أدم وحواء

التمرد عند المراهقين

بقلم.د. فتيحة بن كتيلة ، الجزائر

تعتبر مرحلة المراهقة أهم مرحلة في حياة الإنسان، فهي بداية ميلاد جديد، ينتقل منها الشخص من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد، وهي مرحلة تغيرات فسيولوجية ونفسية وعقلية وانفعالية واجتماعية، لذلك هي مرحلة حرجة وحساسة في حياة الفرد، وتتأثر بالمراحل التي تسبقها (مرحلة الطفولة)، وتؤثر على المراحل التي تليها.

وصحة الفرد النفسية تتوقف كثيرًا على تجاوز مرحلة المراهقة بطرق تتسم بالطمأنينة والاستقرار والأمن النفسي والهدوء.

ويرى المختصون أن هذه المرحلة مهمة جدًا، لذلك أولوها أهمية بالغة لكونها مرحلة مشكلات، ومشكلاتها متعددة ومتنوعة، وهي مشكلات نفسية وسلوكية ومنها مشكلة التمرد والعدوان، والتي تظهر في صورة تمرد على الأسرة وتقاليدها، والمدرسة وأنظمتها، وكثرة الغيابات من المدرسة، وتخريب الممتلكات المدرسية، والتحدي للكبار، واستعمال الألفاظ البذيئة، حيث يسعى المراهق لمقاومة كل أنواع السلطة ( الأسرية، المدرسية، المجتمع، قانون، عادات وتقاليد) وكلما فشل المراهق في الاستقلال ومقاومة السلطة، زاد عنده العناد والتحدي وقد يتمرد على كل ماهو سلطة.

                           إقرأ المزيد دور الأم في حياة ابنتها المراهقة

وظاهرة التمرد عند المراهق هي ظاهرة عارضة، تكون نتيجة لسوء التنشئة الاجتماعية، وجهل المربي بالأساليب التربوية الصحيحة، وعدم الفهم العلمي والنفسي للمرحلة، فتجدهم يحيطون المراهق بالقيود والأغلال فكل شيء ممنوع، وحرام ولا يجوز، دون مناقشته وتوضيح الأمور له، مما يجعل المراهق يتمرد كنوع من أنواع البحث عن الحرية والاستقلال التي هي مطلب أساسي من مطالب النمو عند المراهق، فيثور بكل الطرق والأساليب ليحقق هذا المطلب، فهو لم يعد يرضى بالخضوع والقيود الأسرية والمدرسية والمجتمعية ؛ بل أصبح من حقه أن يناقش الأمور بفكر ووعي،

                                                    إقرأ أيضا ابنتي المراهقة كيف أتعامل معها؟

لذلك وجب أن نتعامل مع التمرد عند المراهق بعقلانية وتفهم لهذه المرحلة، لتمر هذه الأزمة بسلام ولا تترك آثارًا سلبية على حياة المراهق مستقبلًا.

المزيد على موقعنا قد يهمك لا تؤجل السعادة

“ماذا تريد الحياة”

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock