولي

في ظل الأوضاع الحالية التي تعيشها فلسطين و التي أنعكست على كافة جوانب الحياة الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ، كيف لمحمد هباش ،و من هم في موقعه أن يساهموا في حماية ودعم حركة الفن و الموسيقى الفلسطينية والتي شهدت تطورا مهما على الساحة العربية و الدولية في العقد الأخير ، و ما الذي يجعل للموسيقا أهمية أكبر في ظل هذه الظروف ؟

طبعا أنا من سكان مخيم اليرموك بدمشق و بعد الدمار الذي حل بالمخيم بدأت الهجرة الثانية و ووصل بي المطاف إلى السويد و حقيقة الأمر أنا لازلت أرمم أشلائي لأعود من جديد
أنا أطلب من جميع الخيرين العرب أن يقفوا و يدعموا حركة الفن الفلسطيني لأنه بحاجة لذلك ،و من جهتي المطلوب مني ساكون فرحا بتقديمه دون مقابل لأن الفن الفلسطيني يحتاج للكثير

ما السؤال الذي كنت متوقعا أن أسأله لك ،و لم أسأله؟

ماشاءالله عليك كل الأسئلة المتوقعة و غير المتوقعة موجودة .

كلمة أخيرة ….؟

أنا اشكرك دكتورة لطيفة و أنا من متابعي كتاباتك و مقابلاتك الرائعة و الهادفة شكرا لك من أعماق قلبي.

إقرأ المزيد وفاء موصللي “كل فترة من حياتي الفنية كانت منعطفا جديدا ..

“زهير عبد الكريم ” القطاع العام كان الأنجح والأهم للدراما العربية ..وموقف القميرة من اللحظات العظيمة في حياتي الفنية

“طارق الشناوي “مبارك اهتماماته الفنية ضئيلة لكنه ليس معادياً للفن .والسينما طول عمرها

“أحمد صادق” الفن اليوم يفتقر السيناريو الجيد والشخصية التي تشبهني كانت في مسلسل ” الرقص على سلالم متحركة “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock