كتبت
دعاء سنبل
كاميليا ولدت في 13 ديسمبر 1919م في الإسكندرية من أم مصرية إيطالية ، يقال انها منسوبة للطائفة اليهودية ، الأب فهو تاجر أقطان إيطالي مسيحي ، هرب إلى روما بعد أن خسر كل أمواله ، فنسبت كاميليا و هي طفلة صغيرة إلى يهودي يقيم في بنسيون والدتها ، على الرغم من أنها قد تم تعميدها كمسيحية كاثوليكية بكنيسة القديس يوسف .
نشأت كاميليا في حي الأزاريطة الشعبي بالإسكندرية نشأة فقيرة ، هي وأمها عاشا على إيرادات البنسيون الذي تمتلكه أمها .
نشأت كاميليا في حي الأزاريطة الشعبي بالإسكندرية نشأة فقيرة ، هي وأمها عاشا على إيرادات البنسيون الذي تمتلكه أمها .
كاميليا أكتشفها المخرج أحمد سالم ، خصص لها مدربين للتمثيل و أساتذة في الاتيكيت ، اختار لها اسمها الفني “كاميليا” . و بعد مضي فترة و لم ينفذ احمد سالم وعده لها يجعلها نجمة سينمائية ، قررت أن تسلك طريقها في الفن بدونه و بفضل قدراتها الاجتماعية نجحت في الوصول و التعرف على يوسف وهبي الذي قرر ضمها إلى فيلم “القناع الأحمر” و تصاعدت نجوميتها.
كاميليا أصبحت حديث المجلات و الوسط الفني قدمت للسينما ما يقرب من 19 عملاً ، منهم :
” المليونير ، قمر 14 ، شارع البهلوان ، الستات كده ، بابا عريس ، آخر كدبة ” من أهم أعمالها عام 1950م .
إقرأ أيضا
كاميليا كانت تتمتع بالسحر والجاذبية التي ليس لها حدود و متعددة العلاقات ، كانت مطمع للكثير من المعجبين الذين كانوا يتمنوا لقائها او التحدث إليها .
من ضمن هؤلاء المعجبين شاب يدعى صلاح الدين ، الذى أصابه الهوس من إعجابه ، إلى الحد الذي جعله يدعى أنه رجل ثري و يريد إنتاج فيلم لها وتكون هي بطلته ويقوم بدور البطولة أمامها .
كاميليا سيطر عليها فكرة البطولة السينمائية و الأجر الخيالي الذي عرضه عليها ، بدأ العمل في الفيلم تحت عنوان “ولدي”، وشاركها البطولة أحمد علام ، ومحمود المليجي وإسماعيل يس و نجمة إبراهيم وكان ذلك عام 1949م ، و بعد الإنتهاء من التصوير وقبل عرضه على الجمهور ، وقع صلاح الدين في قبضة العدالة ، وأتضح من التحقيقات أنه موظف بسيط يعمل في إحدى الشركات وأختلس مبلغًا كبيرًا من المال لتحقيق حلمه وهو أن يكون بطلاً لفيلم سينمائي أمام معشوقته كاميليا.
الملك “فاروق” زهر إعجابه الشديد بها بعد أن رآها على أغلفة المجلات ومحاولته خطب ودها، وقيل أنها أصرت في الحفلة التي رآها فيها للمرة الأولى على أن تغني وترقص عندما علمت بوجوده.
قضت بضع سنوات في شهرة فائقة قبل أن يتطور الموضوع أكثر وأكثر ويتقاطع مع الحرب العربية – الإسرائيلية ونشأت دولة إسرائيل ويدخل في حياتها عنصر جديد هو الجاسوسية.
قضت بضع سنوات في شهرة فائقة قبل أن يتطور الموضوع أكثر وأكثر ويتقاطع مع الحرب العربية – الإسرائيلية ونشأت دولة إسرائيل ويدخل في حياتها عنصر جديد هو الجاسوسية.
كاميليا اتهمها البعض بأنها عميلة لجهاز الموساد الإسرائيلي، مؤكدين أنها استغلت قربها من الملك والقصر لتنقل الأخبار إلى الكيان الصهيوني في فترة حرب فلسطين، فيما اختلفت الروايات حول مصرعها، فقيل إن وراءه جهاز الموساد، في حين ادعى البعض أن الملك فاروق هو المدبر الأساسي للحادث بعدما مل من علاقته بها ، ولغيرته الشديدة من علاقتها برشدي أباظة .
كاميليا توفت في حادث طائرة رحلة 903 ، التي كانت تستقلها متجهة إلى روما، حيث سقطت الطائرة في الحقول بالبحيرة شمال غرب القاهرة في 31 أغسطس 1950م، ولا يزال تفسير سبب تفجير الطائرة التي سافرت بها غامضًا حتى اليوم .
تضاربت الأقاويل بين أنها كانت جاسوسة يهودية وأن حادثها كان مُدبر من المخابرات المصرية أو فجروها الإسرائيليين وهناك من رجح أن تكون مجرد حادث عادي.
الكاتب الكبير أنيس منصور حكى بخصوص هذا الحادث المروع قائلا : كاميليا لم تكن ستسافر في تلك الرحلة لعدم وجود أماكن شاغرة و أنها سافرت في آخر لحظة بعد توفر تذكرة للسفر و هي تذكرة أنيس منصور “الأديب و الصحفي الكبير أنيس منصور” الذي أعتذر عن عدم السفر في الساعات الأخيرة قبل إقلاع الطائرة .
أنيس منصور كتب مقالاً بعنوان “ماتت هي لأحيا أنا ” عن قصة تذكرة الطائرة التي تخلى عنها و اشترتها كاميليا منه لتصعد على الطائرة في رحلتها الأخيرة حيث لقت مصرعها .فى مثل هذا اليوم ! ماتت كاميليا ليعيش أنيس منصور .
الكاتب الكبير أنيس منصور يقول : كنت أنا أيضا مسافرا، وكنت قد انتقلت لجريدة “الأهرام” بعد أغلاق الحكومة للجريدة المسائية التي كنا نعمل بها وكان كامل الشناوى رئيس تحريرها ،وقبل أن أسافر اتصلت بوالدتي هاتفًيا للأطمئنان عليها ، فلاحظت أن صوتها خافت ،وأنها تحاول ان تغيره للتظاهر أمامى بأنها بصحة جيدة ،لكنها لم تفلح .فقررت الذهاب إليها وبالفعل وجدتها مريضة ، فعدلت عن سفرى، و ذهبت إلى شركة الطيران لأعيد تذكرتى ، وهناك وجدت الناقد الفنى الكبير “حسن إمام عمر” وكانت معه الفنانه “كاميليا” وعرفت أنها كانت تريد السفر إلا أنها لم تجد مكانا لها فأعطيتها تذكرتى ،وكان ما كان.
