حياة الفنانين
” نوار لقمان بلال ” إن كانت الكتابة نزيفاًبالفعل فهي نزيف يجعلني أحيا ..الكتابة موهبتي وشغفي منذ الصغر
منحنا الله هذه الموهبة و علينا أن نغذيها كي نحصد ثمارها يوماً.
شابة موهوبة ترسم بقلمها حكايات بقلب شاعر رقيق الحس عميق الفكر فلاتملك إلا أن تكون معها وكأنك تعيش قصتها فقد ملكت كل حواسك
موهبة في طريقها إلى سلم المجد ،في العشرينات من عمرها طالبة بكلية الصيدلة ،لكنها تعشق الكتابة منذ نعومة أظفارها واستطاعت بكتاباتها أن تلامس واقع الكثيرين وتدخل قلوبهم ، شاركت في العديد من المهرجانات الكتابية ونالت جائزة مهرجان الياسمين بدمشق ،وأكثر من دفعها لتكمل طريق الكتابة والدها فهو بطلها ،الكاتبة الشابة نوار لقمان بلال ضيفة سحر الحياة.
إعداد وحوار / ريما السعد
بداية عرفنا بنفسك ؟وحدثينا عن انولاد فكرة الكتابة عندك زمنها ،سياقها،ظروفها. وماذا كتبت نوار؟
نوّار لقمان بلال ذات الثالثة و العشرين ربيعا من محافظة حمص، أدرس في كليّة الصيدلَة بجامعة القلمون الخاصّة في سَنتِي الأخيرة إن شاء الله.
أنا أكتب منذ عمر الثانية عشر..
بداية كانت محاولات طفولية ولم أكن أدري أنني أمتلك موهبة في الكتابة،
ذات يوم أمسكت معلمة اللغة العربية إحدى الأشياء التي كنت قد كتبتها.. أخبرتني أنها جميلة..
وطلبت منّي أن أتلوها على مسامع الطلاب في المدرسة.. هنا بدأت أشارك بإلقاء الكتابات البسيطة التي كنت أصنعها..
ومن ثم تعرّفتُ على المخرج المسرحي “عدنان كرم”، له كل الفضل، لقد ساعدني بالوصول والمشاركة في الكثير من المهرجانات الكتابية..
لقد نلت.ُجائزة مهرجان الياسمين بدمشق..
الأستاذ الكبير عدنان كرم.. كان صديقي وداعمي في بداية الطريق..
ولا أنسى الكاتب الكبير “محمد الحفري” الذي لازال بجانبي. ثم بدأت تدريجياً ببعض المشاركات في ميدان الأدب، مثل مهرجان “الياسمين” الأول، وحصلت فيه على جائزة المركز الأول، ثم انقطعت فترة بسبب ظروف الحرب، وبذلك عاودت النشر مجدداً في صحيفة “الأسبوع الأدبي”، وأول قصة نشرت فيها كانت بعنوان: “قصة عشر سنوات”، والثانية بعنوان: “لعلها تأتي”، ومضمونهما عن الوفاء والحب. كما شاركت أيضاً في المسابقة الأدبية في الجامعة للقصة القصيرة، وحصدت المركز الأول».
ومن التجارب الجميلة التي حققتها… اللقاء مع الإعلامي محمد نصر الله الذي استضافني إلى إذاعة دمشق ببرنامج دمشق المساء.
و لكن في الحقيقة من دفعني لأُكمل طريق الكتابة هو أبي، إنه بطلي!
بالرغم من أنه لم يُواصل تعليمه إلّا أنني أراه الأكثر علماً،
لقد شجعني كثيراً ودائماً ما كان يدفع بي نحو النجاح.
طالبة في الصيدلة ؟لماذا أحبت نوار واختارت ان تخوض مجال الكتابة من الذي شجعك ؟
رغم دخولي في مجال الصيدلة وبعده كل البعد عن الطريق الأدبي إلا أن الكتابة هي موهبتي وشغفي منذ الصغر….
ماهو ميولك للكتابة أكثر كتابة قصص او نصوص شعرية أو كتابة الروايات ؟
أميل لكتابة الروايات والقصص القصيرة….
لأن بداية أي عمل كبير يبدأ من كتابة القصة القصيرة.
مانوع الدعم الذي يحتاجه المبدع المثقف في الوقت الراهن؟
في بلادنا نفتقد للدعم…أقصد دعم المواهب الشابة…. غالباً مواهبنا تُدفن قبل تبرعمها…. نحتاج للتبني الأدبي…. للاستناد على خبرات كُتاب قديرين
نحتاج للقليل من الاهتمام من قِبلهم.
نحتاج لنشاطات ثقافية في مدارسنا… جامعاتنا… نشاطات تدعم مواهبنا بتقدير تام.
مع زمن السرعة والسوشيال ميديا لاحظنا قله من الشباب عندهم حب القراءة والاطلاع مع أننا نعرف ان القراءة هي غذاء للروح وثقافتنا تاني من القراءة مارأيك السبب ؟
لم أجد سبباً منطقيا للبعد عن القراءة…. أعتقد مواقع التواصل الاجتماعي في زمن السوشيل ميديا وقدرتنا بالحصول على أي معلومة دون بذل أي جهد.
هل تعتقدين ان الكتابة تندرج تحت مسمى الهواية أو الموهبة ؟
الكتابة من وجهة نظري هي موهبة… هدية من الله تعالى….
وربما تتولد الكتابة من كثرة القراءة….
ولكن الأساس هي الموهبة من لايمتلك موهبة لن يستطيع الوصول.
بمن تأثرت نوار من الكُتّاب ؟ ولمن تقرأين ؟ومن مثلك الأعلى؟
كتّابي المفضّلين: أثير عبدلله النشمي الكاتبة السعودية الرائعة، و أحلام مستغانمي، كذلك غيوم ميسو و حسن سامي يوسف و محمد صادق فقد قرأت له رواية هيبتا التّي سحبتني إلى عالمه أياما عديدة.. باولو كويلو.. غسان كنفاني.. حقيقةً لا استطيع الانتهاء!
أمّا عن الكتاب الذي لامسني وأعدتُ قراءته مرات متتالية فكان كتاب “فلتغفري” لأثير عبد اللّه النشمي، لقد استهوتني بكل تفاصيلها!
و غيوم ميسو بسبب أسلوبه المشوّق الذي يسحبنا للعيش بتفاصيل روايته و العيش مع شخصياتها.
حقيقة أحاول الاستفادة من جميع الأدباء و التعمق بإسلوبهم و طريقة سردهم…
ولكن أكثر من أثر بي الكاتب حسن سامي يوسف… أحاول تتبعه دائماً و التحدث إليه بين فترة وأخرى… أحارب لأخذ نقده… أتابعه على موقع الفيس بوك و متأثرة جدا بشخصه.
برأيك ماهي مقومات الكاتب الناجح ؟
مقومات الكاتب الناجح من وجهة نظري
بداية الموهبة كما ذكرت… الاسلوب البسيط البعيد عن التعقيد الجاذب لعقول و مشاعر الناس بالوقت ذاته…. أن يبتعد عن الاستهزاء بالعقل البشري أي أن تكون أفكاره تصديقها…. وأيضا أن يحمل رسالة إنسانية في توجهه.
ماهي الصعوبات التي تواجع الكتاب الشباب مؤخراً ؟وما الخطوة التي يجب أن يتخذوها لمواجهتها ؟
المشاكل التي تواجه الشباب الكتاب هي صعوبة النشر… الاجراءات المطولة لنشر أعمالهم… وكذلك التكاليف المرتفعة التي باتت مؤخراً عائق لنشر أعمال الكتاب ورقياً.
هل تحبين الكتابة لانك تريدين ارسال رسالة من خلال كتاباتك أم هي طاقة تخرج منك على هيئة كلمات؟
الكتابة وصفتها سابقاً
((بأنني أكتب…
لأن من أحببته خرج من العتبة دون أن يلتفت لقلبي… دون أن يرفع يده ويقول لي وداعاً….
لأن صديقي الذي احتضنته سنوات داخل قلبي… ذهب دون أن أحتضنه دون أن أقبل جبينه وأخبره كم كانت أيامنا سوية جميلة…
أكتب… لأن ذلك الانسان الذي صادفته مرة في طريقي كان فقط عابراً لم أستطع أن أركض نحوه وأخبره أن وجهه يشبه وجه عزيز لي قد فارق الحياة..
ولأن ذلك الذي مات بحريق دون أن يصرخ طالباً النجدة.. وذلك الذي غرق في بحره لو استطاع أن يلفظ ما حبسه في قلبه يا ترى ماذا كان سيقول؟
أكتب لأنني لا أود أن أنسى لأنني أرفض أن أشفى من ألمك… لأن معالم وجهك لازالت عالقة على كفي ولا أريد أن تختفي…
لأن هنالك إنسان بحاجة لأقول له… لقد مررت يوما بما تشعر ولا زلت على قيد الحياة فلا تقلق…
أكتب لعله يصلك يوماً.. الحب ثقيلٌ للغاية… لعله أكبر معاند في الدنيا.))
هناك مقولة تقول من يقرأ جيداً يكتب حيداً ،هل هذا صحيح ؟
هذا صحيح فالقراءة هي غذاء للموهبة….
منحنا الله هذه الموهبة و علينا أن نغذيها كي نحصد ثمارها يوماً.
ماهي طموحاتك المستقبلية سواء على الجانب الشخصي أو الأدبي ؟
أتمنى أن أكون عند حسن ظن من وثق بموهبتي.. وأن أستطيع إكمال السير بهذا الطريق حاملة رسالتي الإنسانية
وأن استطيع الوصول إلى قلوبكم وأن ألامس عقولكم بأفكاري.. فالكتابة هي الوسيلة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة.. الوسيلة الوحيدة لتتلامس القلوب… وتلتقي الأفكار.
ما أهم ما كتبته نوار والناس أحبته وكيف كانت ردود افعالن؟وماهو الاقرب لقلبك؟
من أكثر القصص التي جذبت الناس هي ( يوميات علي وناي )
ربما لأنها لامست واقع كل منهم… فالحب هو أساس الحياة وكلنا قد تعرقلنا بشخص خاطئ في حياتنا…
حقيقة ردودهم و تفاعلهم على ما كتبته و انتظارهم للمقتطفات يومياً.. رسائلهم التي كانت تصلني على بريد الصفحة معبرين عن غضبهم من علي و تعاطفهم في بعض المقتطفات كان يشعرني بالسعادة. من منظوري الكاتب الذي يستطيع أن يجعل الناس يعيشون مع شخصيات قصته فلقد ضمن نجاحها.
…..
لا أستطيع تحديد أفضل ما كتبته… كل ما أكتبه محبب لقلبي رغماً عني….
ماذا يمثل مايلي في حياة نوار؟
الحب من وجهة نظري الحالمة يتجسد بعبارتي:
(الحب فقط ياعزيزي يصنع بداخلنا كل هذا الجمال ويعكس بريقه بأعيننا..).
الحبّ هو الذي سوف يُنقذ أرواحنا من جحيم هذا العالم
فلنتبادل الحبّ قبل الكراهية..
في الحقيقة لا أستطيع إيجاد تعريف دقيق للحب..
لذلك اختصرت العديد من الاحاسيس بعبارة أنّ الحبّ ينبع من دواخلنا.. إن لم نستطع إخراجه فلقد فشلنا في العيش على هذه الارض.!
……..
أما عن الأهل…
هم أجنحة… عندما نسقط لن ينتشلنا سوى العائلة أبي أمي وإخوتي.
……
الأصدقاء… حقيقة لا أمتلك الكثير من الأصدقاء…. ولكن أشعر بالإكتفاء بمن حولي… فمن بحوزته صداقة حقيقية لا يسقط.
……
الحرب….
الحرب تصنع الأقلام….تصنع المواهب كافة….
لأنّ الشعور بالأسى والفقد والخوف يجعلك تنزفُ، و النزيف له أشكال مختلفة: النزيف كتابةً.. غناء.. وغير ذلك،
فكُلٌ منّا ينزف بطريقته الخاصّة!
الكتابة نزيف: إنني اؤمن بهذه المقولة..
ولكنّ الكتابة لم تستهلكني يوما فلطالما كنت أهرب من جميع الأشياء بالكتابة، لطالما كنت عاجزة عن إسكات ضجيج رأسي إلّا بالكتابة..
فإن كانت الكتابة نزيفا بالفعل فهي نزيف يجعلني أحيا !
إقرأ المزيد وفاء موصللي “كل فترة من حياتي الفنية كانت منعطفا جديدا ..
يوميات علي وناي ” المقتطف الأخير “
سلمى المصري “يهمني أن أقدم دورا يخدم المرأة لأنني دائما مناصرة لها