جمعية سحر الحياة

مصطفى الصباغ….يحارب السرطان بالفن التشكيلي

لم يتوقف عن الرسم منذ أصيب بالسرطان.

كتبت: دينا توفيق

شجاعة…إرادة…تحدى….تلك الكلمات يمكننى ان أصف بها “مصطفى الصباغ” الذى أصيب بورم سرطانى فى المخ….لكنه أصر على أن يتحدى مرضه بالرسم…فهو فنان تشكليى ومهندس ديكور متميز…كان عمله يحتل مساحة كبيرة فى حياته واشتهر بتصميماته الهندسية الرائعة….ربما لم يعد باستطاعته الآن الذهاب إلى العمل أو تصميم تلك الرسوم الهندسية التى كان ينفذها من قبل، لكنه وجد أنها فرصة جيدة حتى يتفرغ للرسم الذى يعشقه…فهو لم يسجن نفسه خلف قضبان الآهات والآلام والأحزان….ولم يغرق فى بحر المرض ولم يدع أمواجه تصارعه أو تغلبه…

بدأ “مصطفى” مرضه منذ حوالى سنة تقريبا وفى نفس اليوم الذى اكتشف فيه حقيقة مرضه، كان يتلقى أيضا خبر ترقيته فى عمله ثم تقدم بعدها مباشرة باستقالته….

كانت تمر عليه بعض الأوقات الصعبة التى يشعر فيها أن كل الأطباء قد تخلوا عنه ويبقى الأمل بالله وحده….

“مصطفى” متزوج منذ 11 سنة…..ولديه ولد وبنت يعشقان الرسم أيضا….وهو يشجعهما كثيرا على القيام بذلك…

أما أكثر شخصا يسانده فى محنته فهى “نادية” زوجته التى كانت دائما مؤمنة به وبفنه…ويحبها “مصطفى” حبا شديدا فيقول: انها أعظم امرأة فى العالم…رفضت أن تتخلى عنى رغم أننى طلبت منها ذلك لكنها صممت على البقاء بجانبى…وهى تخفف عنى كلما شعرت بالألم…وتشجعنى دائما على الاستمرار فى الرسم..فهو يساعدنى على إخراج الطاقة الكامنة بداخلى….

كما يشعر “مصطفى” بالطمأنينة أيضا بسبب وجود والدته دائما بجواره فهى تقف بجانبه صامدة…تسانده فى جميع امور حياته…تجدها دائما مبتسمة وراضية….لا تنام كل ليلة قبل أن تطمئن عليه….لكنها تتألم فى صمت دون أن يشعر بها أحدا…

ثم أخرج لى “مصطفى” بعض رسوماته الهندسية التى قام بتصميمها فى الماضى بشكل رائع يخطف الأنظار….وهو يعتز بها كثيرا…

ومما يلفت النظر هو كم الحب والاهتمام الذى يحيط بمصطفى فى هذه الفترة العصيبة….فهناك عدد كبير من أصدقاءه يتواجدون معه باستمرار ويزورونه تقريبا كل يوم…وينظمون الخروجات التى تخفف عنه كثيرا وقد تنسيه مرضه للحظات…فيضحك من قلبه عندما يتذكر معهم أيام الطفولة….

أما زوجته “نادية” فهى تراقبه من بعيد..وتنظر اليه نظرات كلها حب…تحاول أن تكون مبتسمة دائما لتنشر جو من البهجة فى المنزل…تطهو له بعض الأكلات التى يحبها….وتحضر له العديد من اسكتشات الرسم وأقلام الرصاص التى يستخدمها أثناء الرسم وهو جالسا فى حديقة منزله…المهم هو أن تراه سعيدا….

فى نهاية لقائى بمصطفى..قال لى بتلقائية شديدة: أنا سعيد جدا لأن هذه هى المرة الأولى التى أتحدث فيها عن نفسى…فقد اعتدت على التحدث عن عملى ورسوماتى…لكن هذه هي المرة الأولى التي أفتح قلبى فيها….

وفى النهاية غادرت هذا المنزل الملىء بالحب…وقمت بتوديع “مصطفى” على أمل أن ألقاه قريبا وتمنيت له الشفاء من هذا المرض والثبات فى تلك المحنة..

إقرأ المزيد “أنيسة حسونة “ملحمة إنسانية قهرت السرطان

“رؤى حمزة “مفاتيح الهمم الأول من نوعه في سوريا كبرنامج ينقل الصورة الإيجابية لأصحاب الهمم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock