حياة الفنانين

حركاتي العمامرة”القصة القصيرة في الجزائر بخير..والنقد في وقتنا الحالي أصبح مبتذلا

وليس كل مايكتب ينتمي إلى الأدب

 

حوار إلهام غانم عيسى

إخراج / ريما السعد

حركاتي العمامرة كاتب جزائري يحمل قلما متميزا ويكتب حرفا ماتعا يعد من اشهر الكتاب المعاصرين في الجزائر يكتب في العديد من الصحف الورقية والإلكترونية داخل وخارج الجزائر مارس مهنة التعليم لمدة 32عام ليتفرغ بعدها للكاتبة وتنشيط النشاط الثقافي في مدينته الجميلة بسكرة

 حركاتي لعمامرة كاتب وقاص جزائري فمن هو حركاتي العمامرة كيف يعرف محبيه ومتابعيه عنه ؟

 بداية أستاذة إلهام أشكرك على هذه الإلتفاتة الطيبة وشكرا لك لإتاحة الفرصة لي ليتعرف قرائي عني اكثر فأنا من مواليد أكبر وأفقر حي في شمال إفريقيا ألا وهو حي العالية الشمالية بولاية بسكرة الجمهورية
الجزائرية ،ولدت ذات خريف بها وبالضبط يوم 15 سبتمبر 1965 وقد شهدت الجزائر قبل ذلك ب3 أشهر حدثا تاريخيا في حياتها ألا وهو إنقلاب 19 جوان 65 الذي قام به الرئيس الراحل هواري بومدين وعرف بعد ذلك بالتصحيح الثوري ،عرفت بهذا الحي الحياة على بساطتها وتعلمت أول حروف الأبجدية بكتًابها ومدرستها الوحيدة المختلطة لأتدرج بعد ذلك في رتب العلم المتعاقبة في نظام التعليم بالجزائر ،مارست مهنة التعليم لمدة 32 سنة لأتقاعد بعدها متفرغا للكتابة وتفعيل النشاط الثقافي بمدينتي الجميلة
عروس الزيبان بسكرة في حدود إمكانياتي.

 لكل شخص بداية ومسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة من أين كانت البداية لحركاتي العمامرة وكيف بدأت مسيرتك مع الكتابة ؟

 أتذكر جيدا أنني كنت الأول دائما في صفي في كتابة مواضيع الإنشاء ،ومن هنا جاءت فكرة الكتابة فبدأت من مجلة للأطفال كانت تصدر في فترة السبعينيات من القرن الماضي وهي مجلة أمقيدش ثم إحتضنت جريدة النصر كتاباتي على صفحاتها وخاصة صفحة نادي الخميس ،ثم مجلات الوحدة ،الوان ،امال ،
أضواء وجرائد الشعب والمساء والجمهورية ولايفوتني هنا أن أنوه بأفضال أساتذتي المشرفين على الصفحات الثقافية في ذلك الوقت وأبرزهم الدكتور الأخضر عيكوس ،احمد دوغان رحمهما اللهً والأساتذة الطاهر يحياوي وأحمد ختاوي ، وأحمد فريد الأطرش .

حركاتي لعمامرة يتميز بأسلوب رائع جدا في الكتابة وينسق قصصه بطريقة سرد متفردة ترى ماسر هذه الجمالية في كتاباتك ؟

 أشكر لك رأيك في أعمالي القصصية التي هي نتاج لقراءاتي لمختلف الأعمال الأدبية القريبة جدا من المحيط الذي عشت فيه ككتابات جبران خليل جبران ،المنفلوطي ، الرافعي ،الماغوط ،طه حسين،مخائيل نعيمة ،عبد القادر المازني ….وهكذا انطلقت من واقعي لتأتي كل كتاباتي القصصية عاكسة لماعشته فجاءت اعمالي صادقة المحتوى قوية النفس وقد تأثر بها العديد من القراء بل وقد طلب مني أن أوثقها في إصدارات ورقية بإذن الله.

 من يقرأ ويتابع مايكتبهحركاتي لعمامرة يرى مدى الاهتمام بالتحليل النفسي والجسدي لشخصيات قصصك ماذا تخبرنا عن سر الاهتمام الواضح والصريح ؟

 أجل سيدتي تبدو تلك السمة الغالبة على جميع أعمالي لأنني في الغالب أختار شخصيات واقعية أو أكثر قربا من واقعنا ولهذا فإنني أستطيع سبر أغوار شخوص كتاباتي بكل تفاصيلها .

 هل فعلا نحن نقرأ الأدب وهل فعلا نجح النقد ؟
اين هي القصة الآن على مستوى المشهد الأدبي الجزائري ؟لماذا تأخر ظهور القصة القصيرة في الجزائر مقارنة بنظيرتها في البلدان العربية الأخرى ؟

بالنسبة للأدب أقولها بكل صراحة ،ليس كل مايكتب ينتمي إلى صنف الأدب ،ووسط هذا الزخم من الإصدارات لانجد إلا اعمالا قليلة تشدنا إليها و تتميز بالقوة ، اما عن القصة القصيرة في المشهد الثقافي بالجزائر فلقد احتلت مكانة لابأس بها على يد كتاب كبار والدليل تلك الجوائز العربية والعالمية التي يحصدها كتابنا والتي كانت آخرها جائزة كتارا التي حازها الحبيب السايح إضافة إلى التكريم الذي ناله مؤخرا الدكتور يوسف وغليسي .
أما عن تأخر ظهور القصة القصيرة بالجزائر فذلك أمر منطقي لأن الشعر عندنا هو الذي إكتسح الساحة بل وأقيمت له مهرجانات أما الكتابات السردية فكانت تحتل صفحات الجرائد والمجلات وقد برزت عدة أقلام جزائرية كانت لها الريادة في هذا المجال أهمها على سبيل الذكر لا الحصر : احمد رضا حوحو وزليخة السعودي ود. عبد الله ركيبي والكاتبة زهور ونيسي …وغيرهم كثيرون.

 نرى بأن الكاتب اوالقاص اوالشاعر يتعرض دائما لنقد كيف يتقبل حركاتي لعمامرة النقد وإلى اي مدى تتاثر به ؟

 في الحقيقة انا من عشاق النقد واحب أن أستمع إلى النقد بكل رحابة صدر ،لكن صراحة النقد في وقتنا الحالي أصبح نقدا مبتذلا فإما أن يكون نقد محابات أو نقد هدم وهما مما أثر على غياب الناقد الحصيف و الذي ينقص ساحتنا الأدبية دون أن نغفل على أن الساحة تحتوي على أساتذة كبار تركوا بصماتهم في هذا المجال اهمهم : د. السعيد بوطاجين من جامعة مستغانم
والدكتور : محمد مصايف رحمه الله.

 لكل كاتب تفرد بكتاباته ويتخد أبطالا لقصصه من هم الأبطال في قصص حركاتي لعمامرة هل اللغة ام الفكرة ام عنصر السيادة ولما ذلك ؟

 أبطال قصصي اختارهم في الغالب من واقعي المعيش او أولئك الذين عايشتهم في طفولتي أضف إلى ذلك أن اغلبهم كان له تأثير في حياتنا مثل : حلواني الزيبان ،تيس الظهيرة ، زمن الشانبيط….

 متى حركاتي لعمامرة يكتب رواية ؟

 بالفعل إلى جانب القصة القصيرة لدي ثلاثة أعمال روائية واحدة منها جاهزة للطبع وهي بعنوان : ثلاثية المربع السعيد وإثنتان هما في مرحلة التنقيح : الضيعة المنسية ،وأوجاع قلب .
أتمنى أن ترى أعمالي الروائية النور لأن واقع الطبع عندنا صعب للغاية فهو يقع ماديا على كاهل الكاتب الذي يرهق مرتين ومع سوء التوزيع وقلة المقروئية يتكبد الكاتب خسائر مالية معتبرة ،الرابح الوحيد فيها هي المطبعة ودار النشر

 هل يمكننا ان نقول بأن القصة الجزائرية بخير ؟

 أكاد أن اجزم بأن القصة الجزائرية بألف خير نظرا لما أقرأه بين الحين والحين ففي الجزائر جيل جديد قادم بزخم متغير وجميل وأتوسم فيه كل خير إن شاء الله

 ماذا قدمت وسائل الإعلام الجزائري للمشهد الأدبي و المعرفي والثقافي في الجزائر ؟

في ظل غياب الجرائد والمجلات المختصة والتي توقفت للأسف فإن بعض اليوميات قد خصصت صفحات للإبداعات وللشأن الثقافي مثل جريدة الموعد اليومي ،صوت الأحرار ، الجديد ،الجمهورية ،كواليس ،الأوراس نيوز ،جريدة المثقف الحديثة الصدور وهي أدبية بصفة كاملة.

 هناك من يرى صحوة لكتابة القصة القصيرة جدا ماتعليقك ؟

 أكيد هناك جيل جديد يقرأ بنهم ويكتب بقوة ستفرزه الساحة مع قدوم الأيام فالجامعات الجزائرية تعد بالكثير وهذا الجيل الجديد الذي نتوسم فيه خيرا سيحمل معه الجديد لامحالة.

 نلاحظ اختلاف في الآراء وتباين في وجهات النظر حول القصة القصيرة جدا فالبعض يرى انها قصص مكتملة والبعض الآخر يرى بأنها نص تجريبي غير مكتمل مارايك ؟

 قليلون هم أولئك الذين ينجحون في صب افكارهم في نص قصير جدا وانا ارى ان القصة القصيرة جدا مازالت عندنا في بدايتها.

 هل تعتبر الدراسات النقدية في مجال القصة القصيرة جدا وماهو دور النقاد اليوم في هذا النوع من الأدب وحول مايكتب وماينتج ؟

 النقاد إنقسموا إلى فئتين فئة ترفض هذا النوع الوافد الجديد وفئة ثانية تقبلته وتعايشت معه وعلى كل فكلها بدايات

 هناك قصص شبيهة بالهايكو والغرغريات كيف تفسر ذلك ؟

 تلك قصة الومضة مثل شعر الومضة وهي أيضا فن جديد فرضه عصر السرعة لكن لست ممن يكتبونه لأنني أحب أن أصب أفكاري بأريحية.

 هل صحيح مايقال أن القصة القصيرة جنس ادبي مناسب وملائم لهذا الزمن الذي يمتاز بالسرعة في ظل العالم الرقمي ؟

 القصة القصيرة هي الجنس الأدبي الذي يحتل الصدارة حاليا لأننا بالطبع في عصر السرعة ،لأن العمل الروائي يحتاج إلى تفرغ ووقت طويل وهذه سنة الحياة في عصرنا الحديث.

 هل فعلا الرواية تستحوذ على الاهتمام الإعلامي اكثر من القصة ؟

 مازالت الرواية تحتل الصدارة إعلاميا وخاصة الأعمال القوية والمؤثرة.

 ماهو الشيء الذي تتميز به القصة القصيرة جدا ويميزها عن باقي الأجناس الأدبية الأخرى ؟

 القصة القصيرة جدا تتميز بالدًقة والتركيز وإختيار الكلمات الشاملة والتي تتوقع عدة معاني وهي في نظري فن السهل الممتنع .

 برايك هل استطاع الأدب فعلا ان يغير شيئا في الواقع في عالمنا العربي

 الأدب مثله مثل بقية الفنون كالمسرح والغناء والفن التشكيلي أثر بقدر لابأس به على الطبقة المثقفة اما المجتمعات العربية فهي تعاني من متغيرات الحياة الغير مستقرة في ظل واقع جديد وربما يعود الأدب إلى الصدارة عندما يعود الاستقرار لدولنا العربية إن شاء الله

 خلال معايشتك لهذا الواقع ؟كيف ترى الواقع الثقافي في العراق بشكل خاص وفي العالم العربي بشكل عام ؟

 رغم ظروف الشعب العراقي الشقيق سياسيا وإقتصاديا إلا أنًه ومن خلال متابعتي البسيطة للواقع الثقافي بالعراق ،فإنًه لابأس عليه ويرجع ذلك لأنًه شعب ذواق والتذوق الأدبي متجذر فيه.

 مع هذا الانتشار السريع لوسائل التواصل الاجتماعي وهذا الفضاء الأزرق واقتحامه لعالمنا هل شكل منحى إيجابي أم سلبي على الكاتب ؟

 الحقيقة أن الفضاء الأزرق بما له وماعليه قد لعب دورا كبيرا في تواصل الأسماء الادبية وإحتكاكها ببعض فلولاه ماتواصل الشرق مع الغرب ولاتواصل الكاتب المبتدئ بالأديب الكبير ،ورغم كل ذلك تبقى تكنولوجيا الإتصال لها مالها وعليها ماعليها فهي سلاح ذو حدين واللبيب من اغتنم الإيجابيات وترك السلبيات طبعا.

 كيف تنظر إلى كتاب القصة المعاصرين اليوم وهل هناك من أسماء بارزة ؟

 الحقيقة وكما سبق لي أن قلت فالساحة الأدبية تعج بأسماء كثيرة لاتسع هذه المساحة لذكرها ومايعجبني أنهم في الغالب من صنف الشباب وبعض العائدين إلى الساحة من جديد : وعلى سبيل الذكر لا الحصر فبالجزائر أسماء تعد بالكثير منها : الأستاذة خولة محمد فاضل الشهيرة باسم سحر القوافي ،الدكتورة نبيلة عبودي
الأستاذ رابح خدوسي ،الأستاذة عائشة بنور ،الكاتبة عزة بوقاعدة ،فايزة لكحل والقائمة تطول اما على خريطة الوطن العربي فالأسماء كثيرة وهي على خطى السابقين ممن أثروا الساحة الأدبية بأعمالهم الخالدة.

 مارأيك في الواقع الثقافي في الجزائر. بشكل خاص وفي العالم العربي بشكل عام .
 الواقع الثقافي في الجزائر أصبح باهتا فقد أصابه الفتور متأثرا بالواقع المعاش وغياب أهم الدوريات الثقافية إضافة إلى توقف أهم المهرجانات الثقافية فقد توقف مهرجان محمد العيد آل خليفة الشعري الذي كان رافدا قويا أنجب خيرة شعراء الجزائر أيضا غياب أهم مهرجانات القصة أما على الصعيدالعربي فالحال من بعضه فلقد أثرت الأحداث السياسية و الواقع العربي الغير مستقر على مجريات الأحداث الثقافية ولكن هذا لا يعني أن هناك مبادرات و محاولات للتنشيط الثقافي ولكن تبقى هذه الأنشطة غير كافية بالنظر إلى عدد السًكان لكل دولة والماضي الثقافي العريق لكل شبر من خريطة الوطن العربي الكبير فغياب المهرجانات الثقافية التي كانت تمثل مصدرا هاما للإنتاج الأدبي وللاحتكاك الطيب بين أدباء العالم العربي .
اخيرا ككاتب جزائري ومتابع للشأن الثقافي اتمنى عودة قوية لمثل هذه الأنشطة وعودة للإبداع الأدبي الجاد والذي سيبقى راسخا في ذاكرة الأجيال إن شاء الله

 كلمة اخيرة تود أن تختم بها الحوار ؟

 ختام لقائنا هذا مسك إن شاء الله: اتوجه فيه بالشكر الجزيل لحضرتك على هذه الإلتفاتة وللصحيفة الموقرة وكل قرائها الأفاضل ،اتمنى ان يحظى كتابنا المهمشون بمزيد من الأضواء المسلطة عليهم وإن شاء الله عودة قوية للواقع الثقافي في كل المجتمعات العربية واتمنى ان يتحسن واقع النشر عندنا إلى الأفضل ومناي أن تعود إلى السًاحة المجلات الأدبية والمتنوعة والتي كانت تصدرها الهيئات الثقافية…
اخيرا اتمنى أنني كنت خفيف الظل عليكم ودمتم طيبين.

إقرأ المزيد مظهر الحكيم “الفن سفارة وحضارة والفنان سفيرٌ في كل مكان وزمان

” أمانة والي “أحب الشخصيات المبنية بشكل صحيح..والجيل الجديد يحمل رايات للمستقبل ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock