شعر وحكاياتعام

معرفة الذات والجوهر الداخلي

معرفة الذات والجوهر الداخلي
الكاتب والمفكر أحمد الراوي
“من يعرف الاخرين حكيما، ومن يعرف نفسه منيرا” لاوتسو

معرفة الذات حقيقة لا يدركها الكثير منا فهي جوهرنا الخاص هي العالم الامحدود من جميع الإتصالات ، وفهمها يتطلب الكثير من جهد ووعى وإدراك لأنها غالية كثيرا وليس من السهل ان تحصل عليها وإذا كان من السهل لأصبحنا جميعا ادباء وفلاسفة ولا واجهنا كل الصعوبات التى تقف أمامنا ، وتفادينا جميع الطرق التى تؤدى الى ضياعنا، ولأصبحنا أرقى أمة وأقوى شعب يتصدى جميع المواجهات ويقف أمام كل مسؤلية تواجهه لأنه يدرك حقيقة ذاته وجوهره الداخلي ، الذى يحتوى على قوة هائلة، لدى كل واحد منا جوهرة وضعها الخالق للانسان لكى يدرك ويفهم حقيقة كل شيء من حوله ويفهم الحياة، ،أحقا نحن ولدنا فى هذه الحياة لكى نشقى ونتعب ام ماذا؟ ماذا تريد منا الحياة؟ وماذا نريد نحن من أنفسنا؟ .

عليك بمعرفة نفسك أولا وفهمها ،فهى بها أسرار وكنوز لن تبوح لك بها إلا إذا عرفتها جيدا ورغبت حقا فى معرفتها،فهى قوية بما يكفى لتواجه كل الحقائق، فهى ترى ما لا تراه أنت وتسمع ما لاتسمعه أنت ، تحرر من عبودية الدنيا والنفس الأماراة وارتقى بنفسك المطمئنة والراضية وروحك السامية إلى أعلى القمة حيث يوجد هناك ما كنت تبحث عنه طيلة حياتك ،يوجد الكثير والكثير من الجمال والصفاء الداخلى ‘حيث الرقى الروحى ونقاء النفس وطهارة القلب ،وحسن السير والسلوك،والصدق والأمانة والحب والرحمة كل ما كنت تبحث عنه ستجده فى داخلك فى اعماق نفسك (وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) هنا فى داخلك يوجد نور يغطى كل أعماقك ،روحك ونفسك وقلبك وبدنك، والرؤية الحقيقة لهذا النور هو القلب لذا عليك أن تتحرر من كل ما يظلم القلب ويمرضه ، وتتحرر من قيود النفس وشهواتها التى لا تشبع وألا تستسلم لها، فكل انتصار لك يقوى النفس ويؤيدها ضياء ونورا، وكل استسلام لها يضعفها ويجعلها مظلمة لتتحول الى صراع داخلى مستمر، فإذا أردت الإرتقاء بنفسك والفوز بها فعليك ان تحررها من شهوات الجسم الذى لا يشبع أبدا { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)} أن الرغبات والشهوات تمنع الإنسان من الرقى الروحى والمبادىء السامية ،وتمنعه من التفوق على الجسد.
معرفة الذات والجوهر الداخلي

وكما يقول “ب.ك.نارايان” أن الأفكار تنشأ فى ذهن الإنسان كنشأة الأمواج فى الماء فما دامت الأمواج هائجة لا تهدأ ، فإنك ترى الصورة معكوسة على ما يبدو عليه ، وعندما تهدأ الأمواج فإنك ترى الماء يظهر بدون تشويه

كذلك أنت عندما تهدأ وتمنع نفسك من الشهوات والأفكار التى تحيط بك من رغبة الجسم.عندما يدرك الإنسان حقيقة الحياة الداخلية، تغيب من أمامه مظاهرالدنيا الخارجية مثل غياب النجوم عند شروق الشمس. إن معرفة الذات هي الدواء الوحيد لكل داء حسى او نفسى او عقلى بل هى الحل الوحيد لكل المتاعب والآلام فى الدنيا ومفتاح النجاح فى الاخرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock