شعر وحكايات

قبل الضياع

كتبت/حنان عابد

كانت ميرنا امرأة مثاليةتعشق زوجها عشقاً يتوج البيت ويمنح أطفالها الأمان والاستقرار.

هي تلك المرأةالتي تحافظ وتلتزم وتراعي شؤون بيتها وكانت دائما تسأل نفسهاسر عشقها وجاذبيته لهافكانت تكثر من أساليب الدلال لزوجها لأنه كان بعينها وبقلبها الجميل المعشوق فكانت كلما اقتربت ابتعد وكلما زادت عشقاًنفر وكلما طالبته بحديثٍ اعتذر فتنظر إلى نفسها في المرآة وتحادث نفسها ما خطبك لا تعجبين زوجي ولاتقربيه مني فهي تسمع صوت المرآة الخيالي عيونكِ من العيون التي تفتن الرجل وتسحره متى نظر إليها وتعذبه في وقت غياب ونور عيونكِ شعاع يعطي الأمل…

وتوالت الأيام والحال لم يتغير ومن ضيق الحال كانت تتناول الغداء لوحدها بمطعم قريبٍ من البيت وكان عازف العود بعزفه الجميل يعطي آملاً لميرنا بالحياة فقررت أن تكلمه لتعرف منه سحر هذه الألحان طلبت أن تحدثه واتفقا على اللقاء في مكان عام قابلته مرتين وفي كل مرةٍكانت تراه يسمعها أطيب الكلام وكان يعطي قلبها نوراً كنور الفجر وفي المرة الثالثة كانت مستعدةً للقائه وفي طريقها أوقفتها فتاة تفوقها الرقة والجمال لعنتها وصرخت في وجهها سرقتي من أحب وأطفأتي زهوة قلبي تعلق بكِ ..

رأيته وهو ينظر إليك وتمنيت لو أني حظيت بهذه النظرات ولكني اتخذت قراري أن أخبر زوجكِ ولن أقف على حياد كماعطلتِ حياتي سأعطل حياتك عادت إلى بيتها وهي ترتجف بكت بكاءً مراً .

فنكهة الخيانة لايغفرها حتى الواحد القهار بكت بكاء وهي تخسر وطناً فيه أولادها وزوجها كانت تبكي وهي متأكدة من دمار قادم .

وبقيت في بيتها أشهر لاتخرج من منزلها و في منتصف الليل تنظر إلى زوجها وتقول له اغفرلي وسامحني وتحتضن أولادها وتحادث نفسها كم من غباءٍ أن أفضل نفسي على أولادي الليل الطويل لم يكن له وقتاً كافياً لبكائهاوندمها وفي ذات ليلة سألها زوجها ما سبب هذا البكاء فأجابته أعشقكِ ولكني أحرقت بدموع كل شيء يزهر قلبي أحبني فأنت ضوء نهاري وأنت مناري سأستقل عن كل الناس وسأبقى عندك حتى تتغير الأقدار وأخاف أن البكاء لم يعد يفيدني لم يفهم لماذا تقول هذه الكلمات .

وفي مساء يوم ٍ طرق الباب ففتح ابنها نظرت من القادم كانت خطيبة العازف دخلت البيت وكلما اقتربت بخطواتها ارتجفت ميرنا و ازدادت ضربات قلبها وهيأت نفسها لفضيحة وإهانة ومصير مجهول تقدمت خطيبة العازف ونظرت إلى زوجها بعينين حادتين وقالت له أعطني ما اتفقنا عليه فابتسم وقال لها هذه النقود لكِ وغادرت المكان أحلم لميرنا كان أم حقيقة ماحدث وخرجت من الغرفة وهي في حيرة لما حدث فتبعها زوجها وقال لها فكرت عندما رأيتكِ معه في المطعم صدفة كيف سأستطيع أن أكمل حياتي معك وأن هذا الأمر سيكون عارضاً لحياة غد وسألت نفسي كيف أخلع حياتي معك فطلبت من هذه الفتاة أن تقول ما تقول وقررت أن أعذبكِ قبل أن أطردك من حياتي كنت جالسة تبكين بكاءاً مراً وهذا المشهد جعلني ألوم نفسي لأنني أبكيكِ لأ تنقم منك ِ فكرت جيداً .

خرجت مع غيري لأنني أتغيب عنك دون اعتذار او حتى تبرير السبب ولم اكترث لمشاعرك يوماُ. فأنا المذنب دفعتك للخيانة وعشقك لي لم يحيرك في الخيار فالتزمت البيت وبكاؤك هو بكاء النادمة لأنه أحرق قلبي وأطلب منكِ أن تسامحيني ونبدأ حياة جديدة وسأعوضك عن كل دموع لأنها أسقت قلبي بحبك وأعادتني بعد ضياع عنك سامحيني ..

ما أروع ما سمعت ميرنا وعاهدته بحب وإخلاص أمام رب العالمين فالحب في القلوب الطاهرة يبني بيوتاًمهما قست الظروف . الحب يحمل بأعطافه التسامح والغفران ويعيد للعشاق نعمة الحياة والتمتع بالحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock