عام

للسنة التاسعة على التوالي جمعية_ساعد تقول للشعب السوري خسى_الجوع

كعادتنا كل رمضان من كل عام، حين نمرُّ من حارات الشام القديمة، تَجذبُنا رائحة الطبخ الشهي المنكّه ببهارات الفرح وتوابل الإنسانية..

فنتبعُها بجوعِ الصائمِ للفرح.. للسلام.. للإنسانية…

لتأخذنَا عبر ممرات دمشق الحجرية وتراثها ودفئها تحديداً إلى خلف الجامع الاموي،

هناك حيث انتصب مطبخ *خسى الجوع* بهمّة مجموعة كبيرة من الشبان والشابات المتطوعين في جمعية ساعد….

مقابل مقهى النوفرة التراثي العريق…

وحيث روائح الطبخ الشهية تتجاوز الحميدية وتصل حدود القيمرية،

بينما وجبات المطبخ تجاوزت كل ذلك وتجاوزت دمشق حتى لتصل إلى ضواحيها، إلى داخل كل بيت نسيَه الزمان.. ونسيه الفرح والعيد…

وسكنه الفقرُ في وجوهِ أطفالٍ جياع، وأمٍ ثكلى، أو أبٍ عاجز مادياً ومعنوياً …..

وجبات مطبخ *خسى الجوع* هذا العام وصلت إلى كل تلك الحارات والبيوت -حسب تصريح السيد عصام_حبال مؤسس جمعية ساعد- الذي أكّد لمجلة سحرالحياة أن المستفيدين هذا العام توزعوا مابين:

(حارات دمشق القديمة – ركن الدين- المعضمية- الأطباء والممرضون المناوبون- مركز أنتم في عيوننا- معهد الامل- داريا.. بالإضافة لطنجرة عابر السبيل ضمن المطبخ والتي يأخذ منها كل محتاج يمر من المنطقة )

كما أكّد حبال أن الوجبات تجاوز عددها ال 300ألف وجبة بين مطبخي دمشق وحلب أيضاً ..

عصام حبال
عصام حبال

بينما تجاوز عدد المتطوعين للعمل 2500 متطوع..

كما بيّن أنه ضمن الظروف التي تمر فيها البلد، استطاعوا إتمام الشهر الفضيل بهمة المتبرعين وأصحاب الأيادي البيضاء من المغتربين وأيضا أبناء البلد في الداخل، وتمكنوا من إفطار آلاف الصائمين في رمضان….

ليختتموا الشهر بوجبات *الشاورما* والتي غَدت حُلم بعض السوريين في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الشارع السوري حالياً، حيث تم توزيع أكثر من 3000 وجبة شاورما…. )

الآنسة سلام أحمد (فنانة تشكيلية) وإحدى متطوعات ساعد حدّثتنا عن مشاركتها في فعالية خسى الجوع على مدى 30يوماً كاملة فقالت:

(التطوع شيء جميل وخاصة للأعمار الصغيرة التي تساعدنا، فنحن شباب ولدينا طاقات كبيرة..

أشعر بالمسؤولية والرغبة بتقديم شيء بلا مقابل لأساعد بلدي وأهل بلدي..

لذلك شاركت في فعالية خسى الجوع بسنتها التاسعة على التوالي، حيث نجتمع شباب وصبابا من مختلف الأعمار والاختصاصات يومياً من الساعة 11 صباحا لنبدأ معاً بتجهيز وجبة الإفطار من تنظيف الخضراوات وتقطيعها وتجهيزها للطبخ، وبعد الطبخ تتم عملية تبريد الوجبات وتغليفها وتوزيعها على عدة أقسام:

القسم الأول لعابر السبيل الذي يأخذ وجبته بشكل مباشر من أمام المطبخ خلف الجامع الأموي..

قسم يذهب للجمعيات التي توزع لمناطق بعيدة… قسم للجيش والحواجز.. وقسم للمشافي للأطباء المناوبين واهالي المرضى على أبواب المشافي….

الشاب يزن دركزوني أحد متطوعي ساعد حدّثنا عن مشاركته وتطوّعه في أغلب فعاليات الجمعية قائلاً:

يزن دركزوني
يزن دركزوني

(كنتُ أسمع من الخال عصام عن هذه المبادرة وأحببت المشاركة بها من سنتين، لكن ظروفاً خاصة منعتني، لكن هذه السنة شاركت الحمدلله، وقد شعرتُ بمتعة خاصة مختلفة عن باقي المبادرات التي شاركت فيها مع الجمعية، ومن تلك المبادرات:

الحملة الأولى للتوعية ضد الكورونا، توزيع السلل

الغذائية والصحية، وتوزيع اسطوانات الأوكسجين للمصابين بالفيروس.. وطبعا مستمرين بها من سنتين، و أيضاً الاستجابة الطارئة لوزارة الشؤون الاجتماعية لحرائق الساحل..

علماً أن طبيعة عملي في الجمعية هي تأمين الدعم اللوجستي للمتطوعين…. )

الشاب وليد الصفدي من متطوعي جمعية ساعد أيضاً و تحدث لسحر الحياة عن مشاركاته في كافة نشاطات الجمعية قائلاً:

(جمعية ساعد هي بيتي التاني، وقد شاركت هذي السنة و ككل سنة في المطبخ، فأحببت أن أقدم شيئاً بسيطاً للناس، لأني أشعر بشيء روحيّ يربطني بهم..

وليد الصفدي
وليد الصفدي

كما شاركت بأكثر من مبادرة في الجمعية

مثل: مبادرة *كتّر خيرك ليلبس غيرك* لتوزيع ألبسة للمحتاجين، و مبادرة توزيع القرطاسية في بداية العام الدراسي، وتوزيع أدوية فيروس الكورونا في بداية إنتشار موجة الإصابات، ثم المساعدة في تعبئة وتوزيع اسطوانات الأوكسجين على المصابين في بيوتهم… )

وتبقى سورية منبت الخير والفرح والعطاء على مدار السنوات، مهما دمّرتها الحرب وحاربها الأعداء، ويبقى أبناء سورية عنوان العطاء والخير والمحبة والإنسانية…

“هيك نحنا.. و هيك بلدنا”

سنا_الصباغ

مجلة_سحرالحياة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock