
في قطار حياتنا اليوم جرائم بشعة تهز قلوب الناس ونصرخ جميعا بلا صوت من هولها وتعكس بشكل واضح ثقافة العنف التي نعيشها في مجتمعاتنا العربية وأصبحت حياتنا كل يوم بين.قاتل ومقتول
مايحدث في هذه المحطة منافيا للفطرة الإنسانية التي فطرنا الله عليها نكاد نصاب بالجنون لأول وهلة وعند الصدمة نرفض أن نتقبل هذه الجرائم مهما كانت مبررات من ارتكبوها
كيف أصبحت الأم التي تغنينا لها !!!!
أمي يا ملاكي ياحبي الباقي للأبد
وأيضا
يا أم أنت للربيع حياة
والأم تلثم طفلها وتضمه
حرم سماوي الجمال مقدس.
وتحولت إلى كائن بلا رحمة ولا ضمير
تغتال الفطرة والأمومة والسنابل الخضراء في صحراء حياتنا
وكيف لهذه الأم التي ألقت بطفليها في النهر بقلب بارد متجردة من أمومتها وإنسانيتها أن تعيش حياتها بعد فعلتها الشنعاء؟!!!!!
أين مشاعر الأمومة؟!!!!!
و!!!!كيف لم ترحم براءتهماواحساسهما بالأمان والطمأنينة معها
أليست الأم الحضن الذي يحتمي فيه الأبناء!!!!؟
كيف أصبحت الأم وهي مصدر الأمان والحب إلى شيطان رجيم ؟!!
وكيف استطاعت هذه الأم أن تلقي بهما وقد استسلما لها فهي الحضن الآمن واليد الحانية؟!!!
ألم يرق قلبها لهذين الصغيرين ونظرات البراءة تملأ أعينهما وهي تلقي بهما في الظلام الدامس إلى النهر بلا رحمة وبكل قسوة؟!!
وكيف كان حال هذين الطفلين وهما يطيران في الهواء ويسقطان في ظلمة النهر للموت؟؟
لقد غرق الطفلان قبل السقوط في الماء من الخوف والرعب وحين أصبح الأمان وحشا يقتل البراءة وزينة الحياة
ماأقسى الحياة
وماأقسى الإنسان
حين يطفيء النور الذي نبصر به
حين يجعل الفزع عنوانا لقرة أعيننا
حين يفقد إنسانيته ويكون جنجرا يغتال إنسانيتنا التي ماتت في كل لحظه صرخ فيها هذان الطفلان اللذان غدرنا بهما
إنها النفس البشريةتحمل داخلها الجهالة والإحباط والتعنت والحقد قال تعالى:
(ونفس وماسواها وألهمها فجورها وتقواها ،)
لقد تهنا عن الطريق الصحيح وابتعدنا عن طريق السلامة والنجاة
(إذا الإيمان ضاع فلا أمان)
من يعيد إلينا الأمان؟
ومن يقنع الأبناء أن أمهاتهم الحضن والعطاء والحمايةوالرحمة
ومن ينقذ المجتمع من مصير مجهول حين تتحول الحقائق إلى أوهام كاذبة؟!!!!
ومن ينقذ أطفالا آخرين لا نستطيع حمايتهم من آباء وأمهات تجردوا من مشاعر الأبوة والأمومة التي وضعها الله فيهم واغتالونا ايضا
أغيثونا!!!!!!!
بقلم/ميرفت مهران
٢٦/١٠/٢٠٢٠
إقرأ أيضا تأملات في قطار الحياة “صرخة “